منذ نحو عام، استجابت «الراي» لنداءات أهالي السالمية، لتسليط الضوء على مشاكل أصبحت تؤرقهم وتشكل خطرا عليه، ولاسيما في القطعة 12 من المنطقة، فعاينت الواقع وسلطت الضوء على أبرز المشاكل التي يعانيها الأهالي، والتي يأتي في مقدمها هجوم العزاب واحتلالهم بيوتا كثيرا في القطعة. ووقتها تحرك نواب ومسؤولون لوضع حد لتلك المعاناة، فحضر مسؤولون من البلدية ووزارتي الكهرباء والداخلية وغيرها من الجهات، ووعدوا بطرد العزاب من المنطقة.اليوم، وبعد عام على ذلك التاريخ، ازداد الأمر سوءا، فلا المسؤولون تحركوا لتنفيذ الوعود، ولا نواب المجلس تابعوا ما وعد به أولئك المسؤولون، فبقي الوضع على حاله بل ازداد سوءا، وفقا لشكاوى الأهالي، حيث أضيفت مخالفات جديدة غير تلك التي كانت، واصفين الوضع في المنطقة بأنه وضع «الفوضى الخلاقة، والالتقاء الثقافي بين الحضارات» لكنه التقاء سلبي ألقى بظلاله الكئيبة على وجوه قاطني القطعة 12، بعد ان اعياهم السؤال واستجداء المسؤولين دون فائدة.الأهالي يقولون ان المنطقة ما زالت «محتلة» لم تحصل على الاستقلال ولا حتى تقرير المصير من العزاب، ولا سيما الجنسيات غير العربية من هنود وبنغاليين وايرانيين وغيرهم.ويقولون أيضا ان المنطقة تعاني من ضغط على الخدمات فالبيت الذي يفترض ان يقيم به 5 افراد يقيم به العشرات واحيانا المئات مختلطين متلاقين حتى في حمامات مشتركة لا تصون العرض ولا توافر وقاية صحية كل ذلك شكل ضغطاً على الخدمات من كهرباء وماء وطرقات لم تعد تتحمل.ويقولون كذلك إن المنطقة كانت تنتشر بها بعض الأعمال المنافية للآداب، كما ضبطت فيها قضايا مخدرات لعزاب أفارقة، واحيانا هوشات وسكارى. أما السرقات فهي تنتشر انتشار النار في الهشيم، بينما الفوضى في وقوف السيارات في جوانب الشوارع الداخلية وفي الباحات وحتى ساحة الجمعية التي لم تنج بدورها من ذلك، واخيرا إقامة سكراب في المنطقة لا يعلم كيف تم ترخيصه ؟ وهو ممنوع. وبعد ان اعياهم كل ذلك، كشف الأهالي النقاب عن نيتهم كتابة شكوى جماعية ونقلها لمختار المنطقة ومسؤولي البلدية، لعلهم ينفعونهم بشيء ويحرروا منطقتهم من العزاب ومشاكلهم.تشكيل «عزوبي»بداية كشف حسن اليوسفي عن جمعه لتواقيع شكوى جماعية من سكان قطعة 12 لتقديمها لمختار المنطقة ومسؤولي البلدية، عسى ان يفعلوا شيئا، مضيفا «نحن سئمنا ما تعانيه المنطقة من فوضى واهمال، بينما المسؤولون (عمك اصمخ)، فقد حضر وزير البلدية السابق وجلس معنا بالديوانية ووعدنا خيرا، ووضع تحذيرات على البيوت لطرد العزاب خلال اسبوع لكن ما زلنا على وضعنا».وأشار اليوسفي إلى «وجود تشكيل ضد المنطقة لتحويلها الى سكن عزوبي للاستفادة الشخصية ماديا على حسابنا»، لافتاً الى «ترك البيوت من قبل اصحابها وتأجيرها على اشخاص غير امناء قاموا بتحويلها الى مكان لممارسة أعمال منافية للآداب من قبل جنسيات مختلفة، وحينما فاحت الرائحة وعلم اصحاب البيوت طردوهم لكن ما زالت بيوت العزاب تشكل اكبر مشكلة لنا».واكد اليوسفي ان «البيت المقابل لبيتي مليء بعزاب من فئة اصحاب البشرة السمراء الافريقيين، وفي احد الايام حضرت دورية وقامت بسحب عدد كبير منهم بتهمة تعاطي وبيع مخدرات». وقال ان«بيوت العزاب بعضها فيها عائلات وافدة، وهناك حمامات مشتركة لا اعرف كيف يستخدمونها، كما اننا نلاحظ انهم يسيرون معظم الاوقات بالشارع وهناك من يقوم منهم بالتجول لجمع السكراب».مئات في 3 بيوتيتحدث الشاب يوسف عرب ويقول ان«العزاب بالمنطقة ما زالوا موجودين رغم ما سمعناه من تصريحات لمسؤولي البلدية والكهرباء والداخلية والمعلومات المدنية، فنحن في جادة 7 يوجد عندنا 3 بيوت فيها مئات الافراد بين عزاب وعائلات لا نستطيع ان نعلم وضعيتهم من كثرتهم، لدرجة ان البيوت التي يعيشون فيها قام ملاكها بتقسيمها عبر الكيربي، لإضافة ملاحق وادوار وغرف بالسطوح لدرجة ان البيت اصبح مثل (ساندوتش مشكل) يضم حوائط من الواجهة الاصلية للبيت وأخرى من الطوب وثالثة من المساح ورابعة من الشينكو والكيربي».ويؤكد عرب ان الكهرباء مشكلة المشاكل في المنطقة فلا يكاد يمر شهر إلا وتنقطع مرة او مرتين بالشهر وتنقطع يوميا في رمضان، لدرجة ان«جنريتور»وزارة الكهرباء المتنقل لا يفارق الحي وكأنه اصبح عادة رمضانية عوضا عن الفوانيس والجريش والهريس، وبالامس تم تغيير الكيبل الذي يتغير اكثر من مرة طيلة العام بسبب الضغط الكثيف عليه. ولفت الى اننا شكونا حالنا للبلدية والمختار لكن ماكو فايدة رغم ان كل الفريج يشتكي من هذه الظاهرة الغريبة بوجود عزاب.وهنا يتدخل الاب محمد عرب ليقول ان عدد العزاب بالمنطقة اكثر من المواطنين، وتحولت المنطقة من سكن خاص الى تجاري واستثماري بشكل مشوه برعاية حكومية، وافتقدنا للخصوصية وكل ما قيل سابقا على لسان مسؤولي البلدية من طرد للعزاب،«حكي فاضي»، ما يفيد سوى انه«شو اعلامي».واتهم عرب اصحاب البيوت المؤجرة من المواطنين بالتسبب في هذه المشكلة، لأنهم هم من قاموا بالاضافة على المباني الموجودة وتأجيرها لفئات مختلفة والجهات الحكومية اعطته موافقة،«فامام بيتي يوجد منزل من 3 ادوار وسرداب تم ترميمه وقسم الى 40 وحدة، وهذا يعني ان هناك نحو 250 شخصا يعيشون فيه، وعقب توصيل الكهرباء للبيت قام بتقسيمه الى وحدات صغيرة مكونة من غرفة وحمام ومطبخ وهناك بيوت بها حمام مشترك».واشار الى ان«الجالية الهندية والبنغالية العزابي لا يوجد لديهم مشكلة ان يخرج الى الشارع لالقاء الزبالة مرتديا وزارا وفانيلة حمالات وظهره مكشوفا دون ان يستحوا منا ومنهم من يطالع بيوتنا واكثر من مرة نهاوشهم ونطلب منهم الا يطالعوا البيوت والا يخرجوا بهذا المنظر، واكثر من مرة نتصل بالمؤجرين للشكوى اليهم لا يردون علينا اصلا لأن هؤلاء العزاب بالاخير لا حول ولا قوة لهم مساكين لكن بالمقابل نحتاج الى الخصوصية».وقال عرب ان«والد الزوجة يخرج للجلوس امام المنزل لا يتحمل ان يبقى لأكثر من ساعة بسبب تحول المنطقة الى حارة هندية مساء وجود اطفال العائلات منهم يلهون بالقواري والدراجات، اما درام الزبالة فيوم نجده امام المنزل وفي اليوم التالي نجده بآخر الفريج لأن هناك عزابا اسيويين يعبثون به رغم خطورته للبحث عن قواطي البيبسي الفارغة والكراتين».واشار الى ان شركة قامت باستئجار منزل الجار ولديها عشرات العمال، وفوق ذلك وضعت اعلى البيت مواد سريعة الاشتعال قد تحترق وتتسبب بكارثة في أي وقت ولا حسيب او رقيب. واكد«اننا فكرنا اكثر من مرة في بيع بيوتنا وترك المنطقة بأكملها، لكن يعز علينا ان نترك ذكرياتنا خصوصاً ان هذه البيوت شيدت فترة ما كانت الكويت عروس الخليج، لكن في نفس الوقت لا نقبل تحويلها الى منطقة سكن استثماري وتجاري سواء بشكل رسمي او بشكل مشوه من خلال تأجير البيوت للعزاب، وسبق ان احضرنا وزير البلدية السابق وتعهد بطردهم لكن لم يحدث شيء».مغازلجية الخادماتومن منزل عرب انتقلنا الى جارته ام حسين التي اتهمت العزاب البنغاليين والهنود تحديدا بمغازلة ومعاكسة خدمها واكثر من مرة تعرضوا لخادمتي بالاشارات والتلميحات المختلفة. وقالت ام حسين«هذولا الاسيويين ما يتجاورون، فالعادات والتقاليد والديانات مختلفة، وبالتالي نجدهم يقومون بحركات غريبة فتجدهم يقفون امام منازلهم لا شغلة ولا مشغلة، فقط يطالعون اللي رايح والجاي وانا حرمة وعندي بنات يستحون من النظر اليهم».ومن جادة 7 انتقلنا الى جادة 11 فقابلنا المواطن فتحي القطامي الذي شرح مأساة انتشار السرقات بالمنطقة، وقال«انهم سرقوا مني قاري كنت اشارك به في سباقات مختلفة، وايضا سجادا كنا نضعه للزينة على الحوائط، وفيما مضى كنا نترك سياراتنا مفتوحة واغراضنا بالخارج لا خوف عليها».واضاف القطامي«بعض افراد الجنسيات الاسيوية اعتادوا على السير ليلا بالشارع، واثناء سيرهم يختبرون مقابض السيارات فان وجداحدهم السيارة مفتوحة قام بالعبث بها، وحدث معي هذا في اكثر من مرة رغم ان سياراتي قديمة واحتفظ بها للذكرى ولا يوجد بها اشياء مهمة»، كاشفا عن نيته في وضع كاميرات مراقبة بمحيط المنزل لضبط اللصوص.وأوضح ان العزاب خصوصاً الاسيويين يتخوف من وجودهم امنيا كشبهات جرائم القمار والحشيش والخمر وما شابه، وفوق ذلك كله تسببوا في ربكة للمشهد العام والازدحام،علاوة على وجود بعضهم ممن لا يحب النظام اصلا، فتجده يضع سيارته اينما شاء وكيفما يحلو له، حتى ساحة الجمعية والمسجد بالمنطقة لا يوجد بها مكان نهائي.وأعرب عن استيائه من وقوع قطعة 12 بالسالمية بين اكثر الطرق ازدحاما،«حيث يحدها الدائري الرابع والخامس وطريق الفحيحيل، وجميعها تئن من الازدحام الشديد، دون ان يكون هناك حل لسكانها، لدرجة اننا نفكر ألف مرة حينما نهم بالخروج من المنطقة هذا عدا ما يعانيه ضيوفنا في صعوبة الوصول الينا».حرق القمامةأما علي بوحمد الذي يسكن في نفس الجادة فأكد ان«العزاب لا يزالوا موجودين بالمنطقة، بل ان عددهم زاد، ومقابلنا يوجد احد البيوت المؤجرة لهم»، شاكيا معاناته من انتشار سرقة السيارات، لافتا الى ان«سيارته تمت سرقتها 4 مرات من قبل».واستغرب«تصرف اطفال بعض الاسيويين والايرانيين الذين يقومون بحرق زبالتهم بالشارع، والتي تؤذينا بسبب رائحتها، وكأنه لا يوجد سيارات بلدية تقوم برفع صناديق القمامة كما انهم لا يملون من اللهو بالشارع بقواريهم هنا وهناك».واشار الى ان«الكهرباء تنقطع دوريا عن المنطقة مرتين وثلاثة بالشهر بسبب ان بنيتها التحتية قديمة، ولا تتحمل هذا الكم من السكان العزابي الموجودين وكأننا في العراق او الصومال، ونبقى لنحو 6 ساعات من دون كهرباء بسبب ذلك الى حين احضار وزارة الكهرباء (جنريتور) متنقل، كما ان الماء احيانا ضعيف فنضطر لاستخدام المضخات رغم انها ممنوعة».واشتكى من عدم احترامهم لخصوصية مواقف السيارات التابعة لبيوت المواطنين فتجدهم يلقون بسياراتهم في اي مكان غير عابئين«وحتى البراحة بالمنطقة لا يوجد بها منفذ خرم ابرة بسبب الزحام». وكشف بوحمد عن ان«هناك احدى السيدات المتقدمات في العمر جارتنا منذ عام اشتكت من مضايقة احدهم حينما تكرر قيامه باغلاقه على سيارتها فتم استدعاء المسؤولين وطرد العزاب من هذا البيت».
محليات
بعد عام من فتح «الراي» ملف المنطقة وكشف مشاكلها ... المظاهر لاتزال كما هي: عزّاب ومخدرات وأعمال منافية وسرقات
السالمية - قطعة 12 عنوان الخروج على القانون
10:06 م