ركب الأمم يسير، وعجلة الدنيا تدور، ولا تمشي هذه العجلة او تدور إلا اذا تشابكت الايدي. ولا يمكن لطائر ان يطير الا بجانحين قويين كي يحلق بهما حتى يصل الى الرياض الغناء فيتمتع بما فيها من خير فينعم فيه. كذلك البشرية لها جناحان، هما الرجل والمرأة، ولا يمكن تستقر الحياة ويدور دولاب الدنيا بنظام واستقرار إلا اذا تساوت الحقوق بين الرجل والمرأة وعرف الكل واجبه واستبصر حقه.الا ان هذه الدنيا عجيب امرها، غريب طبعها وكذلك تصرفات اهلها، فكم من تحيز ضد المرأة يجري على ربوعها... وكم من اضطهاد لحقوق المرأة جرى عبر الاجيال. ففي العام 1909 عمدت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر في شوارع نيويورك، حيث تظاهرن وهن يحملن الخبز اليابس وباقات الورد في اطار رمزي لحركتهن الاحتجاجية، وكانت تلك المسيرة قد طالبت بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الاطفال ومنح النساء حق الاقتراع.وكانت حركة الخبز والورد شكلت حركة نسوية داخل الولايات المتحدة تطالب بكل الحقوق الاساسية للمرأة، بما في ذلك الحق السياسي والمساواة في ظروف العمل. وفيما ترمز الوردة الى الحب والتعاطف والمساواة، فإن الخبز يرمز الى حق العمل والمساواة فيه.وما زالت الورود ترفع بيد، وارغفة الخبز باليد الاخرى في اصقاع مختلفة من الدنيا، والمرأة تطالب والعنف يطاردها. وقد جعلت المنظمة الاممية، يوم الثامن من مارس، هو اليوم العالمي للمرأة، حيث تهدف الاحتفالية السنوية الى تشجيع المساواة بين الجنسين ودفع المرأة الى العمل وجعل العالم مكانا أفضل لعيش النساء.وواقعيا رغم التطور الكبير في الحضارة الانسانية، إلا انه لا تزال هناك مساحة فاصلة بين الرجال والنساء رغم ما حققته المرأة من انجازات واسعة وتبوأت المراكز العالية وحققت كثيرا من المنجزات في ركب العلوم والفنون والآداب، وهي تسابق الرجل في تلك المضامين، إلا ان بعضهن لا يزلن يكابدن صنوف من الظلم والجور والاعتداء والتمييز.والحوادث والمصائب التي تكابدها المرأة في كل يوم وتعج بها وسائل الاعلام المختلفة على اختلاف انواعها ومصادرها، تجعل الانسان في حيرة، في وقت يلمع فيه نجم التقدم والتطور والازدهار في كل مصادر الثقافة.واذا كان هذا العام، يحمل شعار المرأة في عالم العمل المتغير بما يحمل من معاني الدعوة الى المساواة بين الجنسين لا سيما في العمل بوظائف متساوية لهما، واذا كانت المرأة في هذه الديرة الطيبة قد حصلت على حقوق كثيرة في كل المجالات وتبوأت المراكز المختلفة في المجالات المتعددة وشاركت في البناء ولا تزل الدعوات تترى من اجل اعطاء المرأة مزيدا من الحقوق.فلا بد للبرلمان ان يجد في سن القوانين التي تعمل على الارتقاء بمستوى المرأة واعطائها المزيد من الحقوق.وعسى ان يكون اول قانون يلوح في الافق من بعد ثلاثة اشهر توقفت فيها سن القوانين او اقتراحها وترك المساحات الفسيحة للمواجهات والنقاش الى انتاج يعود على المواطن بالنماء والتنمية.لا نطيق الوجود والدهر يمشيحولنا بالمنى يسرى ويمنىيا بلادي وانتي قرة عينيطبتي نفسا على الزمان وعينيستفوزين رغم انف اللياليعجل الدهر بالمنى أو تأنى