طوى أمس موسم التخييم صفحته بعد انتهاء الفترة المسموح بها، مخلفا برا يبكي بفعل المهملات، وعينا تدمي من أثر القاذورات، والحمامات، وأكوام النفايات، في صورة تتكرر كل موسم، وأقل ما يمثلها... بوطبيع ما يخلي طبعه.«الراي» واكبت اليوم الأخير في فترة التخييم شمالي البلاد وتحديدا في بر المطلاع واستراحة الحجاج ورصدت أهوال المخلفات التي حولت البر إلى مكب نفايات.وفي مواقع أطلال المخيمات لا صوت يعلو فوق صوت البنغالي الذي يتحمل أجواء الصحراء وأعمال البناء والهدم والتجهيز، ويتكيف مع الحياة البرية، حيث تقوم العمالة البنغالية بنقل المخيمات حسب رغبة صاحب المخيم الذي يطلب أحيانا نقل المعدات والاغراض إلى مخزن المنزل أو الجاخور أو المزرعة وفي حال عدم وجود خيار التخزين لاصحاب المخيم يتركه ويرحل لا سيما أن تكلفة الفك والنقل تتضمن 100 دينار للدرب الواحد.وكانت المبالغة في الهدر المالي واضحة في تجهيز المخيمات من خلال البنيان الاسمنتي والتمديدات الكهربائية والصحية وأرضيات السيراميك التي تصل إلى آلاف الدنانير الامر الذي يخرج التخييم من حقيقته وأصلها ومن هدفه الرئيسي وهو البحث عن الطبيعة واستنشاق الهواء النظيف وإمتاع النظر بجمال البر.ويلجأ الكثيرون إلى أخذ الخيمة والتمديدات الكهربائية، أما القنافات والكراسي وتجهيرات الحمامات فيتركونها لأنها لا يستفاد منها مرة أخرى، ما جعلها منتشرة في البر إلى جانب بعض «الزوالي».وتمثل مخلفات التخييم مصدر رزق للبعض الذين يبحثون عما هو صالح للاستفادة منه لجمعة ومن ثم إعادة تدويره على طريقتهم والاستفادة منه ببيعه أو استعماله.المواطنون بدورهم، عبر بعضهم عن الامتعاض الشديد إزاء تلك التجاوزات والمخالفات وعدم التقييد بالشروط التي وضعتها بلدية الكويت للحفاظ على موسم التخييم ليكون بلا مخالفات، لافتين إلى أن المتسبب بكل تلك التجاوزات الحكومة التي لم تطبق القانون ولا تسعى إلى تعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة والحياة الفطرية في البر.وقال سعود المسفر «إن المخالفات والتجاوزات كثيرة ومتكررة أبسطها ترك النفايات والاوساخ والمخيم بكبره بعد الانتهاء من الإجازة أو التنزه واقتلاع النباتات البرية المعرضة للانقراض».وشن عيد العواد هجوما على الجهات الرقابية بما فيها البلدية التي بدأت العام الفائت بعمل جيد ولكن هذه السنة غابت تماما عن المشهد وأغلب الذين أعرفهم لم يدفعوا رسوم التخييم وكان عملهم أشبه بـ«فزة كديش». وأضاف أن الظواهر السلبية انتشرت في المخيمات ما تسبب بأضرار للبيئة الكويتية تنضم إلى أضرار الرعي الجائر وما تسببه من آثار سلبية على الغطاء النباتي والبيئة البرية التي تعاني بالأصل من جفاف وشح الأمطار. كما قال عواد الجليدان إن «أبرز المخالفات التي تحدث في البر هي ترك المخلفات والقطع الاسمنتية والادوات الصحية وعدم وضع اعتبار لقيمة وجمال البر ولا يراعون ضميرهم في الحفاظ على البر الذي يعتبر موروثاً مهما».وإذ طالب عيد السيف بمخالفة أي شخص لا يلتزم بالاشتراطات وعرضه للمساءلة القانونية وإحالته للجهات المختصة للنيابة ومحاسبته على مخالفته، قال حسين الردنان «إن أبرز المخالفات التي تقع في موسم التخييم هي إحداث تدمير التربة بكل بساطة واقتلاع الاشجار وجرفها»، مؤكدا أن «الخلل في عدم تطبيق القانون وغياب المخالفات التي تردع المخالفين الذين يتركون الموقع غير نظيف بعد التخييم». من جانبه، قال عبدالله البريكان «إن وضع التخييم في الكويت يشوبه الكثير من الاخطاء والمخالفات والدليل تكرار المخالفة وعدم تنفيذ القانون في الموسم إلى جانب غياب التنسيق والتعاون بين الجهات المعنية التي تعمل بعيدا عن الاخرى لذلك تجد الكثيرين لا يلتزمون باشتراطات السلامة البيئية».وقال أيضا مبارك فالح «إن التخييم في الكويت أشبة بالمساكن العشوائية بعد أن تحولت بعض المخيمات إلى أبنية مما أبعد فرص المتعة وكسر الروتين والعمل فلم يعد جو المخيم مريحا وهذا الامر يتطلب من الجهات المختصة تفعيل دورها وتخصيص مواقع جديدة للمخيمات».

آراء

مخيم و6 حماماتقال السباك المصري أحمد خليل «إن طلبات أصحاب المخيمات متنوعة وكثيرة أبرزها زيادة عدد الحمامات ووجود سخانات وصنابير وتمديدات كاملة وقد يكلف الحمام في المخيم 60 دينارا».من المطلاعإلى السودان!قال العامل السوداني إنه يقوم بجولة على المخيمات التي تركها أصحابها للحصول والاستفادة من الاغراض السليمة مثل الفرش التي نقوم بنقلها إلى السودان للاستفادة منها.وحش في البر!لدى السؤال «الراي» للعامل السوداني عن المناظر السلبية في البر قال:«الحمدلله لم أشاهد وحشا»!

مطاردة مضحكة

رصدت عدسة «الراي» مطادرة مضحكة بين عامل في أحد المخيمات وكلب صغير استغرقت دقائق وانتهت بالقبض على الكلب ونقله للجاخور للعمل في الحراسة.