فيما أكد نائب وزير الخارجية السفير خالد الجارالله ان «الكويت لا تعير أي اهتمام للتصريحات العراقية غير الرسمية التي تؤجج وتغالط الواقع في شأن قضية خور عبدالله»، أوضح ان «ما تم الاتفاق عليه بين الكويت والعراق في شأن خور عبدالله هو تنفيذ اتفاقية لتنظيم الملاحة فقط وليس ترسيما للحدود، فالترسيم تم الانتهاء منه وفقا للقرار الاممي 833».وقال الجارالله في تصريح صحافي مساء أول من أمس على هامش مشاركته في حفل الاستقبال الذي اقامته السفارة الايرانية بمناسبة عيدها الوطني «ان اتفاقية تنظيم الملاحة بين البلدين في خور عبدالله تم التوقيع عليها عام 2012، وحاليا بصدد تنفيذها ووضع الاسس الفنية لها»، مضيفا انه «خلال اخر اجتماع في يناير الماضي كان هناك محضر اجتماع ايجابي، ويؤكد فنية هذه الاتفاقية والعملية الفنية للملاحة في خور عبدالله».وفي شأن تهديد العراقي المسمى ابو عزرائيل للكويت، والذي تزامن مع وصف احد نواب البرلمان العراقي الكويت بأنها عراقية، اكد الجارالله ان «الكويت تنظر للجانب الايجابي من الصورة وتصريحات المسؤوليين العراقيين ولا تعير اي اهتمام او انتباه لمثل تلك التصريحات والمحاولات التصعيدية»، مضيفا أن «التصريحات العراقية الرسمية التي صدرت من قبل كل من رئيس الوزراء ووزير الخارجية كانت جيدة وايجابية، ونعتقد أن المهم في هذا الاطار هو التصريحات الرسمية، والكويت ترحب بالتصريحات التي تهدف الى التهدئة، ولا تعير أي اهتمام لأي تصريحات اخرى تؤجج وتغالط الواقع و الحقيقة».وحول ابداء وزير خارجية ايران أخيراً استعداد بلاده فتح حوار مع دول التعاون في قضايا اليمن وسورية، قال «لقد تلقينا هذه التصريح بكل ترحيب وايجابية وهذا بالفعل ما نتطلع اليه، لان الحوار سيكون من مصلحة ايران ودول الخليج ودول المنطقة، وسيسهم بشكل فعال في احتواء الكثير من بؤر التوتر في المنطقة سواء في اليمن او سورية او في اي مكان آخر لدى منطقتنا، كما ان هذا الحوار سيقود في النهاية إلى تطويق الصراعات ومعالجة بؤر التوتر في المنطقة».وعن تطور الصراع بين دول المجلس وايران وخصوصا بعد المهاجمة الاخيرة للزورق الحربي السعودي في اليمن، نفى الجارالله بشدة وجود صراع مع ايران، بل «علاقات مع ايران نحاول بناءها على اسس معينة تشكل قناعة لدى الجانبين»، متمنيا «في المستقبل القريب ان نرى هذه العلاقات الخليجية-الايرانية قد تطورت بشكل ايجابي يخدم المصالح المشتركة للجانبين وشعوب المنطقة بشكل يرسخ الامن والاستقرار في المنطقة بعد ان عانت لسنوات طويلة بسبب الحروب التي اشتعلت فيها».وبخصوص التصعيد الاميركي تجاه ايران، وما اذا كان سيؤثر على الحوار الخليجي-الايراني، اكتفى الجارالله بالقول «هذه التصريحات هي حسابات لن ندخل بها، وما يعنينا ان تنعم المنطقة بالاستقرار، وسنعمل مع كل الاصدقاء والحلفاء لتحقيق هذا الامن والاستقرار للمنطقة».وردا على سؤال عن تصريح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بأنه لن يسمح للايادي الايرانية بالتدخل في القضية اليمنية، بالقول «ان تدخل أي اياد او وجود دور خارجي في الازمة اليمنية سيعقد الموقف فيها، ولن يقود الى حل لإنهاء معاناة الشعب اليمني، ونحن نتمنى ألا نرى أي دور أو أي يد في اليمن تسهم في تعقيد الموقف واستمرار المعاناة فيها».وأشار الجارالله في شأن تجديد السفير الروسي في الكويت دعوة بلاده لاقامة منظومة امنية خليجية-إيرانية في المنطقة، إلى ان «هناك حوارا استراتيجيا يجمع روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، ومن خلال هذا الحوار ممكن ان يتم بحث واستيعاب العديد من الاراء والتوجهات بين الجانبين»، آملا «بحث كل الافكار التي تصب في صالح المنطقة في الاجتماع المقبل مع الجانب الروسي».وبالعودة الي اجواء المناسبة، اعرب الجارالله عن سعادته لمشاركة الاصدقاء في ايران هذه المناسبة الوطنية، وخصوصا في ظل وجود «علاقات متميزة وجيدة وتاريخية بين البلدين»، لافتا إلى وجود «مصالح وتفاهمات مشتركة بينهما».وتطرق الجارالله إلى الزيارة الاخيرة التي قام بها النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية صباح الخالد الي طهران، مشيرا في الوقت نفسه إلى ان رسالة سمو الامير التي حملها الخالد الى القادة في ايران تمثل دول مجلس التعاون جميعها.وأضاف أن «هذه الرسالة تعبر عن رغبات دول الخليج في حوار مع ايران مبني على اسس واضحة ومحددة في مقدمتها ما ورد من مبادئ في ميثاق الامم المتحدة تنص على عدم التدخل بالشؤون الداخلية وحسن الجوار واحترام سيادة الدول، وهذه الاسس تؤكد عليها الرسالة بأن يكون الحوار المستقبلي مع ايران قائما على هذا الاساس»، متوقعا «أن يكون هناك رد إيجابي من ايران على الرسالة، يمكن البناء عليه مستقبلا في خطوات مستقبلية تقود الى ازالة الاحتقان واذابة الجليد بين دول التعاون وايران».من جانبه، اكد السفير الإيراني الدكتور علي رضا عنايتي ان بلاده تعتبر رسالة الحوار التي حملها النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد خلال زيارته الاخيرة الى طهران «خطوة مهمة نحو بناء جسور المودة والتواصل بين ضفتي الخليج الذي فاتته بعض الفرص كان اغتنامها في وقتها سيحقق مكاسب للاقليم وشعوبه».وقال «ان هذه الرسالة الاخوية التي تحمل في طياتها خطوطا عريضة لتعزيز شوكة العلاقات الاقليمية وتوليف الرؤى، تزرع بذرة الحوار وتفتح آفاقا مستقبلية للاقليم على أن تأتي بثمارها في المستقبل القريب، الذى يستلزم اليقظة منا جميعا لصونها والحفاظ عليها».ولفت إلى أن «ايران مدت ولا تزال تمد يد الاخوة لاصدقائها من منطلق رؤيتها في الحفاظ على استتباب الأمن والسلام في الاقليم، وتؤكد على العمل الجماعي للنهوض به، وترى أن تبادل الآراء والأفكار والمشورة صورة مشرقة لمستقبل المنطقة وسيعود بالخير والنفع على الجميع في وقت يشهد فيه تقهقر المجموعات الارهابية وضمور التناحرت الطائفية».
محليات
الجارالله: اتفاقنا لتنظيم الملاحة... ويهمنا الرأي الحكومي لا الأقوال غير الرسمية
«الخارجية»: لا نعير أي اهتمام للتصريحات العراقية التي تؤجّج وتغالط الواقع والحقيقة في خور عبدالله
08:56 ص