أشاد عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير الصومال لدى الكويت عبدالقادر أمين شيخ باستجابة الكويت كعادتها ضمن أوائل الدول لنداء الصومال للاغاثة، موضحا أنه «ما إن وصلت الرسالة إلى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد حتى أصدر توصياته لإقامة جسر جوي لإغاثة الشعب الصومالي، إذ وصلت أول طائرة إغاثة كويتية بالفعل لأراضي الصومال».وتوقع شيخ في مؤتمر صحافي عقده في مقر إقامته صباح أمس أن «تتحرك الجمعيات والهيئات الخيرية الكويتية في الأيام القليلة المقبلة والتي بدأت فعلاً حملات إغاثة كويتية بالتوجه إلى الصومال حيث إن كثيرا من هذه الجمعيات كان لها تواجد دائم في الأقاليم المنكوبة، وآخرها إعلان الهيئة الخيرية الاسلامية التبرع بـ50 مليون دولار على شكل مواد إغاثية ومشاريع للمتضررين جراء الكارثة».وتوجه بالشكر إلى سمو أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، كما أشاد بجهود الجمعيات والهيئات الخيرية الكويتية، وبيت الزكاة وجمعية الهلال الأحمر، ووزارة الأوقاف والأمانة العامة للأوقاف، ووزارة الدفاع التي توفر دائماً وسائل النقل ووزارة الإعلام بفروعها وغيرها من الجمعيات الخيرية والإنسانية الكويتية، مبينا انه ينسق حاليا مع الجمعيات الانسانية لعمل حملة تلفزيونية لمساعدة الشعب الصومالي.وتابع شيخ «ان شعب القرن الإفريقي عامة يعاني من دورات متكررة من الجفاف بسبب تغير المناخ وانحباس هطول الأمطار، وفي ظل عدم نزول الأمطار في موسمها المعتاد، تراجعت المحاصيل الزراعية وجفت الأنهار وتأثر الناس والمواشي وكانت المناظر المأسوية التي رأيتموها في شاشات التلفاز عبر العالم».وأشار إلى أن «البداية كانت قبل فبراير 2017 واستمرت الحالة دون مساعدة حتى وصل عدد الناس الذين تأثروا بهذه المجاعة إلى 6 ملايين شخص، وللأسف، كان في الإمكان تخفيف الحالة المأسوية الراهنة والحد من آثارها لو جاءت الاستجابة الدولية في الوقت المناسب، ولكن قدّر الله وما شاء فعل».وبين ان استمرار الوضع، جعل الرئيس محمد عبدالله محمد فرماجو يعلن رسميا أن الجفاف والمجاعة بلغت مستوى الكارثة الوطنية التي حلت بالصومال، وأعلنت المنظمات الدولية أن الصومال على شفا كارثة إنسانية كبيرة تعرض الكثير من المناطق لخطر الإصابة بالأمراض الوبائية مثل الكوليرا بسبب شح المياه الصالحة للشرب، وعدم توافر المواد الغذائية الضرورية.وذكر أن «نزوح أعداد كبيرة من سكان المناطق المنكوبة بدأ إلى دول الجوار وداخل البلاد، وكثرت المخيمات في كل الأقاليم شمالاً وشرقاً ووسطاً وجنوباً، ولم يبق إلا التعويل على المساعدات الخارجية، وعدد القتلى والمرضى يزداد بالمئات يوما بعد يوم».وتابع شيخ أن «الرئيس الصومالي اجتمع مع السفراء العرب المعتمدين لدى الصومال وأطلق نداء عاجلا إلى رؤساء وأمراء وملوك الدول الشقيقة»، لافتا إلى أن «هناك تحركات جادة لبعض الدول العربية والدول الصديقة لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية لأن مواجهة هذه الأزمة أولى أوليات الحكومة الصومالية والرئيس الجديد».وعما إذا كان الرئيس الصومالي سيعرض هذه المأساة على القادة خلال القمة العربية في عمان قال «اننا أسرة واحدة ومن الطبيعي أن يعرضها على أشقائنا العرب»، مقدرا احتياجات الصومال للخروج من تلك الكارثة وفق المنظمات الدولية بنحو 864 مليون دولار.