أبا جاسم... لم أكن أعرف أن لقاءنا قبل أيام سيكون الأخير.صباح أمس، قرأت الخبر العاجل مرة تلو المرة، ولم أصدّق، أو بالأحرى لم أشأ أن أصدّق ما جاء فيه «وفاة وكيل وزارة التجارة، خالد الشمالي».بعيداً عن تراب «الديرة» التي أحبّ، غربت «شمس» الشمالي في العاصمة الأميركية، واشنطن، بينما كان في مهمة رسمية برفقة وزير التجارة، ووزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة، خالد الروضان.عن عمر ناهز 47 عاماً، ترجّل أحد أبرز وجوه «التجارة» التي شهدت معه دينامكية واضحة تركت أثرها على مختلف المستويات.تولى الراحل منصبه قبل نحو عامين، حيث عمل على تحسين آليات العمل في الوزارة، لاسيما في عملية تحوّل نحو «الميكنة».وكان الشمالي قبل تعيينه وكيلاً، منتدباً من قبل الوزير الأسبق عبد المحسن المدعج، كمستشار ورئيس للجنة القانونية الاستشارية في الوزارة.«التجارة» لبست أمس وشاحاً أسود حداداً على فقدان وكيلها، الذي دأب الجميع على وصفه بالأخ والصديق.عُرف الشمالي بتواضعه وتواصله مع الجميع عبر سياسة «الباب المفتوح». كان حريصاً على سماع مختلف وجهات النظر.«الكويت فقدت رجلاً من طراز رفيع»، بهذه الكلمات نعى وزير «التجارة» خالد الروضان الوكيل الشمالي.وفي تصريح خاص لـ «الراي» قال الروضان «كان الراحل رجلاً في مواقفه على المستوى الشخصي، ورجل دولة في أدائه المهني، ما يجعل رحيله خسارة كبيرة لكل من عرفه أو عمل معه».ولفت الروضان إلى أنه «فور توليه شؤون الوزارة، تعامل الشمالي معه ككتاب مفتوح، وكان مثالاً لمقولة إن الرجال بأفعالها».وأوضح الروضان أن «الشمالي لم يكن يهتم بالمنصب، وكان كل ما يشغل باله مصلحة العمل، وصالح الكويت، وهو ما جعله يشعر بعبء الأمانة، ليتحمل مسؤوليتها دون تقصير في واجبه المهني، حتى توفاه الله، وهو يؤدي عمله باحثاً عن صالح الكويت وأهلها، لنفقد أخاً عزيزاً، ومثالاً يحتذى به على كل الأصعدة».من جهته، قال الوكيل المساعد لقطاع الشركات والتراخيص التجارية، الدكتور عبدالله العويصي لـ «الراي»، إن«الفقيد كان مثالاً للرجل الوطني الفاضل، وهو ما ظهر في حرصه على الوزارة والعمل بها، فضلاً عن حبه الكبير للكويت».وأضاف العويصي«يؤجر الرجل، إذ إنه لقي ربه وهو يعمل جاهداً من أجل مصلحة وطنه، بعد وفاته أثناء مهمة رسمية في خارج الكويت».بدورها، أكدت الوكيل المساعد لقطاع الشؤون الإدارية والمالية في«التجارة»، سميرة الغريب، أن«الراحل على المستوى الإنساني كان أخاً وزميلاً وصديقاً للجميع قبل أن يكون رئيساً في العمل، وتميز بطيب الحديث واحترامه للجميع».ولفتت الغريب إلى أن«وفاة الشمالي تُعد خسارة للجميع، سواء للوزارة أو للكويت ككل، إذ إنه مثال للقيادي الذي يعمل بإخلاص وجهد من أجل تطوير المنظومة التي يعمل بها، لاسيما وأنه ملم بتفاصيل القطاعات كافة للوقوف على احتياجاتها، وسبل تطويرها بالتعاون مع بقية الزملاء في الوزارة، وذلك كونه رجل قانون تميز بالعمل الدؤوب والجهد والمثابرة».وأكدت أن«الشمالي كان مكسباً للوزارة، وبخسارته لا تكفي الكلمات لرثائه أو الحديث عن مناقبة، إذ يعجز اللسان عن التعبير».أما الوكيل المساعد للشؤون الفنية وتنمية التجارة، عبدالله العنزي، فقد أكد أن الكويت فقدت أخاً عزيزاً ترك الدنيا، مغترباً وهو مثابر على العمل من أجل وطنه.وأشار إلى أن وفاة الشمالي تركت أثراً في نفوس كل العاملين بالوزارة.
اقتصاد
وفاة خالد الشمالي خلال مهمة عمل في واشنطن
«التجارة» تفقد... وكيلها
08:53 ص