«الصباحية» تنتظر «نفضة» أمنية وخدماتية، وتترقب أن تمتد إليها يد العناية بعد سنوات طويلة من الإهمال تقترب من نصف قرن، لم تقترب خلالها يد «الصيانة» منها لتحنو على شوارعها ومرافقها كما يؤكد قاطنوها. وبدلاً من أن تحتفل بوجه قشيب، باتت المنطقة تحصي السنوات بملامح عابسة، فقد تتابعت على شوارعها 47 عاماً كاملة لم تشهد خلالها حركة تجدد شبابها أو اهتماماً من مسؤول بإعادة البسمة إليها.وليس هذا فقط ما يعكر صفو حياة أهالي «الصباحية»، الذين تزعجهم بصورة أكبر حالات الانفلات الأمني، التي تحوّل شوارعها إلى ساحات للتقحيص والتشفيط، فضلاً عن إطلاق النار بصورة عشوائية المنتشر في المناسبات في غيبة واضحة للقانون، ناهيك عن صور الازدحام المتكررة أمام المدارس.هذه الأوجاع وغيرها نقلها لـ «الراي» عدد من سكان منطقة الصباحية، آملين أن تجد دعاواهم إلى فرض «هيبة» القانون آذانا صاغية، وأن تختفي صور الانفلات الأمني التي تعيشها المنطقة، والمتمثلة في مواصلة الخارجين عن القانون إطلاق النار في المناسبات الرسمية، وتحويل الطرق إلى حلبات للاستعراض والتشفيط والتقحيص بعد إغلاق الطرق، في تصرف غير مسؤول وتحدٍ صارخ لسلطة القانون.وتطلع السكان إلى معالجة المظاهر التي تؤرقهم والتي تعطل في بعض الأحيان حركة الدخول والخروج إلى المنطقة بالكامل، الأمر الذي بات يشكل هاجساً في تأخر حالات الطوارئ من الوصول إلى المستشفى، مؤكدين أن مشاكل وقضايا المنطقة كثيرة، ومشددين على أنها تعاني إهمالاً يكاد أن يحولها إلى منطقة غير حضارية.«الراي» حضرت جانباً من الأحاديث التي تدور في ديوانية سلمان الميع، واستمعت إلى شكاوى أهالي المنطقة وخصوصاً في ما يتعلق بمشكلة التشفيط التي استفحلت وباتت حالة يومية تسبب الازعاج والزحمة والفوضى، كذلك مشكلة أعمال الصيانة الغائبة تماما عن الشوارع والطرق والمدارس، حيث اعتبروا المنطقة منسية تماما وجميع المناشدات التي تقدموا بها إلى ذوي الاختصاص والمسؤولين لم تتم الاستجابة لها وبالتالي تراكمت المشاكل حتى أصبحت المنطقة لا تطاق. ولفت سكان المنطقة إلى أهمية تسهيل حركة المرور وتحسين مرافق الخدمات وفتح الطرق المغلقة، وصيانة الشوارع المتهالكة التي تحولت الحفر فيها إلى فخاخ، وكذلك إزالة المطبات الصناعية الكثيرة والتي ساهمت في تحطيم المركبات التي تخضع شهرياً إلى صيانة دورية تستنزف ميزانيتها جيوب سكان المنطقة. وتمنوا عبر «الراي» أن يتحرك المسؤولون لرفع المعاناة عنهم بشكل فوري، خصوصا في ما يتعلق بالمشاكل التي تهدد الأرواح ومنها إطلاق النار في المناسبات، وهي الظاهرة التي انتهت في الكويت كلها ببسط هيبة القانون، ومسلسل التشفيط والتقحيص اليومي، إضافة إلى الزحمة الخانقة أمام المدارس وداخل المنطقة بسبب المطبات الصناعية وتقارب مباني الخدمات.في البداية، اعتبر أبو عبدالله صاحب ديوانية سلمان الميع أن منطقة الصباحية تعيش حالة من الفوضى والانفلات الأمني، بسبب خروج المستهترين عن القانون وعدم تطبيقه خصوصا في ما يتعلق بإطلاق النار في المناسبات. وقال «على الرغم من العقوبات التي وضعتها وزارة الداخلية للحد من هذه الظاهرة، والتي نجحت في تطويقها في كل الكويت بسياج من سطوة القانون، إلا أن الخارجين عن القانون لدينا غير مبالين بالعواقب الوخيمة نتيجة هذه التصرفات غير المسؤولة». ورأى أبو عبدالله ضرورة تدخل الجهات المعنية لوضع حلول من شأنها المحافظة على سلامة الأرواح من مخاطر الطلقات النارية الطائشة، إضافة إلى وضع حلول جذرية لمواجهة المستهترين الذين يقومون بإغلاق الشوارع لممارسة التشفيط والتقحيص، معرضين أرواحهم وأرواح الآخرين للخطر، وكذلك عدم المبالاة بعواقب تعطيل حركة السير، أو الاستجابة لحاجات الناس وأن هناك حالات طارئة تحتاج سرعة الوصول إلى المستشفى، حيث يجد أصحابها أنفسهم عالقين بالزحمة الخانقة نتيجة إغلاق الطرق وتحويل الشوارع إلى حلبة استعراض لا تنتهي إلا بـ «سلخ» إطارات المركبات التي تبعث روائح خانقة يعاني منها كثيرا مرضى الجهاز التنفسي والربو.وأضاف أبو عبدالله أن المستهترين بخروجهم الصارخ عن القانون، يشكلون هاجساً مؤرقاً للأهالي نتيجة تلك الممارسات غير المسؤولة، داعيا إلى أهمية «الحزم والشدة» في التعامل مع هؤلاء الخارجين عن القانون، وإعادة الأمان إلى المنطقة.ولفت أبو عبدالله إلى مشكلة أخرى وهي انتشار البقالات غير المرخصة، والتي تقوم ببيع السجائر إلى الصبية والشباب وتساهم في خلق فوضى، من خلال مجاميع الشباب الذين يجلسون بالقرب منها، موضحا أن المنطقة تحتاج إلى «نفضة» أمنية وخدماتية، بعد أن «هرمت» بسبب الإهمال الذي طالها، حيث لم تطل شوارعها الداخلية يد الصيانة منذ ما يقارب 47 عاماً.ودعا أبو عبدالله إلى ضرورة معالجة المشاكل التي تعاني منها المنطقة، بدءاً من أعمال الصيانة وانتهاءً بالمشاكل الأمنية والازدحام المروري الخانق نتيجة إغلاق بعض مداخل المنطقة، متمنيا رفع حالة الإهمال من خلال معالجة الحفريات وتحسين مستوى الخدمات.والتقط بدر الميع طرف الحديث، مؤكداً أن العدد الكبير من المطبات الصناعية في المنطقة ساهم في تحطيم المركبات التي تستنزف أموالاً بسبب حاجتها إلى الصيانة الدورية، لافتا إلى أن تلك المطبات وضعت للحد من ظاهرة التشفيط والتقحيص، بينما ساهم عددها الكبير في تعطيل حركة السير، فضلا عن استنزافها ميزانيات المواطنين بسبب صيانة المركبات التي تتحطم بسببها.وشدد الميع على أن عدد المطبات ووضعها بهذا الشكل لم يحل مشكلة التشفيط والتقحيص التي لاتزال مستمرة، وإنما أضافت معاناة أخرى إلى معاناة الأهالي، متسائلاً هل من المعقول أن يوجد 24 مطباً في المسافة من شارع 8 وحتى الشارع الأول، وهو طريقي إلى منزلي، متمنيا أن تزال تلك المطبات الصناعية وإيجاد حلول أخرى لمواجهة المستهترين الخارجين عن القانون.بدوره، اتفق فلاح الشنيتير مع أن المنطقة بحاجة إلى وقفة جادة من قبل المسؤولين لتحسين المرافق وصيانة الشوارع وتنظيمها، مؤكدا أن المشاكل التي يعاني منها الأهالي كثيرة، منها عدم وجود مواقف في المستوصف المقابل للجمعية ومراكز الخدمة، وموضحا أن وجود المرافق في مكان واحد ساهم في تكدس المركبات حيث بات مشوار «الجمعية» مؤرقاً جداً بسبب الزحمة الخانقة. وأشار الشنيتير إلى ضرورة الاهتمام بأعمال النظافة وصيانة الطرق ومعالجة حفريات الشوارع الداخلية، وكذلك تنظيم المنطقة من خلال إزالة المطبات الصناعية وتسيير حركة المرور وفتح المداخل والمخارج المغلقة.من جهته، شدد شبيب محسن على أن مدارس المنطقة بحاجة إلى صيانة، لافتا إلى أن بعض نوافذ المدارس الخارجية محطمة، وبالتالي فإنها تشكّل مظهراً غير حضاري لا يليق بالكويت، فضلا عن كونها تشكل خطرا على سلامة الطلبة. وأكد محسن على ضرورة تجاوب المسؤولين «لمعالجة المشاكل التي نعاني منها والتي باتت مؤرقة، وأبرزها حفريات الطرق والزحمة الخانقة»، لافتا إلى أن الأمل كبير جدا في تجاوب المسؤولين ومعالجة تلك المشاكل التي لا يمكن التأخر في معالجتها كونها ستشكل أزمة حقيقية. وجدد الدعوة إلى صيانة جميع مدارس المنطقة لأن الطلبة بحاجة إلى بيئة تربوية جاذبة لا طاردة، وبالتالي فإن مثل هذه المشاكل لا تحتمل أي تأخير، لافتا إلى ضرورة تنظيف الشوارع من النفايات المتراكمة والأتربة وإصلاح بعض المداخل والمخارج وتعديل الأرصفة التي شوّهت المنطقة.أما سعد أبو بشار فأكد على أن المنطقة تحتاج إلى إعادة تأهيل بعد أن حوّلها الإهمال إلى منطقة غير حضارية، حيث الزحمة الخانقة وعدم تنظيم الطرق، وكذلك حالة الاستهتار التي بلغت حداً غير مقبول بعد إغلاق الطرق بهدف التشفيط والتقحيص، وبالتالي تتعطل مصالح المواطنين الذين يجدون أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الانتظار حتى ينفض المستهترون أو صعود الأرصفة واتخاذها طرقاً. ولفت عبدالله سلمان إلى زاوية أخرى، مؤكداً أنه لا يوجد متنفس للأهالي أو حتى الشباب داخل المنطقة، مشددا على أنه يجب تحسين وتحديث مرافق المنطقة، وإيجاد حلول لمشاكل الاختناق المروري الذي يعطّل الموظفين والطلبة عن الوصول إلى مقاصدهم في مواعيدهم، ومتمنيا أن تصل المطالب إلى الجهات المختصة والبدء فورا في معالجتها والتعامل معها بمسؤولية.
محليات
مواطنوها يشتكون من إطلاق النار في المناسبات... ومسلسل التشفيط والتقحيص الذي بات يومياً
«الصباحية» تُعاني... 47 عاماً دون صيانة
12:57 م