خيّم العزوف عن البيع والتوقف عن الشراء على تعاملات البورصة خلال جلسة أمس، ما دفع القيمة المتداولة الى مستويات متدنية (الأسوأ منذ بداية العام) بالنظر إلى معدلات الأموال التي التي شهدتها عشرات تعاملات السوق منذ بداية العام.وسجلت السيولة انخفاضاً ملحوظاً لتصل دون 30 مليون دينار، إلا أن هذا المستوى يبدو مقبولاً بالنظر الى معدلات النصف الثاني من العام الماضي، فيما أدى هذا التراجع الى حال من الترقب غلبت على تحركات مديري المحافظ والصناديق والأفراد.وتباين أداء المؤشرات العامة للبورصة، إذ ارتفع المؤشر السعري مرتفعاً بـ 26.3 نقطة، علماً انه لم يعد مقياساً منطقياً لمسار التعامل لتأثره دائماً بالأداء المضاربي للأسهم الخاملة، ما يُعطي صورة غير عادلة للتداول.ولعل ثبات المؤشرات وتسجيل الوزني ارتفاعاً بـ 0.6 نقطة وانخفاض الكمية المتداولة من الأسهم تعكس حال العزوف آنف الذكر، في الوقت الذي يتطلب عودة الزخم تدفق المزيد من السيولة مع ارتفاع في معدلات الشراء، وإلا سيظل الحال بهذا الشكل ويكون السوق مُعرضاً لهبوط جديد خلال الفترة المقبلة.وعلق مديرو استثمار على تراجع السيولة بالقول «هناك قناعة بعدم التخارج او البيع بالأسعار الحالية، معظم اللاعبين يترقبون استقرار النظرة الايجابية للسوق لمواصلة بناء المراكز».واضافوا ان السيولة المضاربية هي التي تتحرك على الأسهم الصغيرة، فيما تلاحظ ان عمليات الفرز أدت الى خروج الكثير من السلع الورقية من حسابات المتداولين. واشاروا الى ان التوزيعات النقدية، والسيولة الناتجة عن التخارجات مثل «أمريكانا» وغيرها سيكون لها أثرها حال تم توجيهها الى البورصة، خصوصاً عقب عُطلة العيد الوطني التي تمتد حتى الأحد المقبل.ومن ناحية أخرى، أفاد محلل فني بأن البورصة لم تُعط إشارة سلبية حتى الآن، ولم تُصدر إشارة نحو الصعود والارتفاع، ما يعزز ترقب الاوساط الاستثمارية هذه الأيام تمهيداً لصحوة مرتقبة، لافتاً الى أن تأخر هذه الصحوة قد تكون سبباً في دخول السوق بموجة متضاربة.ورأى أن العديد من الاسهم التشغيلية تقف عند مستوى الدعومات، كما المؤشر العام أيضاً، ما يُشير الى ان البورصة في مجملها تقف عند نقطة محورية، قابلة للدخول في قناة إيجابية وتقبل أيضاً السلبية حال اختفت عوامل الدعم.وبين ان التوجه السلبي قد يكون بعيد نسبياً، وذلك في ظل وجود ارباح متنامية لعشرات الشركات عن السنة المالية الماضية وايضاً للربع الاول من العام الحالي.وكان واضحا من خلال المسار العام للجلسة هيمنة أسهم شركات خاملة على مجريات الحركة منها سهم «نابيسكو» «و»الأنظمة» و»ورقية».وشهدت بعض الأسهم التي دار حولها بعض الأخبار تعاملات جيدة أبرزها سهم شركة «أجيليتي» حيث شهدت تداول 4.4 مليون سهم بقيمة 2.7 مليون دينار تمت عبر 162 صفقة نقدية عند سعر 610 فلوس.ويظهر من الأداء العام للجلسة التحركات الانتقائية على الأسهم العقارية لاسيما التي يبلغ مستواها السعري 100 فلس، في حين شهدت أسهم الشركات المضاربية في ذات القطاع عمليات نشطة أدت الى صعودها وسط اهتمام المحافظ الكبيرة ببعض الشركات القيادية التي بلغت أسهمها مستويات سعرية مغرية.وانشغل بعض المتعاملين بإفصاحات الشركات التي كان أبرزها ايضاح من (المشتركة) بخصوص ترسية عقد إضافة إلى إعلان مجموعة (جي اف اتش) عن جهوزية ملف الجمعية العمومية غير العادية والجمعية العامة العادية للمساهمين.وتابع بعض المتعاملين أيضا إفصاحا لتجديد عقد شركة تابعة لشركة (سنرجي) وإفصاحا لمجموعة (زين) بخصوص شركة (زين السعودية) وافصاحا للشركة ايضا بشأن ضريبة دعم العمالة الوطنية عن عام 2009.واستحوذت حركة مكونات مؤشر أسهم (كويت 15) على 24.8 مليون سهم بقيمة نقدية بلغت 11.4 مليون دينار تمت عبر 732 صفقة نقدية ليغلق المؤشر عند مستوى 57. 957 نقطة.وأقفل المؤشر السعري مرتفعا 3ر26 نقطة ليبلغ مستوى 7. 6792 نقطة محققا قيمة نقدية بلغت 29.9 مليون دينار من خلال 279.9 مليون سهم تمت عبر6184 صفقة نقدية.