القدر الذي جمع الإعلاميين عبدالرحمن الراشد وريما مكتبي، مع حفظ الألقاب، هو القدر الذي حجب الخبر عن علمي لأعرفه متأخرا عشية عيد العشاق، بعد مرور نحو مئة يوم على هذا الزواج الذي يقول مقربون من الطرفين إنهما لم يفترقا خلال هذه المئة يوم ولا يوما.خلال المئة يوم تلك عادت ريما إلى شاشتها القديمة والأعين مصوبة نحوها تبحث في نشرات الأخبار التي تذيعها عن خبر وحيد أعلنته لتعيد جادة الانتباه الى عملها الذي انشغل عنه الفضوليون قبل أن تنهي فضولهم وتعيد توجيه مساره بكلمتين: نعم تزوجت.ريما التي اعتادت الانشغال منذ بدأت مع بداية قناة المستقبل في إعادة تعريف الجمال العربي من خلال وجوه مقدمات برامجه كانت ريما أشهرهم حتى هربت من قفص الأنوثة.وسعت جاهدة أن ترضي طموحها المهني بجدية مفرطة فسرها كثيرون بأنها ثقل دم في برامج المنوعات التي صبرت عليها كثيراً وعانت قبل أن تقرر كسر القيد الذي حاصرها، لتغير هويتها من مذيعة إلى مراسلة في القناة التي أسسها وأدارها عبد الرحمن الراشد الإعلامي الخليجي الأبرز وأشهر عازب خليجي هارب من قفص الزواج.وهكذا التقيا: هارب وهاربة، عازب وعازبة، عازف وعازفة، إعلامي وإعلامية، جاد وجادة، لكن الأقطاب المتشابهة لا تتجاذب.قد لا يكون اللقاء الأول الذي جمعهما تقليدياً. روتين طبيعي انبهر فيه الراشد بجمالها أو انبهرت هي فيه بحضوره الآسر وشخصيته وكاريزمته ورقيه وأسلوبه وأدبه وجنتلته، بل ربما العكس صحيح فإن التقليدي لشخصين غير تقليديين أن تجاهل كل طرف منهما الآخر، لأنه «شاف كثير ولسه ياما حيشوف»فسارا على خطين متوازيين لم يلتقيا حتى انكسرت، كسرتها أزمتها الصحية، وفي الأزمات تظهر معادن الرجال ومعدن عبد الرحمن النبيل لم يكن في حاجة لإثباته في قول ريما إنه لم يفارقها لحظات الألم والمرض والعلاج والتعافي حتى صار الزواج مصيراً بدهياً ينتظر طرفين تشاركا حلو الحياة ومرها دون اعتبار للفارق العمري الذي يتراوح مزاج المجتمع في اعتباره صغيراً أم كبيراً.وعند مرض النساء اعتدنا نموذجين للرجل الخليجي، نموذجاً يقف إلى جانب زوجته بحكم العشرة والمودة والرحمة والواجب والأصول، ونموذجاً يبحث عن امرأة بديلة أصغر عمراً وأكثر جمالاً وصحة، ويوجه دعوات زواجه الجديد في وقت خضوع أم أولاده لجلسات كيماوي يعذره فيها المجتمع وربما حتى الزوجة والأبناء.ولأن عبدالرحمن الراشد ليس من النوع المعتاد مهنياً وإنسانياً، فهو كبير بطبعه وقدر الكبير أن يظل كبيرا، تزوج الإنسانة التي عايش مرضها وشفاءها وكان سندها لتكون سنده أمام مجتمع انشغل بتفاصيل الحكاية عن مضمونها.حكاية حب واقعية جميلة شديدة الرومانسية شاء القدر أن أعرفها في عيد العشاق.ولو لم يكن بطلاها مشهورين، لما عرفنا بها. تستحق التوثيق لأنها تثبت أن حولنا الكثير من الحكايا التي لم نسمع عنها فقطار الحب يمر ولا يمضي.@reemalmee