عند خروجي من عزاء الحباج، الله يرحم موتاهم وموتى جميع المسلمين يوم السبت الماضي? صادفت في الخارج نائباً سابقاً كان ضمن المرشحين لانتخابات 2016، وصادف وجود بعض الزملاء من ضمنهم مبارك النويعم... وبعد السلام، بادر النائب السابق بالقول وهو يشير إلى... «تركي أعرفه بس ما جلست معه في أجواء انتخابية لكن أعجبني جدا حديثه أثناء لقاء المرشحين. وتبين لي أن طرحه راقٍ ونظيف و... يا حجي نظيف ما يمشي»!لم أستغرب من حديث النائب السابق وقد سمعته من قبل لكن في ديباجة مختلفة، لكن يبقى راسخاً في مخيلتي قول الله عز شأنه في الآيتين:«وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا» و«لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون»... فالظلم أيا كان شكله ومضمونه يبقى مرصودا من قبل رب العباد ولا مفر من العقاب في الدنيا وفي الآخرة.أعلم علم اليقين بأن الإصلاح في ظل التوليفة الاجتماعية الحالية والتي طغت عليها مظاهر تبادل المصالح بالخفاء ورفع راية الإصلاح من قبل من هم متورطون حتى أخمص أقدامهم في قضايا فساد معنوي ومادي أشبه بمن يبحث عن حبة رمل في محيط.لا تغرك البهرجة والشتات الفكري وانعدام العمل بالمنظومة الأخلاقية واختيار الحكماء لـ «السكوت» مجبرين... إنها حكمة ربانية وإن تأخر الحساب فإن العقاب آت لا محالة ويبقى التقدير عند الله عز وجل.أذكر أنني في أحد الملتقيات الشبابية? طالبت في المضي قدما تجاه الهدف الإصلاحي وإن كان السواد الأعظم قد ارتدى ثوب الفساد واستقبل المنافع بلا ضوابط أخلاقية، فحري بكل فرد أن يتخذ موقفا ثابتا وأن يقوم بدوره كفردا«نظيف» وتجمع الأفراد يولد مجموعة والمجموعة تنتج قاعدة إصلاحية مؤثرة في تقويم معايير الاختيار على مختلف المستويات، بدءا من النواب إلى القيادات مرورا بكشف كل عنصر فاسد كي تتم إزاحته عن طريق الإصلاح المراد السير عليه لبلوغ الأهداف السامية.هذا ما نبحث عنه قبل أن نتحدث عن الخصخصة وقبل أن نتحدث عن العجز الاكتواري والصندوق السيادي وقبل أن نخوض في إطار أي عمل... نحن يجب علينا أن نرسي دعامات صالحة للحوار البناء الذي ينتهي في توليفة قيادية نزيهة تستطيع أن ترسم المنهج الأساسي ورؤيته وأهدافه والحوكمة الخاصة به... نريد حواراً وطنياً فيه المكاشفة مبدأ يتبع لطرح القضايا والحلول المطلوب إيجادها.إذا كان التعليم سيئا والثقافة أسوأ والاختيار مبني على أسس علاقات ومحاصصة وترضيات وواسطة فلا ترجو خيرا من الخصخصة لأي قطاع؟وإذا كانت المصالح المتبادلة بما فيها تلك التي تدار بالخفاء حاضرة? فلن تضيف التغييرات أي جانب إيجابي يراد منه تحصيل مردود مادي مجز يتبعه تحسين للجوانب المعنوية «المتهشمة» قواعدها.ليقولوا...«نظيف ما يمشي يا حجي»، فهذا رأيهم وهم أحرار في اختياراتهم وسلوكياتهم على المستوى الشخصي لكن عندما تصبح القضية مرتبطة بإصلاح لحال البلاد والعباد والعمل المؤسسي فالـ«النظيف» هو المطلوب ومن سواه إنما هم أنماط تختلف مسمياتها لكن أساسها الفاسد يظل كما هو... والله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi