الى المغرب أو «عروس افريقيا» كما يطلقون عليها، العابقة بسحر الشرق الذي يفوح من مدنها ومعالمها وأسواقها وتوابلها وأطباقها... كانت وجهتنا.وليس بغريب ان تختار «طيران الامارات»، كازابلانكا وجهة جديدة ويومية لطائرتها العملاقة «A 380»، إذ تعتبر المغرب من الوجهات السياحية المثالية لتمتعها بسلة من المميزات التي من النادر ان يتمتع بها مجتمعةً، بلد واحد... فالمغرب وجهة مثالية للباحثين عن سحر شرقي من نوع خاص ينبثق من معالمها الأثرية وأبنيتها وجوامعها وطرقاتها، هي التي تحتل مكانة مرموقة على خريطة السياحة العالمية، وتستقطب ملايين السياح سنوياً.هناك، الأسوار والقصور والمساجد والأسواق، الشاهدة ابداً على أصالة الحضارة المغربية، ستدعوك لزيارتها لتقف على أروع صفحات التاريخ المغربي الإسلامي ولتخبرك أحجارها بحكايا أهلها وابداعاتهم الفنية والمعمارية والثقافية.عالم رائع يمتزج فيه الواقع بالأساطير، تعيش على مشارف مدائنه وبين جدران أبنيته عادات وتقاليد لها نكهات تفوق بتميزها رائحة «الأتاي»، الشاي المغربي المعطر بالنعناع، الذي يعبق في أرجاء المملكة الواقعة على واجهتين بحريتين من حوض البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وشواطئها الجميلة الممتدة على طول 3500 كلم والتي توفر للزائر فرصة لممارسة مختلف الهوايات البحرية من سباحة وغطس وصيد أسماك وغيرها...الدار البيضاءباعتبارها إحدى اهم المدن السياحية في العالم، كانت الدار البيضاء (كازابلانكا) أو «كازا»، كما يحب الشعب المغربي ان يسميها، محطتنا الأولى... المدينة الشهيرة بمعالمها التاريخية المتنوعة والتي تعكس أمجاد الحضارات الرومانية والفينيقية والإسلامية.تتميز الدار البيضاء، أكبر مدن المغرب، بأحيائها القديمة المتناغمة مع شوارعها الجديدة ذات الطابع الأوروبي، وتحتوي على «تحفة» من الأسواق والمقاهي والأبنية التجارية. إنها مدينة شجر النخيل الشاهق والبيوت البيضاء... انها أشبه بلؤلؤة حقيقية داخل الطبيعة الخلابة.لا تتوقف خصوصية هذه المدينة الكبرى عند كونها أجمل مدن الساحل المغربي المطلة على المحيط الأطلسي، بل هي العاصمة الاقتصادية للبلاد ومطارها هو الأكبر وميناؤها هو الأهم في أفريقيا كلها.مدينة غنية بالتنوعات والأماكن السياحية المثيرة، ولن تكتمل زيارتك للمدينة التي تضج بالحياة والمهرجانات الفنية على مدار السنة، الا بالتجوال في «شارع الكورنيش» الذي يضيف الى الميناء القديم، المزيد من الجمال ولمسة حداثة مميزة... ولا يضاهي التجوال فيه صباحاً سوى زيارته ليلاً حين تضيئه نجوم السماء بأشعة تزيد المكان سحراً ورومانسية. أضف الى ذلك، أشهى الطعام وأفخم المطاعم التي تناسب كل الأذواق والامكانات المادية كافة.مسجد الحسن الثانيلا يمكنك وأنت في الدار البيضاء، ان تفوت زيارة وأكتشاف المجموعة الرائعة من المعالم الدينية والثقافية المهمة، مثل مسجد الحسن الثاني، الذي يعتبر مركزاً ثقافياً وروحياً ودينياً متكاملاً ويعد أحد أجمل المساجد في العالم.تحفة معمارية فريدة، عبارة عن شبه جزيرة فوق الماء بدأ العمل على تشييده عام 1987 في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وتطلب ست سنوات لاكماله، ليبدو المسجد بالشكل الذي هو عليه اليوم.يقع مسجد الحسن الثاني الذي يبهرك بروعة هندسته الداخلية والخارجية، على ساحل الدار البيضاء، وتحديداً في شارع الكورنيش، وهو أكبر مساجد أفريقيا، ومئذنته ذات الطابع الأندلسي، تعتبر ثالث أعلى مئذنة في العالم الإسلامي بارتفاع 210 أمتار.«مازاغان»... «جوهرة»من الدار البيضاء، اتجهنا الى مدينة الجديدة التي تبعد نحو 90 كيلومترا عن كازا، حيث حلّلنا ضيوفاً على «جوهرة» المغرب، «منتجع مازاغان» الذي تمّ تشييده على مساحة 250 هكتارا (مليونان و500 ألف متر مربع)، والذي ما إن تطأ قدماك أرضه، حتى تجد نفسك داخل مدينة نموذجية متكاملة، يعمل على خدمتك فيها مئات الموظفين من أبناء الجديدة.وللتعرف أكثر على روعة المنتجع ومرافقه، خصوصاً الترفيهية منها، شرحت لنا السيدة خديجة الأدريسي، مسؤولة التواصل والعلاقات العامة والشركات الاستراتيجية في «منتجع مازاغان»، عن المشروع، قائلة: «فضلاً عن الغرف الفندقية الرائعة البالغ عددها نحو 500 غرفة وجناح والمطلة جميعها على ضفاف شاطئ يبلغ طوله سبعة كيلومترات، ثمة مسابح للكبار والصغار، و15 مطعماً مختلفاً يقدم اشهى الأطباق العالمية، وبهو فندقي رائع، ينضح ليلاً بأجمل الألحان».وتضيف: «في مازاغان، أكبر كازينو في شمال أفريقيا، اضافة الى نادي (آلياس) الليلي، وملعب غولف عالمي. ولهوات ركوب الخيل، يعتبر شاطئ مازاغان البالغ طوله 7 كيلومترات، مثالي لهذه الهواية، فضلاً عن حلبة لرياضة القوس والنشاب وأخرى لسيارات الكارتينغ».وللأطفال نصيب كبير في «الجوهرة المغربية»، وتقول السيدة الأدريسي: «ثمة حصة كبيرة من الاستمتاع لهم، اذ تجدون نوادي مختلفة حسب عمر الطفل: نادي (بايبي كلوب) المخصص للأطفال من عمر ثلاثة أشهر وحتى أربع سنين، نادي (كيدز كلوب) المخصص للأطفال من سن الرابعة وحتى سن الإثني عشرة، نادي (راش كلوب) للشباب من سن الإثني عشرة وحتى السابعة عشرة. للأندية كذلك أجهزة كمبيوتر مع آخر الإصدارات في مجال ألعاب الفيديو. باختصار، تم توفير كل المستلزمات حتى يتمكن الوالدان من التمتع بإجازتهما في راحة بال علما منهما بأن أطفالهما يعيشون تجربة جديدة من الاستقلال الذاتي، تجربة مثرية ومثيرة لكنها تبقى تحت سيطرة أمهر الموظفين والمرشدين. كما يمكن للأطفال، زيارة الفيرمة (المزرعة)، وهي قرية مغربية نموذجية، في قلب غابة الأوكالبتوس التي تحد المنتجع. وتحتوي القرية على حديقة نباتية، وفرنا للخبز، وفي حقولها الصغيرة عددا من الحيوانات».وبين حدائق النخيل وأشجار البرتقال، دعتنا الادريسي الى المنتجع الصحي، الذي يتميز بهدوئه وسكينته، حيث استمتعنا بجلسة يطلق عليها «لكم وحدكم»، وهي عبارة عن تدليك (مساج) يقدمها اخصائيون في احد الأكواخ المطلة على حمام السباحة أو الشاطئ.الادريسي التي لا تفارق الابتسامة وجهها والتي تعمل يومياً في «بيتها الثاني» (أي في المنتجع) أحياناً أكثر من 12 ساعة يومياً، تحدثت مطولاً عن السياحة العائلية، وكيفية أهتمام المنتجع بهذا النوع من السياحة، داعية الأسر الخليجية، وخصوصاً الكويتية لزيارة المغرب، وأكتشاف سحر وراحة وفخامة «مازاغان».يقولون ان «من يزر المغرب مرةّ يقع في سحرها»... مقولة لمسناها ونحن نغادرها. فسحر المغرب ودماثة أخلاق شعبها وحسن الاستقبال والضيافة والبسمة التي لا تفارق الوجوه، تجعلنا نعيد التجربة مجدداً.

«الكويتي الأقوى» و... المدن الملونة

• أجمل ما يمكنك سماعه عند سؤالك أحد مكاتب الصيرفة عن أقوى عملة، ليأتي الجواب بأن «الدينار الكويتي هو الأقوى».• الأمن والأمان من أهم الصفات التي تتمتع بها المغرب، حيث يتواجد رجال الأمن بملابس مدنية بكثافة، في شكل بسيط وذكي بعيداً عن الاستعراض، ليشعر السائح بأنه في ايدٍ أمينة.• تمتلك الدار البيضاء شبكة مواصلات متشعبة تمنح السائح فرصة التنقل من مكان الى آخر من دون عناء، كالقطارات والحافلات وسيارات الأجرة (طاكسي صغير وطاكسي كبير)، فضلاً عن الـ «كوتشي»، وهي عربة يجرّها حصانين للاستمتاع باكتشاف الشوارع ذات الطابع الأوروبي.• شعب المغرب مضياف وودود، يستقبلك بابتسامة مصحوبة دائماً بالشاي المغربي، أو «أتاي»، للترحيب بك.• المغرب يحوي العديد من «المدن الملونة» التي تجذب الانظار وتبهر الزائرين.... بداية من «الدار البيضاء»، إلى «المدينة الحمراء»، مراكش، ثم «المدينة الزرقاء» التي يطلق عليها شفشاون.