استكمل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أمس، مسار حشْد الدعم الدولي لبلاده في مسعاها إلى تجاوُز «خطر الانهيار» تحت عبء 1.5 مليون نازح سوري، صاروا يشكّلون مع اللاجئين الفلسطينيين نحو 44 في المئة من سكان لبنان، وفي ظلّ تَكبُّد الاقتصاد الوطني، الذي يرزح تحت دين عام يناهز 75 مليار دولار، والبنى التحتية خسائر بنحو 15 مليار دولار منذ بداية أزمة النزوح.وشرح الحريري أمس للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي التقاها في برلين، رؤية بيروت لملف النازحين وخطته التي سيعرضها اليوم في مؤتمر بروكسيل (يترأس وفد لبنان إليه) والتي تدعو الى اسثتمار المجتمع الدولي في لبنان بما بين 10 و12 مليار دولار على مدى سبع سنوات، لمنْع انهيار «بلاد الأرز» وتحوُّل أزمة النازحين فيها مشكلة دولية.وجاءت محادثات رئيس الوزراء اللبناني في برلين غداة محادثات مماثلة أجراها في باريس وقلّده خلالها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وسام جوقة الشرف من رتبة كومندور، الأرفع في الدولة الفرنسية، في احتفاليةٍ امتزج فيها الوجداني والعاطفي والسياسي وحضرتْها عائلة الحريري ووجوه سياسية كانت رفيقة درب والده الشهيد رفيق الحريري.وفي مؤتمر صحافي مشترك قبل عقد المحادثات المشتركة، اعلنت ميركل «إن انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية وتكليف الرئيس الحريري تشكيل حكومة وحدة وطنية، كان في مصلحة الشعب اللبناني وجميع الأطياف الموجودة»، مضيفة «سنتحدّث عن استقرار الوضع السياسي، وعن استضافة لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، وأودّ أن أعبّر عن احترامي وتقديري للشعب اللبناني لاستضافته هذا العدد الكبير من اللاجئين».واذ لفتت الى ان ألمانيا تُعتبر «ثاني أكبر دولة مانحة للبنان ونقدم دعماً مالياً بلغ أكثر من 286 مليون يورو في العام المنصرم»، اكدت «ان المجتمع الدولي يجب ألا يعالج مشكلة اللاجئين فقط بل أيضاً الدول المضيفة».وفي حين لفتت إلى ضرورة «أن نحاول التوصل إلى آراء موحدة حول سبل الوصول إلى حل سلمي في سورية، اذ رأينا أن الحل العسكري أدى إلى مزيد من سفك الدماء ومزيد من الصعاب والتحديات»، أشارت الى «اننا سنتحدث أيضا عن العلاقات مع إيران والسعودية ودور قوة اليونيفيل».وبعدها تحدّث الحريري موضحاً ان عدد النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين الذين يستضيفهم لبنان يوازي «كما لو أن الاتحاد الأوروبي يستقبل 250 مليون لاجئ جديد»، ولافتاً الى انه «من خلال استضافة 1.5 مليون نازح سوري، إلى أن يتم ضمان عودتهم الآمنة إلى بلادهم، فإن لبنان اليوم يوفر خدمة عامة نيابة عن العالم. وسأكشف عن رؤية لبنان لتحقيق الاستقرار والتنمية في مؤتمر بروكسيل الذي تشارك ألمانيا في إعداده».واذ دان «الهجوم الإرهابي الذي وقع في سان بطرسوبرغ وأعرب عن تعازيه للشعب الروسي»، أوضح ان لبنان «ملتزم بقوة بمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، ولتحقيق ذلك، فإنه يجب الاستثمار في الأجهزة الأمنية اللبنانية ودعمها. ومن المهم بالنسبة لنا أن تكون ألمانيا شريكاً رئيسياً في الجهود الرامية إلى إبقاء بلدنا آمناً ومستقراً».
خارجيات
التقى ميركل عشية مؤتمر بروكسيل
الحريري يستكمل من برلين حشد الدعم الدولي للبنان
11:07 ص