بسبب برودة وتقلبات الطقس، تتزامن مع فصل الشتاء مشاكل ومخاطر صحِّية معينة تتكرر بكثرة، لذا فإنها تحتاج إلى معالجات احتوائية منزلية سريعة لتخفيف أعراضها على أمل تحقيق الشفاء ذاتيا من دون الاضطرار إلى اللجوء إلى طبيب في كل مرة.في التالي نستعرض عددا من أبرز تلك المشاكل، مع نصيحة أساسية في كل حالة لاحتواء كل مشكلة والحؤول دون استفحالها.النوباتُ القلبيةوفقا لاحصاءات طبية، تكثر الاصابة بنوبات قلبية خلال فصل الشتاء بشكل خاص، ولا سيما لدى الأشخاص. ومن الواضح أن للبرودة الشديدة دورا في ذلك إذ انها تتسبب في ارتفاع ضغط الدم ما يؤدي بدوره إلى زيادة الجهد على القلب. وإلى جانب ذلك الجهد، يكون على القلب أن يبذل جهدا اضافيا للمحافظة على درجة حرارة الجسم في الطقس البارد.- النصيحة: ينبغي على المعرضين للإصابة بنوبات قلبية خصوصا أن يحافظوا على درجة حرارة معتدلة داخل المنزل خلال الشتاء، بحيث تبقى درجة حرارة المنزل في حدود 20 درجة مئوية وليس أعلى من ذلك، كي لا يكون هناك فارق كبير بين درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه. إلى جانب ذلك، يوصى بارتداءُ ثياب ثقيلة نسبيا وغطاء للرأس وقفَّازات عند الخروج في طقس بارد.الأنفلونزاالأنفلونزا الحادة قد تكون قاتلة للأشخاص الضعفاء، لذا فإنها تشكل خطرا على حياة المسنِّين الذين تجاوزوا الخامسةَ والستِّين من العمر، وكذلك المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض الكليتين. وبالنسبة لهؤلاء فإن اللقاحُ المضاد للانفلونزا يعتبر من أفضل سبل الوقاية، فهو يمنح الجسم مناعةً إضافية ضدَّ الفيروسات المسببة للانفلونزا لمدَّة تصل إلى عام كامل.- النصيحة: المبادرة إلى استشارةُ طبيب مختص ليحدد ما إذا كانت الأنفلونزا تمثِّل مصدرَ خطر على صحة أو حياة المريض. وفي حال كان الأمرُ كذلك، استشر الطبيب حول خيار التلقيحَ ضدَّ الأنفلونزا.الزكام واحتقان الحلقيشيع الزكام واحتقان الحلق خلال فصل الشتاء، وغالباً ما يكون بسبب الاصابة بعدوى فيروسية. وومن بين عوامل أخرى، يمكن للتقلبات في درجات الحرارة (كالانتقال فجأة من مكان دافئ إلى مكان بارد) أن تلعب دورا في الاصابة بالتهاب واحتقان وآلام الحلق.- النصيحة: هناك علاجٌ اسعافي سريع وبسيط لآلام احتقان الحلق، ألا وهو الغرغرةُ بماء دافئ ومالح. وصحيح أن هذا الإجراءُ لا يؤدِّي إلى زوال سبب العدوى، ولكنه يخفف ويلطف أعراض الاحتقان. وفي حال الإصابة بالزكام، يجب استعمالُ محارم ورقية ذات استخدام لمرَّة واحدة عوضاً عن المناشف التقليدية، وذلك للتقليل من احتمالات انتشار العدوى.نوبات الربوالهواءُ البارد هو من أهمِّ عوامل استثارة نوبات الربو التي من أبرز أعراضها الأزيز والأنفاس القصيرة. لذا، يجب على مرضى الربو أن يأخذَوا احتياطاتهم الوقائية خلال فصل الشتاء.- النصيحة: يستحسن البقاء داخل المنزل أو داخل أماكن مغلقة عموما خلال موجات الطقس البارد أو عند هبوب رياح قوية. وفي حال الاضطرار إلى الخروج في الهواء الطلق، لا بد من ارتداءُ وشاح يغطِّي الفمَ والأنف مع غطاء للرأس. لكن هذا لا يغني طبعا عن تناول أدوية الربو بانتظام والاحتفاظ ببخَّاخ الربو بالقرب من المريض في درجة حرارة معتدلة.النوروفيروسيشتهر النوروفيروس بلقب «ميكروب الشتاء المسبِّب للقيئ»، وهو مكروبٌ شديد العدوى ويصيب المعدة تحديدا. وقد يُصيب الإنسانُ في أيِّ وقت من السنة، لكنَّه أكثرُ شيوعاً خلال فصل الشتاء ولا سيما في أماكن التجمُّعات البشرية، كالمدارس مثلا. ورغم انه مزعج، لانه ليس خطيرا وغالباً ما يُشفى في غضون يومين.- النصيحة: عندما يُصابُ المرءُ بالنوروفيروس المسبب للقيء والإسهال، فعليه أن يتناولَ كمِّيات كبيرة من السوائل ليمنع إصابة جسمه بالجفاف، بما في ذلك سوائل منع الجفاف التي تباع في الصيدليَّات من دون وصفة طبية.آلام المفاصليشكو المصابون بالتهاب المفاصل تزايد آلام مفاصلهم خلال فصل الشتاء. والحاصل هو أن أعراضَ الالتهاب هي فقط التي تتفاقم بسبب البرد، إذ لا توجد أي أدلة علمية تثبت أنَّ البردَ في حد ذاته هو الذي يسبب التهاب المفاصل.- النصيحة: أثبتت دراسات أن التمارين الرياضية البدنية المعتدلة تسهم تحفيز افرازات تحسن الحالة المزاجية والنفسية، وهو الأمر الذي يسهم بدوره في تقليص الشعور بآلام المفاصل.