صُعق لبنان لملابسات جريمةٍ صدر الحكم فيها قبل أيام قليلة وارتكبها شابٌ عشريني في الضاحية الجنوبية لبيروت ووقع ضحيتها والده الذي طُعن حتى الموت قبل ان يتولى الابن... إحراقه.وفي تفاصيل الجريمة التي حصلت قبل نحو عامين ولم تُكشف وقائعها إلا مع صدور الحكم الذي نشره موقع «التحري» أن «ام علي» كانت غادرتْ منزلها الكائن في الضاحية الجنوبية صباح يوم الفاجعة برفقة ابنتها إلى مستشفى الجامعة الأميركيّة في بيروت، حيث تُعالج الأولى من مرض السرطان، تاركةً ابنها علي يُشاهد التلفاز في غرفة نومه فيما كان زوجها يغطّ في نوم عميق.أما الابن القاتِل (حسن.م) الذي يبلغ (24 عاماً) من عمره وهو طالب في الجامعة اللبنانية (فرع الحدث) فكان يمرّ بمرحلة قلق وتوتر نتيجة التحضيرات للامتحانات، وهو في الأصل يعاني اضطراباً في شخصيته كان يدفعه تارةً الى ان ينعزل فجأة عن محيطه ورفاقه ليعود إليهم بعدها بشكل طبيعي، وطوراً ليعيش حالة لشخصية أخرى.ويوم الجريمة، استيقظ حسن باكراً كالعادة ليبدأ يومه العادي بشرب «النسكافيه» وممارسة الرياضة في المنزل، ثم انصرف للدرس لساعات قبل أن يصحو والده المتعب، وكان الوضع طبيعياً جداً وتناولا معاً القهوة وتحدثا لفترة ثم دخل الوالد غرفته وبين الفترة والفترة كان يخرج ليتحدّث مع حسن.وبحسب الحكم، فإن الامور جرت في ذلك اليوم بشكل طبيعي، إلى أن تقمّص الابن شخصيّة «الشيطان» في تلك الساعة، وبهدوء تام دخل المطبخ وأخرج سكيناً كبيراً وعاد إلى الصالون وجلس على المقعد ببرودة شديدة، وبعد دقائق طلب من والده أن يحضر إليه.وحين جاء الوالد ظنّاً منه أن ابنه يريد متابعة الحديث معه، ولدى خروجه من غرفة النوم، كان حسن يختبئ خلف باب الصالون فانقضّ عليه بمشهدٍ مرعب وطعن والده عدة طعنات في قلبه وصدره. ولم يستجب الابن لتوسُّل والده كي يتركه في سبيله، بل تابع الجريمة وذبح والده من الوريد إلى الوريد.وبعدها قام حسن بتغطية الجثّة بعدد من الشراشف والسجّاد، ثم دخل إلى الحمّام بهدوء واستحم ثم بدّل ملابسه، ودخل المطبخ وأحضر قارورة غاز وضعها قرب أبيه المضرج بدمائه، فتح فوهتها ثمّ أشعل النار في المكان لإخفاء معالم الجريمة وغادر المنزل على وجه السرعة.وقد خرج حسن من المنزل بشكل طبيعي ثم ذهب إلى زقاق البلاط لتأدية واجب الصلاة في أحد المساجد، وبعدها توجّه الى مستشفى «الجامعة الأميركية» لزيارة والدته لكنهم أخبروه أنّها خرجت بعد الانتهاء من تناول «الكيماوي»، فاتصل بها لتخبره أنها عند عمها فجاء إليها وأقر بفعلته ليتم القبض عليه بعد أقل من ساعة من وصوله.وقد أظهرت التحقيقات التي أخذت وقتاً طويلاً للتدقيق في الحال النفسية والمرَضية لحسن أنّ الأخير كان يُعاني حالات عصبيّة، وقد تم عرضه على طبيب أكّد أنّ المتهم يُعاني منذ العام 2006 من أفكار هذيانيّة واضطهادية وعدم ترابط في الأفكار وكلّ العوارض تدلّ على أنّ لديه فصاماً في الشخصيّة «شيزوفرينيا» وانه يتطلب متابعة طويلة وهذا الأمر لم يتحقّق بسبب عدم مراجعته من قبل المتهَم ووالده.وفي ضوء نتائج تقرير الطبيب النفسي أصدر رئيس محكمة الجنايات في جبل لبنان القاضي هنري الخوري حكماً بعقوبة الإعدام وأنزلها تخفيفاً إلى المؤبد ومن ثمّ أعفى المتًّهَم من العقوبة لانتفاء الأهليّة، وقرّر وضعه في مأوى احترازي تحت إشراف المحكمة.