قلّد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وسام جوقة الشرف من رتبة كومندور، الأرفع في الدولة الفرنسية، والذي لم تحظَ برتبته سوى 3 شخصيات لبنانية.وخطفتْ احتفالية تقليد رئيس الحكومة هذا الوسام عصر أمس، الأضواء من مضمون المحادثات التي عقدها مع الرئيس الفرنسي، وقبله مع رئيس الوزراء بيرنار كازنوف، وتركّزتْ على العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة، والأهمّ على ملف النازحين السوريين الذين يرزح لبنان تحت عبء استضافة نحو 1.5 مليون منهم، وهو الملف الذي سيكون محور مؤتمر بروكسيل الذي سيترأس الحريري وفد لبنان إليه غداً، بعد أن يزور اليوم ألمانيا للقاء المستشارة انجيلا ميركل.وبدا واضحاً ان الحريري يسعى من خلال زيارة فرنسا وألمانيا الى حشْد أكبر دعم ممكن لموقف لبنان الرسمي الذي يعّبر عنه رئيس الحكومة بـ «الصوت العالي»، محذراً من انهيار لبنان ما لم يستثمر المجتمع الدولي فيه بنحو 10 أو 12 مليار دولار على مدى 7 سنوات، على قاعدة ان «لبنان لا يمكنه ان يقوم بخدمة عامة للمجتمع الدولي من دون أن يتحمل هذا الأخير مسؤولياته تجاهه».وهذا الموقف أطلقه الحريري بعد الاجتماع مع كازنوف، مؤكداً «علينا ان نستثمر كي نحارب الإرهاب، ولا نريد أن يستغل أحد الوضع ويدفع الشبان من النازحين السوريين أو من اللبنانيين إلى التطرف. فإن لم يشعر الناس بالأمل فسيقومون بأمور يائسة. وأنا بصفتي رئيس وزراء لبنان علي أن أحمي اللبنانيين أولاً وأن أحرص على ألا تتحول مشكلة النازحين السوريين إلى مشكلة أكبر بالنسبة لنا في لبنان وبالنسبة إلى المجتمع الدولي».وأكد «ان لبنان لا يمكنه أن يتحمل بدلاً عن المجتمع الدولي مليون ونصف المليون نازح سوري، وعلى المجتمع الدولي أن يستثمر في لبنان ويعطيه كل الإمكانيات كي يتمكن من استكمال هذا المشوار، لا سيما أن ما يحصل في سورية لم ينته».وعن زيارته الأخيرة للرياض، وهل تحدث عن المساعدات التي كانت ستقدمها المملكة للجيش والقوى الأمنية؟ أجاب: «تحدثنا بكل شيء واتفقنا على إنشاء لجنة عليا بين الرياض وبيروت خلال مدة شهر، ثم نعود إلى المملكة بوجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ونوقّع عدة اتفاقيات(...)».