رغم أنها في المجال الفني منذ ما يقارب الخمسة وعشرين عاماً، إلا أنها ترى عدم حصولها على فرصتها الحقيقية، والسبب هو سيرها عكس التيار في ظل عصر يمشي بسرعة... هكذا هي حال الفنانة اللبنانية تانيا صالح التي اتخذت لنفسها لوناً فنياً مميزاً جعلها تصل إلى ربع المشوار حتى الآن.«الراي» التقت صالح التي كانت قد أنهت قبل أيام ورشة عمل للتصميم والرسم بالتعاون مع أكاديمية «لوياك» للفنون الأدائية «لابا»، قدمت خلالها خبرتها في مجال الإعلانات والفنون الجميلة والموسيقى للشباب الكويتي الذي رأت أنه موهوب ويريد التغيير في مجتمعه إلى الأفضل، وأنه فعلاً يمتلك طموحاً لا حدود له وأفكاراً جميلة وبنّاءة، مشيرة إلى وجود مشاريع أخرى ستجمعها مع «لوياك» في الفترة المقبلة.وعلى صعيد الفن، اعتبرت صالح أنها تمشي عكس التيار، «وهو ليس بالسهل في ظلّ تواجدنا بزمن صعب إيقاعه سريع (ما دخل براسي)، بعدما ولّى زمن الأخوان رحباني وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وغيرهم من الفنانين الحقيقيين».وأكدت صالح أنها، وقبل الانتهاء من ألبومها الغنائي الجديد الذي تنتجه وزارة الخارجية النرويجية بالاشتراك مع شركة «KTV» النرويجية، لن تفكر في إحياء أي حفل غنائي بالفترة الحالية.• قبل كل شيء... كيف تعرّفين نفسك أمام الجمهور الكويتي؟- تانيا صالح، مغنية ومؤلفة أغان وفنانة تشكيلية لبنانية خريجة «الجامعة اللبنانية الأميركية» ثم أكملت دراستي في إحدى جامعات باريس. بدأت بتأليف موسيقى الإعلانات منذ سنوات عديدة مضت، كما شاركت في فرقة «كورس» تابعة للفنان زياد الرحباني، وفي الغناء بأعمال الفنانين شربل روحانا وتوفيق فروخ، ثم تعاونت مع زوجي فيليب طعمة على تأليف ألبومي الغنائي الخاص الأول «تانيا صالح» في العام 2002، بعده تلاه صدور ألبومين آخرين لي.• قبل أيام انتهيت من ورشة عمل مع «لوياك»... حدثينا عنها؟- كنت سعيدة جداً بالتعاون مع أكاديمية «لوياك» للفنون الأدائية «لابا» في ورشة عمل للتصميم والرسم، إذ فيها تعلّموا كيفية تصميم الملصقات وتوليد الأفكار الفنية التي ترافق عادة العروض الفنية. وهذه الورشة استمرت على مدار ستة أيام قابلت خلالها نخبة من الشباب الطموح والمجتهد الذي يمتلك رغبة في التعلم. ومن خلال خبرتي في مجال الإعلانات والفنون الجميلة والموسيقى، رأيت أنني أستطيع مساعدة غيري من الشباب في كيفية اكتشاف قدرته على صناعة هوية لأي غرض فنياً كان أو تجارياً.• كيف تمّ التعاون مع أكاديمية «لوياك»؟- عندما شاركت معهم قبل نحو أربعة أشهر مضت في حفل غنائي، التقيت رئيسة مجلس الإدارة فارعة السقاف التي أعجبت كثيراً بشخصيتها وفكرها وأهدافها، كونها امرأة في مجتمع ذكوري صعب استطاعت أن تقوم بالعديد من النشاطات لمساعدة جيل الشباب، ومنها رغبت في أن يجمعني معها تعاون، فكان النتاج هذه الورشة التي تحدثت عنها، والتي لن تكون الأخيرة، إذ هناك اتفاق لعدد من المشاريع المقبلة سيتم التصريح عنها لحين نضوجها واكتمالها.• ما رؤيتك بعد تلك الورشة عن الشباب الكويتي؟- في كل مرة أزور بها الكويت أشعر بالراحة النفسية، وأنني في مكان مليء بالأمن والأمان، وهو من شأنه أن يولّد الإبداع لأي شخص. وعندما احتككت بالشباب الكويتي من خلال ورشتي مع «لوياك»، لفت انتباهي أن غالبيتهم، خصوصاً من درس في المدارس الأجنبية، لا يتقن التحدث باللغة العربية بشكل جيد بقدر براعته باللغة الإنكليزية وهو ما أزعجني، خصوصاً أننا نعاني منه في لبنان أيضاً. لكن بالمقابل، لمست أن الشباب الكويتي موهوب، ويريد التغيير في مجتمعه إلى الأفضل، وأنه فعلاً يمتلك طموحاً لا حدود له وأفكاراً جميلة وبنّاءة، لكن لا يريد التحليق بها داخل بلداننا العربية لأنها لا تتناسب معها في ظلّ الإحباط الموجود.• على صعيد الفن... هل هناك حفلات غنائية مقبلة تلوح في الأفق؟- قبل الانتهاء من ألبومي الغنائي الجديد الذي تنتجه وزارة الخارجية النرويجية بالاشتراك مع شركة «KTV» النرويجية، لا أعتقد أنني قد أفكر في إحياء أي حفل غنائي بالفترة الحالية، والفترة الزمنية المتوقعة ليكون جاهزاً هي على نهاية فصل الصيف من العام الحالي، ومن المقرر أن يضم 13 أغنية متنوعة ذات موسيقى عصرية تشبه شباب اليوم، تعاونت فيها مع الموزع والموسيقي التونسي موكا.• هل تعتقدين أن التماشي مع ما يرغبه جيل الشباب هو العمل الناجح؟- طبعاً، من الضروي التماشي مع متطلبات جيل الشباب، كذلك وفي الوقت نفسه يجب عليّ التماشي مع متطلباتي الفنية، لأنه بالنسبة إليّ يجب أن تكون أغانيّ موزّعة بطريقة وأسلوب جديدين كي لا تشبه سابقتها، وأن أكتشف عوالم جديدة كي لا أبقى محصورة في زاوية واحدة، والموسيقى الإلكترونية لم يسبق لي تجربتها في ظل هذا التقدم التكنولوجي طوال يومنا، وهو ما دفعني إلى أن تكون تجربتي الجديدة من خلالها.• لكن ألا ترين أنه من المغامرة تقديم ألبوم غنائي واختيار لون جديد لم يسبق أن خضته مسبقاً؟- بالطبع هو مغامرة، وأنا من محبي المغامرات، ولا أحب البقاء في مكان واحد والاستمرار به حتى لو كان ناجحاً، وهو الأمر الذي سيجعل من الأغاني التي أقدمها باقية ومستمرة حتى بعد موتي.• ذكرت أن الجهة المنتجة للألبوم هي نرويجية... ما السبب؟- إن وجدت شركة عربية تتبنى الفن الذي أقدمه دلّني عليها كي أتعاون معها. ولأكون صريحة معك، هذا التعاون الثاني الذي يجمعني مع الخارجية النرويجية، وسعيدة جداً ومرتاحة معهم، لأنهم لم يفرضوا عليّ أي شروط أو أجندات سياسية لقاء هذا التعاون، بل استمرارهم معي نابع من أجل الفن فقط لا غير، وهو الذي قد لا أجده لدى الشركات العربية التي سيكون لها محسوبيات ما وستحولّني إلى لعبة في يدها.• أنت موجودة في المجال الفني منذ ما يقارب العشرين عاماً، لكنك تسيرين ببطء مقارنة ببقية الفنانات... فهل تعتقدين أنك لم تحصلي بعد على فرصتك؟- صحيح أنني لست بصغيرة في العمر، وأنني في المجال الفني منذ ما يقارب الخمسة وعشرين عاماً، لكن أرى أنني ما زلت في ربع المشوار الذي أسير فيه، وأنني لم أحصل على فرصتي الحقيقية بعد، وعندما يعلم عني كل مواطن عربي في كل الدول العربية وما الفن الذي أقدمه وما الذي أسعى إليه، ربما حينها أكون قد حصلت على فرصتي.• لكن هل من المعقول بعد مرور خمسة وعشرين عاماً، وتقولين إنك ما زلت في ربع الطريق؟- نعم من المعقول، والسبب أنني أقدم فناً ليس كالسائد في الساحة الفنية. وإن كنت قد انتهجت النهج نفسه سواء على صعيد اللون الغنائي أو حتى في الشكل الخارجي من عمليات تجميل وغيرها من الأمر، لكنت حينها قد قطعت شوطاً كبيراً وحققت نجومية أكبر بكثير.• لكنْ هناك كثير من الفنانات قد نجحن في مشوارهن وفعلن ما قلته؟- أنا أمشي عكس التيار، وهو ليس بالسهل في ظل تواجدنا بزمن صعب إيقاعه سريع «ما دخل براسي»، بعدما ولّى زمن الأخوان رحباني وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وغيرهم من الفنانين الحقيقيين، إذ لدي قناعتي الخاصة بأنني لست لعبة يتم اللعب بها ومن ثم رميها بعد مرور مدة من الزمن، بل أفضل أن أبقى موجودة مع مرور الوقت والزمن من خلال فن حقيقي أقدمه.• دوماً تغنين باللهجة اللبنانية فقط... ما السبب؟- لأن معظم الفنانين اللبنانيين يغنون باللهجة المصرية والخليجية، وعندما يغنّون باللبنانية يختارون اللهجة البيضاء كي تفهم، على عكس ما أقوم به عندما أغني، لأنني لا أغني أغنية لكي يسمعها الجميع، بل يهمني أن ترضيني أولاً، وألا تكون مكررة، ومن ثم سيصل كلامي للجميع، لأن الناس لا بد أن يشعروا يوماً ما بالصدق الذي أقوله، خصوصاً أنهم يعلمون أنني لا أغنّي لأجني المال، والفن الذي أقدمه هو من أجل بلدي لبنان.
فنون - مشاهير
حوار / أنهت قبل أيام ورشة عمل للتصميم والرسم مع «لوياك»
تانيا صالح لـ «الراي»: زمن أم كلثوم وعبدالحليم... ولّى!
تانيا صالح
07:00 م