في عام 1986 نشر لي تحقيق صحافي في جريدة «القبس» عن «المظاهر في الكويت»، وكيف ان تأثيرها كان شكليا لزوم «الكشخة» والتظاهر بأنهم الأفضل ظاهريا وإن كانت الأقساط تلاحقهم ليل نهار... يعني مثل «مد لحافك على قد رجليك»، لا يعرفه البعض آنذاك، وقد شارك علماء الاجتماع في ذلك التحقيق.يعني بعد ثلاثة عقود ما الذي تغير في مكونات مجتمعنا ثقافيا وسلوكيا وإداريا؟ ليت الجموع - شبابا وشيابا - انحصر همها على المظاهر لزوم «الهياط»... ليتها لم تتغير.قبل أيام انشغلنا في «الظواهر السلبية»، وتابعنا ما دار تحت قبة البرلمان بين النائبين محمد هايف وصفاء الهاشم حول ظاهرة «أبي أقعد جنبك»، رغم اننا مررنا بظواهر لا تعد ولا تحصى من دون أدنى اهتمام منا.يا ترى أين بلغ الحال بنا في جزئية الظواهر السلبية المبين بعضها في الأمثلة التالية:ـ البحث عن الثراء الفاحش «حلال أم حرام مو مهم».ـ العبث السياسي في المواقف وإن قيل إن السياسة فن الممكن لكن «القفز» فوق الأطر المتبعة والمواقف المعلنة تبقى ظاهرة.ـ وقف بدل «الغلابة» وصرف ملايين في أوجه صرف آخرى وعدم البحث في انهيار مؤسسة التأمينات الاجتماعية وتدني العوائد من الاستثمارات.ـ قبولنا بمبدأ التجربة والخطأ المتبع في أنظمة التعليم العام والعالي وعدم البحث في الشهادات والأبحاث المزورة والسياسة التعليمية والمناهج والمعلمين ومستواهم.ـ الخلل في التركيبة السكانية وعدم توافر آلية واضحة للعلاج.ـ الازدحام وتفريخ اللجان والهيئات من دون نتيجة مرجوة.ـ المحاصصة وتغييب الكفاءات.ـ الواسطة في كل شيء حتى في موعد أشعة.ـ استمرارنا في اختيار النواب وفق منطق لا يأتي بالتشريع ولا فرض الرقابة.ـ قراءة المشاكل وتعليق «المغردين» من دون تحرك إزائها.ـ ازدياد حالات السب والقذف والطعن بالذمم الذي بلغ حدا غير أخلاقي من دون رد حازم.أعتقد والله العالم إننا بلغنا حالة ميؤوسا منها، فالظواهر السلبية «عد وخربط»... قد يجوز لك تسميتها «ظواهر آخر الزمان» أو «قلة بدرة» أو«عقم ثقافي ابتلينا به»، أو أي مسمى يخطر في بالك لكنها في مجملها توصل إلى محصلة واحدة وهي غياب «رجال الدولة» وغياب «الأخلاق» في التعامل وغياب «الحوكمة» وتفشي سلوك «من أمن العقوبة أساء الأدب».الكويت بحاجة إلى من يبادر بجمع رموزها السياسية والاجتماعية مع المفكرين بمختلف التخصصات المحصنين بالخبرة والمتصفين بالنزاهة في قاعة كبيرة ولأيام معدودة، يتم خلال كل يوم منها مناقشة قضية من القضايا التي ذكرنا بعضها أعلاه، كظواهر سلبية تستحق إعلان حال الطوارئ الفكرية لانتشال البلد من حال التيه الذي نواجهه و«مو شرط منو يجلس جنب منو»، المهم أن نتدارس الوضع ونخرج بالحلول الناجعة بعيداً عن التنظير والتفكير من جانب واحد و«يد الله مع الجماعة»... والله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi