لا تزال ذكرى الفنان القدير الراحل خالد النفيسي تضوع في كل مناسبة فنية وكيف تذرو الرياح هرماً فنياً قدم الكثير من الأعمال التلفزيونية والمسرحية الخالدة، التي ظلت عالقة في ذاكرة الجماهير جيلاً بعد جيل؟!فبعد مرور 11 عاماً على رحيل «بوصالح»، وهو الاسم الذي اشتهر من خلاله في المسلسل الشهير «درب الزلق»، يبقى النفيسي في وجدان كل عاشق للفن الأصيل.في الدورة الثانية من مهرجان الكويت مركز عربي للنص المسرحي، أقيم مساء أول من أمس في مركز عبدالعزيز حسين بمنطقة مشرف، ليلة تكريم الفنان الراحل خالد النفيسي.شهد المركز حضور حشد جماهيري غفير، من الفنانين والإعلاميين، عطفاً على محبي النفيسي ورفقاء دربه، إلى جانب كوكبة من الشخصيات العامة، وغيرهم ممن حرصوا على الحضور في وقت مبكر.ويُحسب لرئيس اللجنة العليا للمهرجان محمد الخضر تنظيم هذا التجمع الفني، الذي يعيد إلى الأذهان أبرز ما قدمه الفنان الراحل في مسيرته الفنية، كما تخلل الحفل عدد من الفقرات والمسابقات.بعد السلام الوطني، ألقى الأمين العام لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الدويش كلمة بهذه المناسبة، استعرض من خلالها مسيرة الفنان الراحل خالد النفيسي، لافتاً إلى أن النفيسي يعد واحداً من رواد المسرح والدراما الإذاعية والتلفزيونية، وأحد الفنانين المميزين على مدى نصف قرن، كاشفاً عن أبرز الأعمال التلفزيونية والمسرحية منها «صقر قريش»، «عشت وشفت»، «الكويت سنة 2000» و«دقت الساعة» وغيرها الكثير، منوهاً إلى البصمة الكبيرة التي وضعها النفيسي في السينما، من خلال مشاركته في فيلم «الصمت»، إلى جانب مشاركته في بعض الأوبريتات التي تعكس التراث الكويتي منذ عهد الاستقلال وحتى اليوم، لافتاً إلى أن الفنان الراحل نموذج من العطاء، الذي لا يمكن أن يُمحى من الذاكرة الفنية الكويتية، مختتماً كلمته بالقول: «يبقى النفيسي حاضراً لا يغيب... وسيظل مؤثراً وموجوداً بيينا إلى الأبد».في السياق ذاته، استذكر عدد من الفنانين مآثر ومناقب الفنان خالد النفيسي، حيث أكد الدكتور أنطوان بارا أن النفيسي ترك بصمة واضحة في المسرح الكويتي، إلى جانب شخصية «بو صالح» في مسلسل «درب الزلق»، مردفاً: «الراحل قدم وتقلب في شخصيات متعددة، أداها بتمكن وأظهر إبداعاته، التي تحولت مع الزمان إلى أيقونات». بينما أكد الدكتور مصطفى بهبهاني أن النفيسي سيبقى خالداً في ذاكرة الزمن، مشيداً في الوقت ذاته في الدورة الثانية من المهرجان. وقال بكلمات مقتضبة للغاية: «اهتمامنا في المجال المسرحي يدل على الحضارة الثقافية في الكويت».على صعيد آخر، عبّر الفنان المصري طارق دسوقي عن فرحته العارمة بزيارته البلاد، مشيراً إلى أنه لقي حفاوة بالغة منذ أن حط رحاله على أرض الكويت، وقال: «لا أشعر بالغربة على الإطلاق، فأنا هنا بين ناسي وعشيرتي وهذا ليس بجديد، واسمحوا لي أن أنقل لكم تحيات وزارة الثقافة المصرية».في غضون ذلك، قُدمت فقرة تاريخية ومقتطفات تسجيلية من أعمال الراحل، وبعض شهادات الوفاء لرفقاء درب النفيسي، حيث عُرضت جميعها على شاشة المسرح، وكان من بين المتحدثين الفنان حسين غلوم (مهدلي) والإعلامي محبوب العبدالله والفنان إبراهيم الصلال وكذلك المخرج حسين المفيدي والإعلامي أنطوان بارا والفنان عبدالعزيز السريع.على جهة أخرى، أعلنت أسماء الفائزين بجوائز مسابقة النصوص، وهم محمد راشد الحملي ونادية القناعي وفاطمة رمضان وعباس الحايك وغدير الخضر وفجر الخضير. كما تم تكريم عدد من المسرحيين، وهم عبدالعزيز السريع وإبراهيم الصلال وعلي المفيدي وغانم الصالح وعايشة إبراهيم وحسين غلوم وخالد العبيد، فضلاً عن ضيوف المهرجان، وهم الدكتور حمدي الجابري والدكتور عثمان عبدالمعطي والدكتورة مديحة إبراهيم والدكتور كمال عيد ومصطفى الأدور والفنان طارق دسوقي وأحمد محمد، وجميعهم من دولة مصر.