العرض المسرحي المونودرامي «سبيليات إسماعيل» هو إعلان ولادة حقيقية لفنانة شابة محترفة، تحدّت نفسها فنجحت في الاختبار!هذا باختصار ما يمكننا قوله عن الفنانة الشابة شيرين حجي، التي قدّمت عرضين مونودراميين لـ «سبيليات إسماعيل» على مدار يومين فوق خشبة مسرح «الدسمة» بمناسبة الاحتفال بـ «يوم المسرح العالمي» تحت مظلة أكاديمية «لوياك» للفنون الأدائية «لابا»، حيث حضر العرض في اليوم الأول الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، والأمين العام المساعد محمد العسعوسي، إلى جانب كاتب الرواية الأديب إسماعيل فهد إسماعيل، وممثلين عن السفارة العراقية في الكويت، إضافة إلى نخبة من النقاد والجمهور المسرحي.«سبيليات إسماعيل» نص أعدته فارعة السقاف عن رواية «السبيليات»، وأخرجه رسول الصغير وكانت نجمته شيرين حجي، حيث تمحورت المسرحية التي استندت إلى أحداث وشخصيات تاريخية حقيقية حول فكرة البناء والإصلاح ضد الهدم والتخريب، وأم قاسم هي مثال حيّ على مقاومة الحرب بالمحبة.مع بداية الدقيقة الأولى من العرض المسرحي الذي بدأت أحداثه في بهو المسرح، وحتى نهايته التي انتقلت بعدها فوق الخشبة، وصولاً إلى الأربعين دقيقة، لفت الانتباه بأن الجمهور كان منصتاً ومستمعاً بإمعان ومراقباً ومستمتعاً لما يشاهد من أداء وقصة فوق خشبة المسرح، حيث دارت الأحداث حول امرأة عراقية تدعى أم قاسم التي اضطرت للخروج من قرية السبيليات – تقع في الجنوب العراقي محاذية للحدود الإيرانية العراقية - بسبب الحرب. وخلال الرحلة يتوفى زوجها أبو قاسم بعدما كان قد أوصاها بدفنه في قريتهم، فتصرّ على تنفيذ وصيته مهما كان الثمن، لكن أولادها يرفضون تنفيذ الوصية بسبب الأوضاع والحرب القائمة، ما دفعهم إلى دفنه في منتصف الطريق، لكنها لا ترضى بما حصل، فتترك أولادها وتعود إلى القرية بعد مرور عامين، وهناك تواجه ظروف الحرب المريرة ومعاملة الجنود السيئة في سبيل حصولها على موافقة منهم لدفن زوجها. وفعلاً مع إصرارها تحقق مبتغاها.أن تقوم ممثلة واحدة طوال أربعين دقيقة من الوقت بتجسيد أكثر من شخصية في آن واحد، ليس بالأمر السهل، كون المسألة بحاجة إلى فنان محترف وموهبة حقيقية، وهو الأمر الذي امتلكته شيرين حجي بتجربتها المونودرامية الأولى، وأثبتته عملياً من خلال أدائها لشخصية أم قاسم.هذا العرض لم يحتج إلى ذلك الديكور الضخم للتعبير عن المكان أو الإضاءة التي تتعب العين، ولا حتى تلك الموسيقى المزعجة لتساهم في إيصال الحالة، أو إلى الأزياء المزركشة للتعبير عن شخصية ما، بل بساطته في كل شيء كانت هي المطلب الحقيقي، وهو ما فعله المخرج رسول الصغير فعلاً.وبعد انتهاء العرض، اعتلت رئيسة مجلس إدارة «لوياك» فارعة السقاف خشبة المسرح، وكرّمت من وصفته بعرّاب الروائيين الكويتيين إسماعيل فهد إسماعيل.على هامش العرض المسرحي، عبّرت الممثلة شيرين عن سعادتها بالإنجاز الذي حققته قائلة: «هذه تجربتي الأولى في الأعمال المسرحية المونودرامية، وأتمنى أن أكون قد وفّقت في تجسيد الشخصية بالشكل الصحيح بحسب رؤية المخرج وصياغة الكاتب».أما الصغير، فقال بدوره: «من وجهة نظري كانت الممثلة شيرين خلال العرض مرتاحة جداً ومسترخية، لأن كل الأمور المحيطة بها كانت متوفرة، وهو ما جعلها تؤدي أداء جيداً جداً بما يفوق المتوقع».ومن جانبه، أثنى إسماعيل على جهود مؤسسة «لوياك» الداعمة للحركة المسرحية في الكويت، لافتاً إلى عرض المسرحية في العراق «بناء على طلب قنصل عام الكويت في أربيل الدكتور عمر الكندري».
فنون - مسرح
مونودراما قدمتها «لابا» بمناسبة اليوم العالمي للمسرح
«سبيليات إسماعيل»... ولادة لشيرين حجي
06:59 م