«الأغنية الشعبية مستمرة... ولن تنتهي»!هذه رؤية الفنان فيصل السعد، الذي يُعد أحد المطربين المغرمين بالتراث الغنائي القديم، موضحاً «أن الأغنية الشعبية تعبِّر عن أصالة الشعب الكويتي، وتجسد هويته وتكرس خصوصيته».السعد تحدث إلى «الراي»، في «جلسة» خاصة، عن شغفه بالتراث، وما الذي يحمله من جديد، خصوصاً أنه عائد بعد فترة غياب، كما عرَّج على ذكرياته عن حقبة الثمانينات والتسعينات التي كان السعد ذاته أحد رموزها الطربية!وعن غيبته قال: «أنا شبه متوقف بسبب شغلنا مع الإنتاج الفني، وهناك شركات فنية توقفت ومن ثم توقفتُ معهم»، متسائلاً: «جهة الإنتاج مهمة بالنسبة إلى الفنان، والوضع يشبه وجود لاعب من دون أن يتوافر له الملعب، فكيف يلعب؟».وحول ما يحتاج إليه الفنان في وقتنا الراهن، واصل السعد: «الإنتاج هو أهم ما يحتاج إليه المطرب، فهو دائماً في حاجة إلى رعاية وإعلان ودعم»، مكملاً: «أنا أعمل بمفردي، وهذا أمر متعب، ومكلف أيضاً، وربما أستطيع أن أقدم أغنية أو اثنتين في السنة... لكن إلى متى؟ فالحقيقة أنني يصعب عليّ الاستمرار على هذا المنوال».«لكن ألا يأخذك الحنين إلى الغناء والظهور في الساحة ومواجهة الجمهور»؟. سألتُ السعد فأجاب مؤكداً: «بلى، أحن كثيراً بطبيعة الحال، وأتمنى أن أغني دائماً».وعن تمسكه بالأغاني الشعبية، بحيث صار هذا الأمر مميزاً له منذ بداية انطلاقته في الثمانينات، أوضح السعد: «الأغنية الشعبية مستمرة دائماً، وباقية في وجدان الناس، ومن ثم هي لن تنتهي، ولا تغيب مع الزمن، بل هي كلما تقادمت وصارت عتيقة جداً تغلغلت أكثر في ذوق الناس ومشاعرهم، ومن ثم يزداد طلبهم لها، وهذه ميزة الفن الأصيل، لا تذبل أوراقه أبداً».سألت السعد عما إذا كان يحمل جديداً ينوي تقديمه قريبا، فكشف لـ «الراي» بأن لديه أعمالاً وطنية يتأهب لطرحها في فبراير المقبل، مضيفاً: «فكما نعلم منذ أن يبدأ شهر فبراير تصحبه مواسم الفرح ممزوجةً بالمشاعر الوطنية والاحتفالات بأعياد الكويت».وعدتُ به إلى الماضي الجميل، متذكراً أغنيته التي أداها في مقدمة (تتر) مسلسل «نصيب» في العام 1988، وكانت اجتماعية وعاطفية في الوقت ذاته، وسألته: ماذا تعني له، فاسترجع فيصل السعد خيوط الذكريات، بينما كست ابتسامة عريضة ملامحه، قائلاً: «تعني جمال البدايات وروعتها... (نصيب) عمل جميل ويحمل قيمة فنية كبيرة».وعما إذا كان في جعبته أغنيات عاطفية واجتماعية يمكن أن يطرحها قريباً، قال السعد: «ليس لدي شيء جديد، ولكن سوف نعيد تقديم أعمال قديمة مع بعض التجديد».وبشأن مشاركته في افتتاح مهرجان القرين الـ 23 في ليلة تكريم الشاعر الكويتي مبارك الحديبي أعرب عن سعادته في هذا التكريم، معتبراً «الحديبي معلماً من أبرز معالم الأغنية الكويتية في العصر الذهبي، وهو غني عن التعريف، وعدد كبير من الأغاني الجميلة المعروفة هي من أعماله»، مردفاً: «بهذه المناسبة أشكر المجلس الوطني على تكريمه، والمجلس في الفترة الأخيرة لم يقصر مع كثير من الأسماء المبدعة التي لها نصيب كبير من التأثير في الساحة الفنية».وإن كان يتمنى التكريم وتسليط الضوء عليه وعلى أبناء جيله، أكد السعد «أتمنى بالتأكيد، فمن منا لا يسعد بالتكريم. لكنني في الحقيقة لا أجد أنني أملك رصيداً يضاهي أولئك الكبار الذين جاؤوا قبلنا إلى الساحة، وكان لهم رصيد كبير يستحق التكريم».