أحدثت زيارة رئيسة «الجبهة الوطنية» الفرنسية، المرشحة للانتخابات الرئاسية مارين لوبن لبيروت في يومها الثاني أمس «ضوضاء سياسية» نتيجة موقفها المؤيد للرئيس السوري بشار الاسد، و«الملابسات» التي رافقت زيارتها، التي لم تتم، لدار الفتوى للقاء مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان.فمرشحة اليمين الفرنسي المتطرف كانت وصلت الى حرم دار الفتوى ثم غادرت من دون ان تلتقي المفتي دريان بعدما رفضت وضع الحجاب على رأسها قائلة «حين التقيت شيخ الازهر لم ارتد الحجاب ولن ارتديه الآن».بعد هذا الموقف «الاستعراضي»، أوضح المكتب الاعلامي في دار الفتوى أن «لوبن، رفضت وضع غطاء الرأس كما هو متعارف عليه عند زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية»، مشيراً الى «أن المكتب الإعلامي كان أبلغ المرشحة الرئاسية عبر أحد مساعديها، بضرورة غطاء الرأس عند لقاء سماحته كما هو البروتوكول المعتمد في دار الفتوى».ولفت إلى أنه «عند حضورها إلى دار الفتوى، فوجئ المعنيون برفضها الالتزام بما هو متعارف عليه بغطاء الرأس»، مضيفاً «بعد تمني المعنيين عليها وإعطائها الغطاء لوضعه على رأسها رفضت وخرجت من دون إتمام اللقاء المتفق عليه مسبقاً»، معرباً عن أسفه «لهذا التصرف غير المناسب في مثل هذه اللقاءات».من ناحيتها، (وكالات) قالت زعيمة «الجبهة الوطنية» بعد وصولها إلى دار الإفتاء، وتقدم أحد الموظفين منها لإعطائها منديلًا لتغطية رأسها:«لم تطلب مني السلطة السنية الأعلى في العالم هذا، ولذلك لا أرى سببًا له»، في إشارة إلى لقائها في مايو من العام 2015 شيخ الازهر أحمد الطيب في القاهرة.وتابعت لوبن:«لكن الأمر ليس مهما، انقلوا الى المفتي احترامي، لكنني لا أغطي رأسي» قبل أن تغادر المكان. وفي وقت لاحق، قالت لوبن للصحافيين المرافقين لها:«أبلغتهم (اول من) أمس أنني لا أغطي رأسي، ولم يبادروا إلى إلغاء الموعد، فاعتقدت أنهم وافقوا على ذلك»، مضيفة:«لا أغطي رأسي، وسعوا إلى فرض ذلك عليّ، ووضعي تحت الأمر الواقع.. لا يمكنهم وضعي تحت الأمر الواقع».ورأت اوساط مهتمة بزيارة لوبن أن ما حدث ربما يعكس رغبة دار الفتوى الضمنية بعدم إتمام الزيارة، ورغبة رئيسة «الجبهة الوطنية» الفرنسية في الفوز بمشهد استعراضي يمكن توظيفه في سياق حملتها الانتخابية في بلادها.ولم تمر تصريحات لوبن المؤيدة للاسد من دون أصداء عكست استياء لدى بعض الاوساط اللبنانية، فالزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط «غرد» على حسابه على «تويتر» قائلاً:«ان تصريحات السيدة لوبن اهانة بحق الشعبين اللبناني والسوري».اما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي استقبل مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية، فكشف انه أبلغ الى لوبن «ان الاسد من اكبر الارهابيين ولا يمكن نسيان اعماله العسكرية في لبنان والارهابية ضد ثورة الارز».واعتصم ناشطون بعد ظهر أمس، اعتراضاً على زيارة لوبن ومواقفها المتطرفة في منطقة «زيتونة باي» في بيروت، تزامنا مع مؤتمر صحافي عقدته في المكان نفسه في ختام زيارتها.وفي باريس، أعلن حزب «الجبهة الوطنية»، أن المحققين الفرنسيين فتشوا مقره على خلفية مزاعم إساءة استخدام أموال الاتحاد الأوروبي.