بين أنامله وأوتار «الغيتار» قصة لا تنتهي بالنسبة إليه، ومع اندماج إحساسه معهما يصبح الناتج حينها أمسية لاتينية بامتياز.عازف الغيتار المكسيكي العالمي باكو رينتيريا فاض بما عنده مساء أول من أمس أمام جمهور مسرح عبدالحسين عبدالرضا، الذي ملأ المكان لسماعه ومشاهدته في الحفل الذي أحياه ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي 23 الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبالتعاون مع سفارة المكسيك بالكويت.رينتيريا، أطلّ كعادته حافي القدمين، يرافقه أعضاء فرقته المكونة من عازف «البيز» خورخيه بيرنانز، عازف «الغيتار» لويس غينتيرو، وعازف الكمان إيمانويل ماسياس، وقدم معهم ليلة موسيقية ترقى للعالمية استمتع فيها الجمهور، الذي كان شاهداً على عرض موسيقي لاتيني استثنائي لن ينساه بسهولة.الحفل الذي امتد على مدار ساعة من الزمن، مرّ كسرعة البرق كأنها دقائق معدودة لجمالية الأنغام التي سمعها الحاضرون، إذ شهدوا على منافسة ومبارزة موسيقية بالعزف بين رينتيريا وإيمانويل، كل على آلته... فكانت أشبه بحوار موسيقي متناغم، ما أمتع الجمهور، هذا إلى جانب العزف الجماعي الذي كان تحت قيادة رينتيريا لمجموعة متنوعة من مقطوعاته الموسيقية الشهيرة التي ضمت إيقاعات لاتينية وأساليب متعددة كـ «الروك» و«الجاز» قدمها مع فريقه بنجاح وبراعة لا مثيل لهما. ومن تلك المقطوعات «مارياتشي» و«بيل ديموخيري»، وخلال هذا كله علت صيحات الجمهور تطالبهم بالاستمرار في العزف إلى ما بعد انقضاء وقت الحفل.البعض قد يعتقد أنه من الممكن والسهولة تقديم مثل هذا اللون الغنائي بهذه الحرفية، لكن ذلك الأمر غير منطقي في الأمسية المكسيكية مع وجود هذا التناغم الكبير بين النجوم الأربعة، وتلك الاحترافية العالية في التعامل مع آلاتهم الموسيقية، ما يجعلنا نصفهم بفرقة عالمية تستحق أن يتم حضور حفلاتها.