ليعذرنا وزير التربية الدكتور محمد الفارس، الذي نكن له ولقيادات التربية كل احترام، فمستقبل طلبتنا والكفاءات التعليمية والتربوية لا تجهل ما يتعرضون له? ونحن لم نكتب هذا المقال إلا بعد محاولة الالتقاء بهم عبر الطرق الرسمية.وقلت في نفسي? كاجتهاد شخصي? لم لا نبحث موضوع التعليم في الديوانية الأسبوعية لنطرح التساؤل الآتي: من هو السبب وراء تدني مستوى التعليم: هل هو نحن كأولياء أمور وطلبة أم النظام التعليمي والإدارة المدرسية والمنطقة والتوجيه والقطاع؟وبعد نقاش ومداخلات، تبين لنا أن الخلل يقع في طريقة معالجة أسباب تدهور مستوى التحصيل العلمي من جهة، ومن الجهة الآخرى تحميل المدرس مهام إدارية إضافة إلى ضعف المناهج التي تعرضت إلى تجارب غير مجدية والتي أشرنا إليها في مقال سابق.لذلك? سنعرض أمثلة بسيطة ونترك التحليل والاستنتاج لمعالي وزير التربية وقيادات الوزارة:ـ طالب في المرحلة المتوسطة يسقط في مادة اللغة الإنكليزية، وبعد معاينة الدرجات تبين أن الطالب قد حصل على درجة عالية جدا جدا قريبة من الـ 40 في الاختبار، لكن المعلم أعطاه فقط 7 درجات من 40 في الأعمال... كيف يحصل هذا وأي منطق يقبله؟ـ معلم كفاءة تجاوز بنجاح اختبار الوظائف الإشرافية ويتعرض لشكوى كيدية ويحفظ التحقيق، وبعد عام يفتح التحقيق مرة آخرى لتقع عليه عقوبة تحرمه من التثبيت في الوظيفة التي حصل عليها بكفاءته... فهل يعقل هذا؟ـ جامعة الكويت عبر التوجيه توكل مهام تدريب الطلبة لمعلم، ويتفاجأ المعلم بأنه غير متفرغ للطلبة والسبب تعسف الإدارة المدرسية: من هو المسؤول؟ـ غالبية المدرسين لا يعطون واجبات للطلبة... فنحن كأولياء أمور لم نر أي واجب قد طلب من أبنائنا!ـ انعدام التواصل بين المدرسة والبيت حتى مع زيادة عدد «الدواحات».هل يعني هذا فساد الإدارة؟ وإن كان هو الحال كما يبدو لنا من هذه الأمثلة البسيطة? فأين دور المنطقة وقياديي قطاع التعليم العام والرقابة المفروض اتباعها؟نحن نتحدث عن مأساة تعليمية خاصة بعدما لاحظنا تعسف البعض كردة فعل لخفض بدل الإيجار و«طلعوا حرتهم بالطلبة» وزد عليها تكاثر مراكز التقوية والدروس الخصوصية.المعلم المظلوم... يشتكي لمن؟الطالب المحروم من درجة الأعمال من ينصفه بعد أن تم رصد درجات الفترة؟المسؤول الذي يواجه بعقاب على جرم لم يرتكبه... من ينصفه؟التحصيل العلمي الذي أصبح كـ «بيض الصعو» أين نحصل عليه ومتى يتحقق؟ وحلم تطوير التعليم وتعزيز دور المعلم المجد في عمله متى يصبح حقيقة؟وهل لدى الوزارة رؤية لمستوى التعليم «يعني بالرؤية المستوى الذي تطمح الوزارة بلوغه بين الدول المتقدمة في مستوى التعليم خليجيا وعربيا وعالميا حسب المؤشرات العالمية والعربية»؟نعلم علم اليقين جميعاً من وزير وقيادات وأولياء أمور ومهتمين بالتعليم، أن التنمية الحقيقية لأي مجتمع تبدأ من تطور التعليم وتحسين مستواه، ولهذا السبب بسطنا أمثلة موجزة جدا لا نعرضها كشكوى، بل نرفعها لعل القيادات تدرك ما نعانيه نحن كأولياء أمور ومتابعين لمؤشر التعليم وهو يهوي إلى مستويات منخفضة في شكل سريع.أعتقد والاعتقاد هنا أقرب إلى الحقيقة، بأننا نحتاج إلى من يقف متفرغاً ولو ليوم واحد أمام الطلبة وأولياء الأمور ليفهم سر المعاناة التي نواجهها. ومن الجانب الآخر نطالب الوزارة بفتح باب تلقي التظلمات ليتم بحثها بشكل محايد، ومن ثم يتم وضع اليد على الجرح ويتم رسم إستراتيجية إصلاحية للتعليم كون التعليم يعتبر أولوية قصوى يجب أن ننتبه لها قبل فوات الأوان... والله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi