نجح التضامن في لفت الأنظار اليه في فترة قصيرة لم تتجاوز الشهر بعد تحقيق نتائج رائعة في الدور التمهيدي لمسابقة كأس الأمير في كرة القدم خولته أن يكون أول المتأهلين الى نصف النهائي في مجموعة أولى ضمت القادسية اكثر من حقق اللقب.لكن هل يعتبر ما حققه التضامن ببلوغه نصف النهائي انجازاً تاريخياً؟قطعاً لا، فهذا النادي الذي تأسس في 1965 استحق في مناسبات عدة لقب «البطل غير المتوج» بعد أن شهد تاريخه بلوغ نهائي كأس الأمير 4 مرات، بالاضافة الى مرة واحدة في الدوري من دون أن يبتسم له الحظ، على عكس فرق اخرى كالفحيحيل الذي حقق كأس الأمير في أول ظهور له على مسرح المباريات النهائية في 1986 ولم يكررها، كما ان اليرموك بلغ نهائي البطولة 3 مرات حقق فيها اللقب في مناسبتين.ورغم ذلك، يحق للنادي والقائمين عليه ان يفخروا بما حققه فريقهم قياساً بما مر به من ظروف في السنوات الأخيرة عندما تدحرج الى مكان لم يعتد عليه حتى في أكثر الأيام سواداً.واللافت ان التراجع لم يكن للفريق، من لاعبين أو قيّمين عليه بصورة مباشرة كالجهازين الاداري والفني، أي دور فيه، وانما جاء نتاجاً لصراعات انتخابية وادارية اصابت النادي ككل بالشلل لمدة قاربت العامين.في تلك الفترة، عاش «أزرق الفروانية» الحقبة الأسوأ في تاريخه على الصعد كافة لا سيما النتائج التي جاءت كارثية.ففي الموسم 2014-2015، دخل الفريق المنافسات بآمال كبيرة قادماً من موسم جيد حل فيه سابعاً في الدوري، إلا ان الصراعات التي بدأت تنخر في مجلس الادارة وتسببت في تعطيل اعماله وبالتالي اشرافه على فرق النادي وتوفير احتياجاتها، أثرت مباشرة في فريق كرة القدم الذي لطالما اعتبر واجهة التضامن.كانت انعكاسة «الشلل الاداري» الذي أصيب به النادي واضحة على فريق الكرة إذ تلقى هزائم غير مسبوقة في الدوري وسقط أمام «الكويت» صفر-9، وكاظمة صفر-8، والقادسية صفر-7، وبات معتاداً ان يحضر الى الملعب بعدد قليل من اللاعبين يدّعون الاصابة لانهاء اللقاء مبكراً في منظر خدش تاريخ التضامن.في ذلك الموسم، بات الفريق الأكثر استقبالا للأهداف في تاريخ الدوري (87 هدفاً) والأقل تحقيقاً للفوز في منافسات تقام بنظام الدمج بانتصارين حققهما في الجولات الاولى. واكمل الفريق «الموسم الأسود» بالخروج من كأسي الأمير وولي العهد من المباراة الأولى، علماً بأن نظام المسابقتين اتاح له التأهل الى الدور الثالث منهما لحلوله سابعاً في دوري الموسم السابق.في الموسم التالي 2015-2016، قرر النادي عدم خوض «دوري فيفا» مكتفياً بـ «دوري الرديف» حتى لا يُشطب الفريق من الاتحاد ويُسريح لاعبوه. وفي «الرديف»، تكرر سيناريو الهزائم الثقيلة والانسحابات وبات الاشراف على الفريق منوطاً باجتهادات من أبناء النادي وليس عملاً منظماً ومؤسسياً.وبات التضامن اول ضحية لنادي برقان حديث التأسيس عندما حقق انتصاره الأول في تاريخه على حسابه واخرجه من الدور الأول لكأس الأمير في ذلك الموسم.بعد حلحلة مشكلة مجلس الادارة وانتخاب مجلس جديد، بدأت عملية «ترميم» ألعاب النادي ومن بينها كرة القدم. وللأمانة لعبت الهيئة العامة للرياضة دوراً في مساعدة الادارة الجديدة في اعادة البناء التي شملت تدعيم فريق الكرة بعناصر محلية مميزة، كما استفادت الادارة من فتح باب الانتقالات الشتوية لابرام صفقات مع اجانب والاستغناء عمن تم التعاقد معهم قبل بداية الموسم، في خطوة تصحيحية بعيدة عن المكابرة.كان عمل الجهازين الاداري برئاسة طلال المرشاد ومساعده فهد دابس، والفني بقيادة المدرب علي مهنا واضحاً، غير ان الفريق حصل على دعم من جانب آخر. فمن يعرف التضامن يدرك تماماً ان التفاف ابنائه حول الفريق كان من العوامل التي ساهمت في رفع الروح المعنوية للاعبين ومنحتهم «ثقة الأيام الخوالي» والتي تجلّت في المباريات الأخيرة ضمن كأس الأمير خاصة أمام خيطان عندما تمكن من استيعاب طرد احد لاعبيه في وقت مبكر ليخرج فائزاً بهدفين نظيفين.وقبل ذلك لم يهتز الفريق وهو يتلقى هدفين متأخرين امام الجهراء تعادل بهما معه 3-3 لأنه نجح في خطف هدف الفوز.وفي موازاة العمل على ترميم الفريق الأول واعادة بنائه، ركزت ادارة الكرة على المراحل السنية وفي مقدمها فريق تحت 19 سنة الذي يتصدر دوري الشباب متقدماً على القادسية والعربي و«الكويت».عودة على بدء، فإن ما حققه التضامن في كأس الأمير هذا الموسم لا يعتبر انجازاً إذا ما قيس بتاريخ النادي، لكنه في المقابل يعد «درساً» لبقية الأندية في كيفية النهوض بفريق منهار وتحويله الى منافس قوي يلعب بثقة... ويحقق الانتصارات.
رياضة - رياضة محلية
تحوّل من فريق منهار في شباكه 87 هدفاً... إلى منافس شرس يلعب بثقة
«مهنّا» و«مُبارك»... يالتضامن
التضامن... ثورة أو فورة؟ (الأزرق دوت كوم)
02:46 م