وتستمر ليالي مهرجان «الشباب الخليجي الأول» الغنائي الذي يذهب ريع حفلاته لمصلحة حملة «لغتنا الأم» بهدف «تحسين علاقة أولادنا وشبابنا باللغة العربية بطرق إبداعية وغير تقليدية»، والذي تنظمه أكاديمية «لوياك» للفنون الأدائية «لابا» بالتعاون مع «حديقة الشهيد»، مستقطبة شريحة كبيرة من الجمهور الغالب عليه الطابع العائلي، وذلك في فضاء المسرح الخارجي المكشوف للحديقة.فالحفل الغنائي الثالث الذي أحياه، مساء أول من أمس، كل من الفنانين عبدالسلام محمد وبدر الشعيبي بمصاحبة فرقة «لايف جروب» الموسيقية لم يقل نجاحاً عن سابقه البتّة، وذلك كان واضحاً عندما اكتظ الجمهور مشعلاً الأجواء تصفيقاً وغناء وتشجيعاً مع النجمين الشابّين، اللذين «شفيا غليل» جمهور «حديقة الشهيد» المتعطش للفن الغنائي.الوصلة الغنائية الأولى افتتحها عبدالسلام محمد، الذي كان واثقاً من نفسه طوال ساعة من الزمن - مدّة وصلته الغنائية- فاعتلى الخشبة محيياً جمهوره، ثم شرع بعدها بالغناء مغرداً بأروع أغانيه التي حققت نجاحات على مستوى الخليج العربي، فكانت اختياراته لأغاني وصلته موفقة جداً، ومن تلك الأغاني التي قدّمها أغنية «ما شوف» التي لقيت تصفيقاً حاراً، ثم اتبعها بأغنية «حمّال الأسيّة» التي كتبها عبدالرحمن العثمان ولحنها عبدالسلام بنفسه وتغنت بها الفنانة الإماراتية أحلام الشامسي، ثم أغنيتي «ولهان عليك» كلمات وألحان عبدالعزيز العبكل و«ما صارت صبر» كلمات عبدالله العماني وألحان فهد الناصر.عبدالسلام كان مرناً جداً فوق الخشبة ومرتاحاً في الغناء رغم الإرهاق الذي كان يعانيه، لكنه مع ذلك تمالك نفسه وقدّم أفضل ما عنده لجمهوره الذي حضر مشجعاً له مع كل أغنية يغنيها، إذ إن وصلته لم تنته عند ذلك الحدّ، بل استمر في التحليق بصوته الدافئ مع أغنية «إلك عين» التي صاغ كلماتها عبدالله العماني ولحّنها فهد الناصر في العام 2012، ثم أغنية «يا قلبي» كلمات عوض نفاع وألحان عبدالله سالم، متبعاً إياها بأغتية «هو الخسران».وصلته لم تكن خالية من بعض الأغاني التي يحبها عبدالسلام لغيره من الفنانين، فاختار لجمهوره أغنية للفنان عبدالمجيد عبدالله بعنوان «ما بين بعينك»، فنالت تصفيق الجمهور. كذلك، اختار أغنية «يا دار» لـ «بلبل الخليج» نبيل شعيل، ما زاد من حماستهم التي لم تهدأ لحظة واحدة. وهنا كان عبدالسلام ذكياً في اختيار الأغنية التالية، عندما قدّم لهم أغنية «الله يا جماله» للفنان أوراس ستار، وختاماً قدّم مع زميله بدر الشعيبي أغنية «اشفي غليله»، ليترك المسرح للشعيبي الذي أكمل الليلة إشعالاً ولهيباً بصوته الحنون.فوصلة الشعيبي الغنائية لم تقل مستوى وحماسة عن سابقتها. فهو بدوره كان ذكياً أيضاً في اختياراته للأغاني التي قدمها للجمهور، وهي مسألة قد يقع في فخّها كبار المطربين، ما تجعل من حفلاتهم فاشلة، لكن الشعيبي هنا عرف منذ البداية كيفية جذب الجمهور «المشتعل حماساً» نحوه عندما افتتح وصلته بأغنيته «تدري» كلمات فهد جمال وألحان الراحل نايف ناصر، ثم أتبعها بأغنية «وش عيبي» من ألحانه وكلمات خالد بوصخر، وأغنية «قلبي ترى يوقف» كلمات وألحان عبدالسلام محمد. ومع شعوره بأن الجمهور سعيد «ومنطرب»، أكمل المشوار مع أغنية «أنا باقي» كلمات محمد جمعة وألحان سلطان السيف، «ما عرفه أبداً» كلمات مشاري إبراهيم وألحان عبدالعزيز الويس و«ترى زهقة» كلمات عبدالله العماني وألحان حمد القطان. وتلبية لطلب الجمهور غنّى لهم «إلى العشاق» كلمات مشاري وألحان عبدالعزيز الويس فغنوا كلماتها معه. بعد ذلك، قدّم أغنية «أما حبك» كلمات محمد الشريدة وألحان متعب الفرج، ليعقبها بأغنية «واحد» التي صاغ كلماتها مشاري إبراهيم ولحنها الفنان عبدالعزيز الويس، ثم ختم الأمسية بأغنية «اشفي غليله».وعلى هامش الحفل، صرّح عبد السلام محمد لـ «الراي» قائلاً: «شكراً للجهة المنظمة على دعم الشباب، وأنا سعيد بمشاركتي في هذا المهرجان الشبابي الغنائي وسعيد أكثر بمستوى التنظيم الرائع، وأتمنى من القائمين على الحركة الغنائية بالكويت إقامة المزيد من هذه المهرجانات الغنائية الشبابية التي تعبّر عن جيل كامل منا نحن الشباب، كما أنها تسهم بشكل كبير في نهضة الأغنية الكويتية والخليجية».أما بدر الشعيبي، فقال بدوره: «أتوجه بشكري إلى القائمين على (حديقة الشهيد) و(لابا) على هذا التنظيم الرائع للدورة الأولى من مهرجان الشباب الخليجي، وأتمنى أن يستمر المهرجان بدوراته ويكبر أكثر وأكثر، لأن مثل هذه الفعاليات الغنائية الشبابية تعتبر بوابة مهمّة جداً في نشر الفن والفكر والثقافة، وشخصياً أدعو كل زملائي وأصدقائي الموسيقيين والمطربين الشباب للمشاركة بها كونها منارة فنية ترتقي بالذوق العام».
فنون
قدما الحفل الثالث من مهرجان «الشباب الخليجي» في «حديقة الشهيد»
الشعيبي وعبدالسلام «شفيا غليل» الجمهور
04:40 م