افتتاح مؤتمر الريادة للمشاريع الشبابية تحت عنوان «لا تحاتي... خلك ريادي»، صادف الأحد 19 مارس2017، وكنت قد تحدثت في آخره عن مفاهيم الريادة وما نحتاجه من ريادة في المنتجات غير الملموسة: لماذا؟.نحن شعب نحب اختراق حاجز الصمت في العلاقات الإنسانية. فعلى المستوى الاجتماعي ضربنا بعرض الحائط كل مفاهيم «المرجلة» وأسس التعامل، وصار الفرد «النصوح/المحب» لك غير مقبول، وأضحت المجاملات وتبادل المصالح علامة مسجلة لعصرنا الحالي.في تلك الليلة والجدول مزدحم سألت: طيب «ليش الناس تلهث وراء قضاء حاجتها»؟فكان ردي بأن الأمر طبيعي جدا لأننا إداريا فتحنا الأبواب أمام الواسطة وتبادل المصالح وتركنا أصحاب الحاجة الفعليين يكافحون لإزالة العوائق وصار الكل في الجانب المعيشي «يبي يكسب»، مع العلم بأن خلاصة العمل ثابتة.خذ عندك مثال معروف عند كل فرد متدين وغير متدين، وقد جاء في الحديث الشريف عن صفوة الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «... واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف»! وهذا لا يعني التوقف عن السعي لكن في المقابل لا يسمح لك أن «تحرق نفسك بداء الواسطة».لم أكن أعلم بالممارسة طريقة تفسير تعاملنا مع بعض... لقد باتت إفرازات الأنفس تسير الرجال وأشباه الرجال.في ذلك اليوم وخلال الحديث ذكرت أمثلة كثيرة منها أمثلة شاهدنا أحداثها وهو ما يؤكد ما جاء في الحديث الشريف فكثير من الرزق يأتيك وأنت جالس ولم تتوقع له منطقيا أن يحصل لكنها قدرة الله عز وجل في تقسيم الأرزاق وتسخير قلوب الناس لك.فلوسك لا تجلب الرزق ولا تقرب القلوب... نفوذك لا يجلب لك الاحترام فأنت وفق حسك الأخلاقي مع الخبرة في شؤون الحياة تستطيع أن تفهم ما يدور من حولك.... فاستعن بالله فقط وابذل المجهود.قد تخطئ وهو أمر طبيعي، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»، فنحن بين السعي وراء الرزق والمحاولة للوصول إليه تفصلنا جوانب مهنية وأخلاقية والخطأ لا يعني فشل المحاولة وكثر «الواسطة» يضيع الحقوق من أصحابها لأنها حسب المنظومة الإدارية لدينا فكثير من القياديين يستاء من تردد صاحب حق وهو بمعية «واسطة»!اجتماعياً ومؤسساتيا، نعلم أن لكل باب «مفتاحا» فعندما تختار «المفتاح الصحيح»، فطبيعي أن الباب سيفتح لك وإن كان لك نصيب وحاجة قد كتبها الله لك ستنالها وإن لم تكن قد قدرت لك فلو جمعت كل «مفاتيح» الأرض فسيظل الباب مغلقاً.الشاهد? أن الكل «يبي يكسب» بشيمة أو بقيمة... أهم شيء يكسب وهي معضلة أخلاقية تنم عن قلة فهم لما نحتاجه من قيم صالحة ومنظومة إدارية نحن أحوج إليها من أي وقت مضى.كانت كلمة قصيرة مختصرة ذكرتها وعددت الأمثلة، وهنا أضعها على الورقة كمقال ينشر ويرسل إلكترونياً لعل الفائدة من سياقها يصل إلى الجميع ونكسب حب بعضنا البعض ونقترب أكثر من تطبيق ميثاق شرف يعطي لكل ذي حق حقه من دون أي مؤثرات جانبية من واسطة ومصالح ونفوذ... والله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi
مقالات
وجع الحروف
الكل... «يبي يكسب»!
01:16 م