تجاوب الشارع الكويتي مع تنفيذ حكم الإعدام بحق المدانين بجرائم قتل، حيث أكد عدد من المواطنين، استطلعت «الراي» آراءهم، أن للنفس حرمة عظيمة عند الله في الدين الإسلامي وقد وضع الله القصاص، حفاظا على النفس وصيانة لها، مشددين على أن تنفيذ القصاص تطبيق عادل للشرع والقانون، ويمنع انتشار الفتنة وتفكير ذوي المقتولين في الأخذ بالثأر بأنفسهم بعيدا عن سلطة القانون.المواطن فارس الشمري، قال «أنا مع عقوبة الإعدام لأنها تشكل رادعا، فمن يقتل نفسا يجب أن يُقتل بالمقابل، وما دون ذلك أي عقوبة أخرى ستكون استهتارا بالأرواح، وأرواح الناس ليست لعبة، فالقتل ذنب كبير شرعا وقانونا».وأضاف «من المفترض أن تتم توعية الناس وتوجيههم إلى أن هذا الجرم الكبير، سيكون الإعدام بانتظاره، وأن يتأكد من ينوي القيام بجريمة أنه لن يفلت من عقوبة الإعدام».بدوره أكد محمد الكندري أن «الكويت دولة مسلمة، وأحكام الشريعة تقول إن النفس بالنفس، حتى وإن كنا نطبق قوانين وضعية في الكويت، فأعتقد أن القانون الكويتي مبني على أحكام الفقه المالكي، الذي يؤكد أن من يقتل يُقتل، حتى وإن لم يكن رادعا، فمن الممكن أن يكون أحد أسباب الردع، لكن لن يمنع الجريمة بشكل كلي، ومع ذلك يجب تطبيق عقوبة الإعدام، حتى لا تذهب عائلة المقتول للأخذ بالثأر وتشتعل الفتن، لذلك هذا دور الحكومة وأنا من مؤيدي هذه العقوبة».وأيدت ألطاف بهبهاني العقوبة، مبينة أنها «مع الإعدام، ومن المفترض أن تنزل العقوبة بالقاتل فورا، لا أن يتم تأجيلها لفترة طويلة، ومن المؤكد أنها تقلل من نسبة الجرائم من المستقبل»، مضيفة «عقب 10 سنوات أنزلوا حكم الإعدام بالإثيوبية التي كان يجب إعدامها عقب سنة من ارتكاب جريمتها على الأقل، لذلك أنا ضد تأخير العقوبة، وإذا أرادت الدولة أن تجعل من عقوبة الإعدام رادعا قويا، يقلل من الجرائم، فعليها تطبيقها فورا وعدم تأخيرها بتاتا».وأبدى صالح الشهاب تأييده كذلك للعقوبة، قائلا «عقوبة الإعدام رادع، وعدم المماطلة بالتنفيذ سيكون له أثر أكبر في الحد من انتشار الجريمة، ولا يجب أن يتم النظر إلى شخصية الجاني،كويتي أو غير كويتي، بل يجب أن يتم تطبيق القانون و حكم الإعدام، بغض النظر عن منصب مرتكب الجريمة أيضا».من جهته، أكد يوسف المياس، أن عقوبة الإعدام بحق من قتل نفسا بغير حق، هي شرع الله، والقصاص العادل، مبينا «عندما تطبق شريعة الله في الأرض، سنستطيع ضبط جميع أمور الحياة الدنيوية، والدليل على هذا قول الله (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى، الحر بالحر...)».

رأيان مختلفان

لا للإعدام... نعم لإعادة التأهيل

مواطنتان كان لهما رأي مختلف عن تأييد العقوبة فقط أكدت شمايل الكندري أنها ضد عقوبة الإعدام، وقالت إن «من يعطي الروح يأخذها، وأن يرتكب أحدهم ذنبا ربما يكون غير مقصود لا يعني أن نمنعه من حقه في الحياة، ونحدد له موعدا مع الموت. وبالرغم من تطبيق عقوبة الإعدام إلا أن الجريمة بانتشار، ومازالت تزداد ولم تتوقف، لماذا؟ لأن الرادع الأول هو توعية الناس وتثقيفهم، وعلاجهم إذا كانوا يعانون من أمراض نفسية تدفعهم لارتكاب الجرائم».وأيدتها إسراء العلي المعارضة لعقوبة الإعدام، معللة موقفها بأنه «في الدول المتقدمة لا يتم إنزال عقوبة الإعدام بالمجرم، بل تتم إعادة تأهيله داخل السجون، ولربما يحصل على عفو أو تقليل لمدة الحكم إذا ثبت حسن سيره وسلوكه، لا أحد فينا معصوم عن الخطأ، وأظن أن أخذ الروح مقابل روح عقاب غير عادل، يتولاهم الله إذا لم يتوبوا».وأضافت العلي «من يقل إن هذا شرع الله، فقد تغيرت الكثير من الأمور منذ زمن الرسول إلى زمننا هذا، نستطيع أن نجعل منهم أناسا صالحين من دون الاضطرار إلى قتلهم بالمقابل».