عندما قرأت خبرا نشر عن مغرد مأجور تذكرت قولا للشيخ أحمد العبدالله وزير الصحة السابق نشر في «الراي» عدد الأربعاء 16 يناير 2008 جاء في سياقه «... وعلى فكرة ترى السؤال البرلماني له سعر والاستجواب له سعر وحتى رفع الصوت خلال الجلسات بالأيام العادية له سعر»!فمن يختبئ وراء الهجوم على بعض الرموز السياسية والشخصيات الأخرى، من مغردين ونواب وكتاب؟الشاهد? أننا في الآونة الأخيرة لاحظنا أن الساحة قد شهدت حربا ضروساً، بعضها معلومة أطرافه لدى الجميع، والبعض الآخر ما زال طرفي اللعبة خلف ستار مغرد مستعار أو مغرد بالوكالة، أو كما ذكر الشيخ أحمد العبدالله.وأذكر إنني أثناء مداخلة حول الإعلام الإلكتروني في جمعية الصحافيين الكويتية قبل سنوات، قلت إننا بحاجة إلى قانون الإعلام الإلكتروني ليحمي النسيج الاجتماعي من الهجوم المبرمج من قبل أسماء مستعارة استغلت موقع التواصل الاجتماعي تويتر للسب والقذف والتخوين وتشويه السمعة وهو ما أوقع الضرر البليغ على من أصابته تلك السهام.هل من ميثاق شرف اجتماعي وإطار أخلاقي يحكم سبل التواصل في ما بيننا؟لا أظن ذلك... فمن أمن العقوبة أساء الأدب، وأسرع رد من المغرد مثلاً حينما تتوصل إليه الجهات الأمنية «والله الحساب مخترق»!مشكلتنا في الكويت اجتماعية بحتة. فكثير من أحبتنا يأتيهم الفاسق بنبأ ويصدقونه القول مع أن الله عز شأنه ذكر في محكم تنزيله «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجاهلة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».تبينوا تعني «تثبتوا»، وقد جاءت أحاديث كثيرة للرسول صلى الله عليه وسلم عن شر الغيبة والنميمة، لكننا كبشر طغى تأثير الشيطان على سلوكياتنا فأصبحت الإساءة ونقل الأخبار الكاذبة والإشاعات من الأمور الاعتيادية مع بالغ الاسى.حتى في موسم الانتخابات تكثر الإساءات تحت مسمى «فلان قال... وفلان شفته». والمقصود لا قال ولا بدر منه فعل وكله يندرج تحت مسمى إساءة بالوكالة لكنها غير مكتوبة!ماذا نريد؟أعتقد أن الجميع مطالب بنبذ هذه السلوكيات السيئة للغاية وعلى كل مختبئ خلف اسم مستعار، أن يكشف عن اسمه الحقيقي وإن بدر من الأسماء المستعارة أي تغريدة فيها إساءة? فحري بالجهات الأمنية التحرك لكشفها ومواجهتها في ما نسب إليها من إساءة وليكن كل حدث مكشوف للجميع كي تأخذ النفس البشرية العبرة وتتوقف عند هذا الحد؟كنت وما زلت حتى في الديوانية الأسبوعية عند طرح أي موضوع للنقاش أحرص على أن يكون بعيدا عن التعرض لأي شخص تحت أي سبب وإن كان معلوما إلا في حدود القيم الأخلاقية كي لا نسقط في حفرة الإساءة... وللعلم حتى المجالس لها دعاء خاص.لذلك? هل تقبل أن يسيء لك أحد؟ وهل تقبل أن تصبح ساحة تويتر مدفوعة الثمن... وللعلم فإن من يقبل أن يدفع لمغرد ما كي «يسيء ويسب ويقذف ويتهم» فهو مريض اجتماعيا وهو عمل جبان لا يتسم بـ «شيم» الرجال!إنها حالة غريبة آن للجميع وللضرورة القصوى أن نقف عند تراكماتها السلبية على النسيج الاجتماعي وعلى العلاقة بين السلطتين وحتى على مستوى العائلة. وواجب علينا هنا التذكير حول خطورتها من باب سد الباب في وجه كل مسيء لذاته أولا وللمجتمع ومكوناته: فهل من معالجة فورية؟... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi