لأخلاقِ الطبيبِ قصة تبدأ مع قسمهِ ولا تنتهي إلا بانتقالهِ إلى خالقهِ.وقد اعتمد المؤتمر العالمي الأول للطب الإسلامي الذي عقد في الكويت في ربيع الأول 1401هـ- يناير 1981 م في إطار الدستور الإسلامي للمهنة الطبية قسما شاملاً تم إقراره من مجلس وزراء الصحة العرب وتم تعميمه على أغلب الدول العربية.يقول الطبيب: أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي... وأن أصون حياة الإنسان في كل أدوارها... في كل الظروف والأحوال باذلا وساعياً في استنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق... وأن أحفظ للناس كرامتهم، وأستر عورتهم، وأكتم سرهم. وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلا رعايتي الطبية للقريب والبعيد، والصالح والخاطىء، والصديق والعدو. وأن أثابر على طلب العلم، أسخره لنفع الإنسان، لا لأذاه... وأن أوقّر من علمني، وأعلم من يصغرني، وأكون أخا لكل زميل في المهنة الطبية متعاونين على البر والتقوى، وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي، نقية مما يشينها تجاه الله ورسوله والمؤمنين... والله على ما أقول شهيد.هذا القسم الشامل هو في الحقيقة عنوان للأطباء ودونه يفقد الإنسان صفة الطبيب وإنْ تخرّج من أشهر الجامعات، ويؤكد القسم حقيقة يجب ألا تغيب عمن يعمل في مهنة الطب وهي أن الأخلاق لصيقة للعلم فكم مريض تم شفاؤه بكلمات حبٍ صاحبت العلاج، وكم علاج لم ينفع لسوء أخلاقِ من وصفه.إنَ المريض الذي يئن بالشكوى يحتاج أول ما يحتاج إليه رؤية وجه مبتسم يُشعره بالاطمئنان فتلك الابتسامة هي مفتاح القلوب وهي من وسائل رحمة الله التي أقسم الطبيب على مراعاتها، لذا كان القسم شاملا لتلك الرحمات التي يتعلمها الأطباء لإسعاد البشر.ولمْ ينسَ القسم حق المريض في أن ينال أفضل المعالجات فحث الأطباء على الاستمرار بالعلم والتدريب حتى يَهبوا مرضاهم أفضل المعالجات، كما لم ينسَ القسم العلاقة بين الأطباء فجعل الطبيب مرآة زميله لا يجب أن يحقد عليه أو ينقص من قدره، ومن خاض في حق زميله كان كمن تخلى عن رداء الرحمة ليرتدي رداء الكراهية فيخرج بذلك من حقل الطب إلى حقل المعالجين ممن فقدوا صفة الطبيب.أتمنى أن يزداد عدد الأطباء في الكويت ويتناقص عدد المعالجين، رحمة بهذه المهنة الإنسانية.kalsalehdr@hotmail.com
مقالات
من الخميس إلى الخميس
قَسَمُ الطبيب
11:57 ص