في مؤشر يحمل دلالة على أن «فورة» ربما شارفت على نهايتها، سجلت القيمة المتداولة في البورصة أمس أسوأ مستوياتها منذ مطلع العام الحالي.وفيما كانت السيولة المتداولة على عتبة 100 مليون دينار خلال الأسابيع القليلة الماضية، فإنها هبطت أمس دون 24 مليون دينار، ما دفع كبار اللاعبين في السوق إلى تغيير «التكتيك» عبر وضع أوامر شراء عند مستويات الدعم، قناعة منهم بأن تلك الأسعار مناسبة للاستثمار، وتمثل فرصاً لتجميع أكبر قدر ممكن من الأسهم تمهيداً لجولة جديدة من النشاط يأملون أن تكون قريبة.ويبقى استقرار الوضع، وعودة النشاط إلى البورصة مرهوناً بعوامل الدعم التي من أبرزها أموال الاستحواذ على «أمريكانا»، إذ يتوقع أن يحظى السوق بـ 150 مليون دينار كحد أدنى من سيولة بيع أسهم الشركة التي تفوق 280 مليون دينار، والتي ينتظر تسليمها خلال الاسبوعين المقبلين.في المقابل، لم يمنع استقرار الأسهم التشغيلية الصغيرة والقيادية من تنفيذ عمليات تسييل وجني أرباح وبيع عشوائي من قبل مضاربين كانوا يلعبون دوراً محورياً منذ بداية العام في رفع احجام السيولة المتداولة الى مستويات لم تشهدها البورصة منذ عامين وأكثر.وفي حين علق أحد مديري الاستثمار على ما يجري بالقول «يبدو أن حليمة عادت لعادتها القديمة»، رأى آخرون أن فبراير هو شهر التصحيح، وجني الأرباح بعد موجات الارتفاعات الأخيرة، سواء على صعيد الأسهم أو مستوى القيم المتداولة والمؤشرات العامة.وأضافوا أن السيولة التي دخلت السوق على مدار الشهرين الماضيين، وما يزيد على تلك الفترة لم يخرج، فهناك جانب كبير منها تم توظيفه بالفعل من خلال مراكز في شركات تشغيلية كانت ولا تزال تتداول عند مستويات مناسبة جداً للاستثمار متوسط وطويل الأجل.وأوضحوا أن خروج هذه السيولة بين يوم وليلة هو ضرب من الخيال، مشيرين إلى أن غالبية الأموال التي توجهت للأسهم هي أموال باردة تعود الى كبار الملاك ومحافظ ذات نفس طويل، لافتين الى أنه في حال كانت في مجملها مضاربية لشهد السوق انهياراً خلال الجلسات الماضية.وقال مدير قطاع الصناديق في شركة الاستثمارات الوطنية، مثنى المكتوم، إن ما يحدث في السوق من تراجع للسيولة لا يُقلق، لافتاً الى تأثر التداول ببعض التطورات التي شهدتها الساحة أخيراً.وذكر أن من تلك التطورات ما شهده ملف «أجيليتي» ومصادرة احد استثمارات الشركة بالعراق، اضافة الى بعض التطورات الاخيرة الخاصة بشركة أعيان وهيكلتها والتجارية العقارية وأوج واعيان العقارية في السعودية.وتوقع المكتوم ان تستقر أوضاع السوق عن قريب خصوصاً مع دخول سيولة صفقة الاستحواذ على أسهم «أمريكانا» في حسابات المساهمين ومنها الى البورصة التي تمثل الوعاء الانسب لها بعد التخارج من الشركة.وذكر ان تسجيل معدلات السيولة لمستويات كبيرة خلال يناير كان استثنائياً، ومن الوارد ان تستقر احجامها بين 30 و40 مليون دينار، مع حدوث ارتفاعات من وقت الى آخر، إلا أن ارتفاع قيمة الاسهم سيرفع معها القيم العامة المتداولة يومياً.وتوقع المكتوم ان يكون لبعض العوامل أثرها الإيجابي خلال الفترة المقبلة، ومنها التوزيعات النقدية للشركات والمجموعات إضافة الترقية المرتقبة للسوق، والتي ستضع البورصة في نطاق الرادار العالمي للاستثمار، (العيون تتجه الى مراجعة مؤشر «فوتسي» خلال مارس).وقد أنهت البورصة تعاملاتها أمس على انخفاض بسبب عمليات جني الأرباح والضغوطات البيعية التي انتهجتها بعض المحافظ المالية على أسهم منتقاة من أجل التبكير بإغلاقات شهر فبراير، وهو ما عكسته المؤشرات الرئيسية لاسيما المتعلقة بالقيمة.ولعبت بعض المحافظ دورا في تأسيس بعض المستويات السعرية للكثير من الأسهم التي تتراوح أسعارها بين 50 و100 فلس في القطاعات التي كانت في مرمى المتاجرة خلال ساعات الجلسة.وكان لافتا في تداولات الجلسة الغياب شبه التام على حركة الكثير من الأسهم التشغيلية والقيادية المدرجة في القطاعات المهمة كالبنوك والاتصالات والعقارات والخدمات وهو ما ترجمته الإغلاقات المتراجعة لمكونات مؤشر (كويت 15).واستحوذت حركة مكونات مؤشر أسهم (كويت 15) على 20.9 مليون سهم بقيمة نقدية بلغت 9.1 مليون دينار تمت عبر 833 صفقة نقدية ليغلق المؤشر عند مستوى 8. 968 نقطة.وأقفل المؤشر السعري منخفضا 28.9 نقطة ليبلغ مستوى 8. 6780 نقطة محققا قيمة نقدية بلغت 24 مليون دينار من خلال 213.5 مليون سهم تمت عبر 5709 صفقات نقدية.