لا يخفى على أحد منا بأن هناك بعضاً من أصحاب النفوذ يعتبرون الكويت عزبة لهم، من لا يرضون عليه أو لا يتقبلونه يحاولون بشتى الطرق التضييق عليه ومحاصرته، لا يتركون له في الحياة نافذة يتنفس منها، ولا درباً إلا ويضعون له فيه «المطبات» والعراقيل، شأنهم بذلك شأن إبليس اللعين. وهذا الأمر لا بد أن يكون مرفوضا في بلد كالكويت الحبيبة. أتوجه للمسؤولين الذين يمتلكون بعد نظر وموضوعية، المجردين من الحقد والحسد، الذين لا تسيطر عليهم روح الانتقام، أسألهم بأن يقوموا بفلترة الرجال قبل إطلاق الأحكام المتسرعة، وقبل الانجراف خلف عديمي الضمائر الفاقدين للذمة، الساعين لتحقيق المكاسب وأذية الآخرين. قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» آية 6 سورة الحجرات.نعم، نحن لم نتعلم من الدروس التي مررنا بها بعد. لم نتعلم من قصة البسوس في تراثنا، ومن قصص الفتنة التي طالما ظلمت العديد من الناس، لم نتعلم من الغزو العراقي الغاشم. حكمنا على جميع اخواننا الفلسطنيين والأردنيين والسودانيين واليمنيين، الذين لا ذنب لهم في مواقف حكوماتهم بالغدر، علما بأن الكثيرين منهم أرادوا أن يعيشوا في الكويت وأن يموتوا فيها، وكانت لهم مواقف مشرفة أثناء الغزو وبعده. أنا هنا لا أعني الجميع. أتحدث عن البعض وأخص العلماء ورجال الدين والمفكرين والأدباء حصراً. لو كان هناك حكمة وحنكة لاستفدنا من هذه الكوكبة المباركة لنصرة قضيتنا، لكن تصرفات أصحاب النفوذ الأمني لا تفرق بين عالم وغيره.لست هنا للمديح، فأعمال العويد وإنتاجه العلمي وظهوره الإعلامي، وتواجده الاجتماعي تفرض علينا جميعا تقديره ودعمه ورفع شأنه إلى أعلى القمم. فعبدالعزيز مكسب لمن يجالسه، إنه شخص لا يعوض، رجل بألف رجل. ما الجرم الذي ارتكبه، إذا كان جرمه يتعلق بلقمة عيش، فهذا يدل على أنه رجل فذ يعرف كيف يتعايش مع الظروف المحيطة به. ولنتذكر بأن سيدنا عمر في سنة المجاعة لم يقم الحد بسارق الخبز. أما إذا كانت هناك دسائس عليه في أيام الغزو، فلنتذكر بأن عمره لم يتجاوز الخامسة عشر حينها، فأين الجرم الذي استوجب عدم استخراجه هوية أو عدم تجديد رخصة القيادة الخاصة به؟أتوجه للقارئ بالرجاء بأن يقوم بالدخول لشبكة الإنترنت... ابحث عن أعمال عبد العزيز العويد التي زينت موقع «ويكيبيديا»، ومنها: (صناع التاريخ خلال ثلاثة قرون، قصص ومواقف لأشهر علماء الأمة ومفكريها خلال المئتي السنة الأخيرة، منارات العلم، تاريخ أشهر المدارس العلمية عبر التاريخ، سلسلة نفائس المعارف، جمع منوع في الأخلاق والآداب والمعار، الفهرس الموضوعي للسان العرب، جمع لعشرين باباً من أبواب اللغة من كتاب لسان العرب، موسوعة شوارع الكويت، أعلام الأدب في شوارع الكويت، رمضان، في ذاكرة التأريخ والأدب، الحج، في ذاكرة التاريخ والأدب، صول الإرشاد النفسي الإسلامي، العلاج الإيماني والعلاج النفسي اختلاف تنوع أم تضاد؟، الرقية الشرعية - ضوابط ومحاذير، العين والسحر بين الحقيقة والوهم، سيكولوجية الأحلام بين الشرع والعلم، الفراسة بين الأصالة والتجديد، أنماط الشخصية من منظور إسلامي، كيف نقرأ كتب التاريخ؟، القراءة المثمرة، الألوان بين الشرع والعلم وعلاقتها بالشخصية، المعاجم العربية وطرق التعامل معها، كيف أخرج زوجي من الكهف؟، المراهق المبدع)، بالإضافة إلى أعمال تلفزيونية ما زال صداها يدوي في وطننا العربي الكبير.كل هذه الأعمال التي أفادت أبناء الوطن العربي الكبير، أفادت أبناء الكويت. أنا شخصياً استفدت وكما استفدت أنت أيضاً أيها القارئ العزيز، إنها العزة ورب الكعبة التي جعلت العويد يصبر، علماً بأن الكثير من الدول الخليجية والعربية تتمنى بأن يكون العويد أحد رعاياها... لكن حاله كحال الكثير الذين تمسكوا بهذه الأرض موالياً لها في حياته وفي مماته، لقد آثر الكويت على غيرها، والاها بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أرادها وطناً، وارتضاها حبيبة، كما ارتضى أهلها اخوانا وأحبة، كيف لا نبادله ذلك كله؟ كيف لا نرحب به وقد قدم لنا الكثير؟ كيف يحرم العويد وأمثاله من أبسط حقوق الإنسان في بلد توج أميرها قائداً للإنسانية؟ أفلا يخجل البعض من ذلك؟ لنقتدي بأميرنا ونملك ما يملك من إنسانية وعطاء، لنسير على نهجه ودربه، وليكن صوتك أيضاً أيها القارئ العزيز منصفا للعويد عبدالعزيز.mnawr@yahoo.com