الشاعر الشهيد فايق عبدالجليل سيظل منارة وطنية تضيء للأجيال القادمة.والدليل هذا العرض الاستعادي لفيلم «حبيب الأرض» - والجلسة الحوارية التي أعقبته- في وجود جمهور كبير، مساء أول من أمس في قاعة سينما «ليلى غاليري» ، ضمن فعاليات الدورة الـ 23 من مهرجان «القرين الثقافي» الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وقد اختار هذا الفيلم تكريماً للشاعر الشهيد فايق عبدالجليل، واعتزازاً بكل ما قدّمه للكويت، بوصفه أحد شهداء الكويت خلال الغزو العراقي الغاشم، إذ ظل يكتب مندداً بالعدوان، حتى ملأ قلوب زبانيته خوفاً من قلمه، فما كان منهم سوى أسره ثم إعدامه، ليتحول إلى أيقونة كويتية تختصر كل معاني الحب والإخلاص لتراب الوطن... ويبقى «منارة» مضيئة للأجيال القادمة.معروفٌ أن الفيلم حصد جوائز عدة من مهرجانات مهمة، بينها «أفضل فيلم طويل» من مهرجان «دول مجلس التعاون الخليجي السينمائي» بدورته الثالثة التي استضافتها العاصمة الإماراتية أبوظبي، وجائزة أفضل ممثل لبطله فيصل العميري من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في مصر.يُذكَر أن «حبيب الأرض» هو رؤية الشيخة انتصار سالم العلي، سيناريو وحوار رازي الشطي، إخراج وكتابة سينمائية رمضان خسروه، ومن بطولة فيصل العميري، حنان المهدي وعبدالله الطراروة إلى جانب ضيوف الشرف سليمان الياسين ، جمال الردهان، لطيفة المجرن وعبدالله التركماني وآخرين، الموسيقى التصويرية طارق الناصر، ومكياج عبدالله اسكندري، وإشراف عام أحمد منصور.وعقب انتهاء عرض الفيلم، أقيمت جلسة حوارية أدارها المذيع هاشم أسد، حيث ارتجل مقدمة في صلب موضوع الفيلم والروح الفنية التي بناه عليها المخرج خسروه، فتكلم أسد عن بدايته منذ الصغر وحبه للأدب والشعر وعن لقائه في العام 1989 مع الشهيد الشاعر فايق عبدالجليل خلال حضوره إحدى مسرحيات الفنانة هدى حسين، فقال إنه من خلال هذا اللقاء الوحيد وبرغم أنه كان صغير السن حينها، إلا أن الشهيد قد أصبح منذ ذلك الوقت مثله الأعلى في الحياة حيث ثابر طوال سنوات دخوله المجال الإعلامي فحقق إنجازات عديدة منها إكمال دراسته العليا وطباعة كتابين باسمه، وأشار أسد إلى أن إحدى أمنياته كانت أن يقدم الشهيد ضمن أي عمل، وقد حقق له خسروه ذلك من خلال مشاركته في إدارة الحلقة النقاشية.