هناك العديد من الأمور التي تستوقفك، تفكر فيها، يأخذك تفكيرك إلى أبعد مما يجب...أنت بكل عفوية تتبع تفكيرك، وقد يتبعك الآخرون وهم واهمون أو حالمون بأنك على طريق الصواب، وأنك ستدلهم على أفضل الحلول لمشاكلهم.خرجت علينا أخيراً فئة لا نشك أبداً في حبها للبلد وأهله، ولا نشكك في إخلاصهم لوطنهم، لكن لديهم وجهة نظر.طالبت هذه الفئة التي نكن لها فائق الاحترام بتعليق الدستور وإلغاء البرلمان...كانت لهم حججهم وكانت لهم آراؤهم.قد نراهم فئة قليلة لكننا على ثقة أن هناك العديد من الصامتين الذين يؤيدون أفكارهم وتوجهاتهم...إذاً للنناقش الأمور بشكل علني، لأن سكوتنا يعني عدم اهتمامنا وقد يُفسر على أنه تأييد...إن وجود البرلمان حتى وإن كانت «ديموقراطية عرجاء» فهي أفضل من عدم وجودها، خصوصاً إذا توحدت الجهود للارتقاء بهذه الديموقراطية...إن وجود ديموقراطية وإن كانت خرساء، أو قل عنها ما تريد فهي بالتأكيد أفضل ألف مرة من عدم وجودها...إن عمل البرلمان على منع واحد في المئة من الفساد، فبالتأكيد هذا إنجاز يشكر عليه، وكلنا أمل أن يمنع أكثر في المستقبل...من كان يعتقد أن طريق الديموقراطية الكاملة هو طريق مفروش بالورود فهو بالتأكيد واهم...إن طريق الديموقراطية يحتاج إلى الكثير من العمل والصبر والتضحيات،يحتاج إلى مفاهيم تغرس داخل البيوت...تحتاج الديموقراطية إلى أسرة تربي أبناءها على الاستماع للآخر والأهم احترام الرأي الاخر...تحتاج إلى أسرة تطرد الأفكار العنصرية والمذهبية...أخيراً ومن أجل الأجيال القادمة التي ستحاسبنا جميعا...يجب أن نقف جميعاً ضد الأفكار التي تنادي بتعطيل الدستور وإلغاء البرلمان...إن وجود هذا البرلمان والبرلمانات التي قبله رغم كل العيوب التي شاهدناها وسمعناها أفضل من عدم وجوده.