بعض النواب يتعامل مع المواقف والظروف المختلفة بالأسلوب نفسه، ويعتقد بأن تغيير الطريقة أحيانا يقتضي التنازل عن المبادئ والأفكار!وبلا شك أن هذا مفهوم خاطئ. وبما أن السياسة فن الممكن، ينبغي على السياسي أن يستخدم الأسلوب المناسب لكل مرحلة.فأسلوب تعامل الرسول عليه الصلاة والسلام مع أعدائه وخصومه في المدينة، اختلف عما كان عليه في مكة.والدول تتعامل مع خصومها وأعدائها في الخارج بحسب ظروفها الداخلية، وكذلك محيطها الخارجي. وهو ما يجعلها أحيانا تقرر دخول حرب أو عقد مصالحة أو الدخول في تحالفات.الظروف السياسية التي عاشتها الكويت خلال السنوات الأخيرة مرّت بمراحل وتقلبات عدة. أحيانا تكون الغلبة فيها والقوة بيد الحكومة، وأحيانا تتمكن المعارضة مع وجود غالبية كبيرة في البرلمان، من قلب المعادلة. وفي آخر فترة استطاعت الحكومة باستخدامها العديد من الأساليب والأدوات التي تملكها، أن تسيطر على مقاليد العديد من الأشياء وتفرض أجندتها.استمرارالاحتقان بين الحكومة والمعارضة تسبب ببعض الآثار السلبية، والتي منها سحب الجناسي والملاحقات القضائية، ووضع قيود أمنية على اعداد كبيرة من أبناء الحراك وحتى عائلاتهم.هذا الوضع استدعى مراجعة ضرورية من بعض رموز المعارضة، دفع بالبعض منهم بعد التفكير والمشاورة، إلى تغيير الأسلوب والطريقة في الإصلاح. لذلك تراجع البعض منهم عن المقاطعة، وشاركوا في الانتخابات الأخيرة وحققوا رقماً لا يستهان به.وبعد رد القضاء على الدعاوى التي رُفعت إليه في موضوع سحب الجناسي، وإعلانه أن هذه القضايا ليست من اختصاصه، كان على نواب المعارضة إيجاد حلول جديدة تساعد على انهاء معاناة عشرات الأسر ممن سُحبت جناسيهم.لذلك أتت التفاهمات الأخيرة بين المعارضة والحكومة، والتي انتهت بالمكرمة الأميرية بإنهاء موضوع عودة الجناسي، ورفع القيود الأمنية، وعودة سعد العجمي إلى وطنه.هذه المكاسب حققتها المعارضة بالتفاهم وليس بالمناكفة والصدام. وهناك قضايا أخرى تحتاج إلى حل وعلاج، ومنها العزل السياسي والعفو العام والوثيقة الاقتصادية.بعض النواب - هداه الله - يعتقد أن في التفاهمات تنازلا أو تعديا على الدستور، أو تحصينا للفساد، ويقوم بمهاجمة زملائه والطعن في نياتهم، ويعتقد أنه الوحيد الذي يملك الحقيقة، وأن أسلوب الصدام هو الذي ينفع!أخي النائب المتحمس للإصلاح - نحسن الظن بك - لكن الاندفاع الزائد قد يأتي بنتائج سلبية، وفي الحديث «إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى». والعرب تقول «لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم».سائق السيارة في سباقات الرالي إذا استمر على السرعة نفسها في مسارات السباق كافة، حتى مع المنعطفات، فإنه سيعرض نفسه ومن حوله للخطر، وقطعاً لن يصل إلى خط النهاية، لذلك يحتاج إلى أن يمسك بريك ويخفف السرعة عند بعض المنعطفات خصوصا الخطرة منها.فهلاّ مسكت بريك، وخففت السرعة أيها النائب؟Twitter: @abdulaziz2002