انفجرتْ الخلافات بين «أجنحة» حزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان على نحو غير مسبوق مع سيطرة مجموعة من عشرات المسلحين اللبنانيين والسوريين على مقرّ الحزب الكائن في منطقة رأس النبع (غرب بيروت) والذي يضم ايضاً مكاتب مجلة «الراية» (صادرة عن الحزب).وأشارتْ تقارير في بيروت الى ان المسلّحين الذين اقتحموا المبنى وعمدوا الى تكسير محتوياته تابعون للقيادي نعمان شلق، وان «انقلابهم» تمّ على خلفية اعتراضهم على نتائج المؤتمر القطري الاستثنائي الأخير الذي كان عُقد في 5 فبراير الماضي وأسفر عن تعيين عاصم قانصوه أمينا قطرياً لـ «البعث» في لبنان، من ضمن مسارٍ قيل حينه انه لتوحيد الحزب بعد تشققات متتالية أصابتْه بفعل صراع على القيادة داخل «بعث لبنان».وأمهلتْ القيادة القطرية لـ «البعث» في لبنان مَن وصفتْهم بـ «الانقلابيين» 3 أيام لتسليم أنفسهم للقوى الأمنية وإلا سيجري التصرف معهم، واعلنت بعد اجتماع برئاسة قانصوه ان ما حصل «يُعتبر تطاولاً مباشراً على الأمن والقانون اللبنانيين في مكان مأهول بالسكان وفي قلب العاصمة بيروت».وكان لافتاً ما نقله موقع «النشرة» عن مصادر في القيادة التي يرأسها قانصوه من «أن المبنى الذي تم اقتحامه من مجموعات لبنانية وسورية، كان موضع نزاع قضائي في البداية بين جناحين حزبيين، الأول برئاسة الأمين القطري السابق معين غازي (عُين من القيادة السورية) والثاني برئاسة الأمين القطري السابق فايز شكر».وحسب المصادر، فإنه بعد المؤتمر القطري الأخير الذي تُوج فيه قانصوه أميناً قطرياً «أصبح هذا المبنى تحت سلطة القيادة التي يرأسها قانصوه»، لكنها لفتت إلى أنه منذ البداية كان هدفاً للفريق الآخر المدعوم من السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي «الذي يعتبر نفسه المعني الأول بالملف الحزبي».ولفتت المصادر الى ان «مَن دخل المبنى مجموعات بقيادة محي الدين حبلي (كان يعمل مع شكر سابقاً) ونبيل قانصوه (نجل شقيق النائب قانصوه)، وتم التعاون معهما من قبل أحد المسؤولين عن الحراسة».كما نُقل عن مصادر قيادية من الجناح الذي يرأسه شلق أن ما قامت به هو حق لها، لأن هذه المبنى هو ملك «البعث» وليس ملك شخص.