من أكثر الأيام إثارة للجدل!إنه «عيد الحب»!فلا يكاد يقترب الرابع عشر من فبراير، حتى تصطبغ الدنيا بلون الورد الأحمر والقلوب الحمر، والقبعات الحمراء!وفي الوقت الذي يحتفي فيه الكثيرون بهذا اليوم، سواء من العشاق أو من لم يلامس العشق قلوبهم بعد... يقف على الضفة الأخرى كثيرون أيضاً يعتبرونه يوماً عادياً بلا هوية خاصة لا يستحق حفاوةً استثنائيةً، ولا يستأهل استقبالاً متفرداً!«الراي» التقت كوكبة من الفنانين، من دون انتقاء، فإذا بهم يتوزعون على الفريقين المتعارضين. ففيما رأى البعض 14 فبراير يوماً لتذكر الحب بين الناس كافةً وتجديد العهد على مزيد من التسامح والتراحم والتعايش، أعرب البعض الآخر عن عدم اكتراثه لهذه المناسبة استناداً إلى أن الحب ليس له يوم بعينه ولا تاريخ محدد!لكن... في كل الأحوال تحدث الفريقان - إلى «الراي» - عن هذا اليوم، وما يتذكرونه من ملامحه البعيدة، وما يرتبط به في ذاكرتهم من أحداث أو عبارات أو هدايا!الرؤى كانت متعارضة، والجدل حامي الوطيس... بينما خلفية المشاهد كانت دائماً حمراء اللون... أما التفاصيل فتنساب في هذه السطور:البداية كانت مع الفنانة طيف التي تحدثت عن ذكرياتها في هذا اليوم قائلةً: «كل عام كان أشد ما أحرص عليه هو أن أهنئ والدتي، وأبادر بمعايدتها وأقدم لها وردة»، مستدركةً أنها حالياً تفتقد والدتها «الغالية» التي رحلت قبل سنوات، ومردفةً: «لم يندمل جُرح فقدها إلى درجة أن قلبي يكاد يتوقف عندما أستمع إلى أغنية (ست الحبايب)، لأنني بالفعل أفتقدها، وبالمقابل أجد الحب الصادق مع أبنائي، الذين يحرصون بدورهم على أن يقدموا لي الورد في هذا اليوم، أو هدية بسيطة ليعبِّروا بها عن حبهم لي».طيف أكملت: «أنا أبادل أبنائي المشاعر الجميلة في عيد الحب، بل في كل الأيام، وكل هدية من أبنائي تساوي في نظري الدنيا بما فيها... ومن جانبي لا أقدم لأحد معين هدية، بل أقول - عبر (الراي) - لعيالي ولجميع الزملاء في الساحة الفنية، وللشعب الكويتي العزيز وجميع الناس: كل عام وأنتم بخير».بدورها التقطت الفنانة الدكتورة عبير الجندي طرف الخيط قائلة: «الحب مفتاح القلب، ويجب أن يكون كل يوم حافلاً بالحب والتسامح»، معتبرةً «أن البشر حددوا هذا اليوم لتبادل المشاعر الجميلة، وجعلوا منه يوماً للمحبة والتواصل مع أقربائهم وتعزيز صلة الرحم، كما يتذكرون أنفسهم بعيداً عن الروتين اليومي»!وزادت الجندي: «أما عن زوجي، فلا أرى أغلى من أني أعطيه قلبي، وهو بدوره يعطيني قلبه، وهذا أمر لا يقدَّر بثمن، في ظل الحب والرحمة والألفة، وقد نطلق كلمة جميلة مرهفة تُغني عن مال الكون... وقد تكون مؤازرة زوجي لي في موقف أكبر دليل على حبه لي، وأقيم من أي هدية... والقلب هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن سرقته»، مردفةً: «أقول للناس: أحب نفسك، ولا تنتظر الحب من الآخرين... والحب ليس هناك أجمل منه، وأعظم ما فيه ألا يكون مشروطاً، وأنصح الجميع: أحبب لأخيك ما تحبه لنفسك».في هذا السياق، وصف الفنان حسين المهدي عيد الحب بقوله: «الحق أن هذا اليوم لا يشكل لي أي أهمية أو خصوصية معينة، بل أعتبره يوماً عادياً يمر مثل غيره مرور الكرام»، متابعاً: «لم أتعود من قبل أن أُهدي أحداً أي شيء في هذه المناسبة، لكنني أُهدي حبي وشعوري إلى الكويت، وبصراحة ليس من خلال ورد أو أي هدية، بل من خلال ولائي وانتمائي الصادقين، ومحبتي لبلدي وحرصي على خدمته». المهدي تابع: «أحياناً أتلقى ورداً من المعجبين، وبطبيعة الحال هذا أمر يسعدني، ولكنني - أصارحك القول - لا أحب الورد أصلاً، كما ليست هناك أغنية معينة تعبّر عن عيد الحب بالنسبة إليّ... وأقول لك الحق: إنني لا أجد في هذه المناسبات أهمية تُذكر، لكن أحياناً من باب المجاملة أُضطر إلى تبادل التهاني مع المحيطين بي»!في الإطار ذاته، تحدث الفنان عبدالله التركماني قائلاً: «هذا العام سأقدم ثلاث وردات إلى والدتي وزوجتي ووالدة زوجتي... والمعروف أن هذه المناسبات تهتم بها الزوجات أكثر منا نحن الأزواج»، مضيفاً: «زوجتي وعدتني بهدية، وأعترف بأنها أغلى من هديتي، ولا يوجد مبلغ معين أنفقه في هذا اليوم، وأنا أرى أن شيئاً رمزياً بسعر بسيط يمكن أن يعبر عن الحب والإعزاز أكثر من شيء غالٍ إذا لم يكن يصاحبه شعور مرهف ومقدّر، وبصراحة أجد أن الحب الصادق والنظيف ليس له يوم واحد وتاريخ ثم ينفض، بل هو ممتد وباقٍ مع الثقة والرحمة والتسامح».من جانبها، أعربت الفنانة ياسة عن شعورها بهذا اليوم قائلة: «عيد الحب هو نفسه عيد ميلاد زوجي... لذا أعتبر هذا اليوم مناسبة مهمة، وأتذكر في أول سنة جمعتنا أنه قدم لي هاتفاً نقالاً، أما أنا فأهديته ساعة»، مواصلةً: «في ما يتعلق بالقيمة المادية للهدية، لا أرى أنها تعني لي شيئاً إطلاقا، إذ يمكن لهدية لا تتجاوز 100 فلس أن تسعدني أكثر من هدية قيمتها 100 دينار، وأتذكر الأغنية التي تجمعني مع زوجي، وهي (كل عام وأنت حبيبي)، وعيد هذا العام سيكون قمة السعادة، لأنه يجمعني مع زوجي وأبنائي الذين هم جميعاً أحبابي».أما المخرج علي البلوشي، فقال: «زوجتي قدمت لي في العام الماضي هدية متواضعة دليلاً على حبها وتقديرها لي... وبالمناسبة، هذا اليوم تحديداً لا يعني لي شيئاً معيناً... وبلا شك هذا العام سيكون الاحتفال مع زوجتي، وهي لا تطوِّف أي مناسبة سعيدة واهتمامها أكثر مني بهذه الأمور، وأتذكر أن أكثر مبلغ قدمته لها في عيد الحب كان سبعمئة دينار، وإن كنتُ أراها تستاهل أكثر.. والأغنية العالقة في بالي (كل عام وأنت الحب)»، مكملاً: «برغم كل هذا أنا لا أرى هذه المناسبة مهمة، وأنا أستند إلى أن الحب الشريف ليس له يوم معلوم ولا تاريخ محدد».من زاويته، تحدث الفنان علي الحسيني مع «الراي» عن عيد الحب قائلاً: «هذا اليوم ليست لي معه أي علاقة، ولا أكترث لمروره إلا بقدر ما أهتم بغيره من الأيام العادية»، متابعاً: «كل حبي أمنحه للوالدة فقط، وأتذكر أني أهديتها مرة طاقماً ذهبياً»، مضيفاً: «كل سنة أحرص على أن أقدم للوالدة هدية، مع العلم أنني طوال السنة إن وجدتُ شيئاً للغالية أمي أهديها إياه بمناسبة أو من دون مناسبة، أما أهلي فهم دائماً ما يقدمون لي الهدايا... ولكن في مناسبات أخرى».
فنون - مشاهير
استطلاع / تحدثوا إلى «الراي» عمَّا يحتفظون به من ذكرياته... وبعضهم لم يكترث بمجيئه
عيد الحب في عيون الفنانين احتفال بالعشق والعشاق... أم يوم عادي بلا هوية خاصة؟
09:13 ص