لم يشتكِ من المرض والغربة اللذين صاحباه ألماً ست سنوات كاملة!لكنه اشتكى من ظلم «ذوي القربى الفنية»... رفاق الدرب وزملاء المهنة!إنه الفنان الضاحك خالد العقروقة (الشهير بـ «ولد الديرة»)، فاتحاً النار على الوسط الفني، واصفاً كثيراً من فنانيه بأنهم «لم يتركوا فناناً إلا وشوهوا صورته»!«إنه مجرد فأرٍ، ذلك الشخص الذي يصفني بأنني راعي مشاكل»، يقول ولد الديرة، «لأنه لا يردد هذا الاتهام في وجهي»!«الراي» تحاورت مع العقروقة، الذي يعتزم الانخراط وشيكاً في برنامجين تلفزيونيين يحملان اسمه عنواناً، إلى جانب مسرحية سيشارك في بطولتها في سلطنة عُمان، فأزاح الستار عن حزنه الدفين من أن أحداً من الوسط الفني - حتى الفنان طارق العلي - لم يكلف نفسه عناء الاتصال به والسؤال عنه ، معرباً عن استيائه من أنه لدى عودته فوجئ بأن الوسط الفني يعج بالشللية و«الغروبات».الحديث مع ولد الديرة ذو شجون، تنقَّل خلاله الفنان المحبوب بين زوايا عدة شخصية وفنية... أما التفاصيل فتأتي في السطور الآتية:• منذ عودتك من رحلة العلاج وأنت لا تطل إلا من فوق خشبة المسرح، لكن أين أنت من الدراما التلفزيونية؟ ـ لم يتم تصوير عمل درامي كوميدي في الكويت منذ عودتي وحتى الآن، باستثناء مسلسل «ليش يا جارة» الذي قدمه الفنان عبدالرحمن العقل.• لكن الفنان طارق العلي قدَّم أكثر من عمل كوميدي؟ ـ أنا أقول: «هذا الميدان يا حميدان»، وأنا كنت أتوقع أن ينتظرني زملائي بمجموعة من الأعمال الجديدة بهدف إحياء الكوميديا من جديد، ومنحها دماءً جديدة، لكنني - على العكس - وجدت كتائبَ مستقلة، وإذا بكل واحد لديه «غروب»، أو مجموعة، لا يعمل إلا معها، ومن النادر أن يسمحوا بدخول شخص بينهم من خارج «الغروب».• هل كنتَ تراهن على أحد بعينه ليستعين بك في الأعمال الدرامية؟ ـ أنا ما كدتُ أصل إلى الكويت، عائداً من رحلتي العلاجية، حتى توفي الكاتب والمنتج محمد الرشود بعد فترة قصيرة، وهذا الرجل كان الأب الروحي، وكان عاشقاً للكوميديا، والدليل على ذلك أنه كان يأتي بعدد كبير من النجوم في العمل المسرحي، على عكس ما يحدث الآن، حيث لا نجد في المسرحية سوى «نجم» واحد.• لكن معظمهم كانوا يتحدثون عنك بشكل جيد، ويقولون إنهم على تواصل معك، وكانوا يؤكدون أنهم ينتظرون عودتك من أجل العمل معك، وصنع كوميديا مختلفة؟ ـ هنا يجب أن أصارحك بشيء مهم: كل من توقعتُ منهم أن يتواصلوا معي من الوسط الفني لم يكلفوا أنفسهم عبء الاتصال بي، وكل من تواصلوا معي وكانوا دائمي السؤال عني، ولم ينقطعوا عن الاطمئنان عليّ طوال فترة المرض هم فقط أحبابي من خارج الوسط الفني. لكنني أستثني بعض النجوم الكبار أمثال الفنان عبدالكريم عبدالقادر، محمد المسباح، عالية حسين، عبدالعزيز الحداد، خالد الراشد، لكن الذين عملتُ معهم سنواتٍ طوالاً - ومنهم طارق العلي - لم يكلف نفسه أن يقول لي عبارة «أجر وعافية»، وأنا لم أكن أنتظر منهم سوى الكلمة الطيبة، (في سنوات المرض والغربة)، وبمناسبة من سأل عني بعدما وصلت إلى الكويت، كان البعض يقولون: «طارق العلي تحدث عنك»، وأنا أقول: «لم أسمع صوته ولا أعرف رقم هاتفه»، التقينا معاً أثناء تكريمي في مسرح الدسمة، على رغم أنه ليس بيني وبينه سوى كل خير، بل هو صديق العائلة، والناس كانوا متوقعين أن نعمل معاً... لكن النفوس تغيرت.• ما الذي خرجتَ به من رحلة المرض؟ ـ تعلمتُ نعمة الصبر.• لماذا تُتهم دائماً بأنك «راعي مشاكل»؟ ـ أولاً من يقول عني إنني راعي مشاكل ما هو إلا «فأر»، لأنه لا يواجهني. هناك مثل يقول: «أنت لا تعرف الشخص إلا حين تتعامل معه»، والأغلبية في الوسط الفني - مع الأسف - لم يتركوا أحداً إلا شوهوا صورته، ومن ثم أنا أريد دليلاً واحداً على أنني «راعي مشاكل». كل ما يحدث مجرد كلام يفتقر إلى الصدق، وليس هناك دليل عليه، وأرجو ممن يقول ذلك أن يسأل عني كبار الفنانين مثل سعد الفرج وغيره، فأنا إذا كانت الكاميرا ستدور الساعة العاشرة مثلاً، فسوف تجدني حاضراً قبلها بساعة على الأقل، كما أنني أصنع أجواء إيجابية في «اللوكيشن»، دمي خفيف ولا أتصنع، وجزء من طبيعتي هي الضحك والابتسامة.• يردد البعض أنك تأتي أثناء تصوير العمل الدرامي أو تقديم العرض المسرحي وتطلب أجرك بالكامل؟- الذي يثق بنفسه يجب أن يقول إن العقد هو ما يلزم الأطراف المتعاقدة، وأنا لستُ استثناءً من هذه القاعدة، والعقد المبرم بيننا عندما ينص على أمر ما فمن الضروري تطبيقه، لأن العقد شريعة المتعاقدين.• لكنك رفضتَ أن تكمل مسرحية «هذا هو الكويتي»؟ـ أنا لم أرفض، كل ما حدث أن نايف الراشد عمد إلى تغيير المخرج، وقال إنه سيتولى هو الإخراج، ومن ثم وجدتُ أن العمل المسرحي (من وجهة نظري) لا يمكنني أن أعمل فيه، حيث حدث اختلاط المشاهد في الفصل الأول، وقلت له: لا أريد شيئاً سوى أجري في العروض التي قدمتها، وأنا وهو «حبايب» حتى الآن.• كيف تقرأ تجارب العر ض المسرحي الواحد التي يقدمها محمد الحملي؟ـ شاركتُ في مسرحية «الجزيرة»، ولم يُكتب لي نص فيها وارتجلتُ ساعة ونصف الساعة، وقد نصحتُ الحملي أن يتوقف عن تقديم هذا النوع من المسرح، لأننا لسنا في أميركا... لأن العرض يحتاج إلى فترة حتى يتعرف عليه الناس، وقلتُ له: أخاف عليك من الحسد... ولو أصبحت مديوناً فلن يرحمك أحد.• وماذا عن الجديد لديك هذه الأيام؟ـ لدي أوبريت يحمل اسم «ولد الديرة وبنت الخليج» مع الفنانة هنادي الكندري، أتأهب لتنفيذه قريباً، وهو الآن ينتظر إجازته من قبل وزارة الإعلام، ونحضر خلال الفترة المقبلة لبرنامج «ولد الديرة وخماشيره» في إحدى القنوات الخليجية، وبرنامج «ثلث ساعة مع ولد الديرة» من إنتاج شركة «سنيار»، وهو برنامج كوميدي يقوم على النقد البناء، وكل يوم نتحدث عن فكرة.• وماذا عن مسرحية «يا حيا الله من يانا»؟ـ هذه المسرحية سأُشارك في بطولتها، وهي ستُعرَض في سلطنة عمان الشقيقة، وسنقدمها أولاً في مسقط، كما ستُعرَض في أكثر من مكان داخل السلطنة، ومن المقرر أن يشارك معي مجموعة متميزة من الفنانين من بينهم فيصل العامر، وآمنة عبدالرسول.