اتفقت مجموعة من كبار خبراء المال والاقتصاد امام منتدى دافوس الاقتصادي العالمي اليوم الاربعاء على ان العالم لا يمكن ان يدير ظهره للعولمة أو «التغير التقني الجارف» أو تطلعات الطبقة المتوسطة.وشدد هؤلاء الخبراء في الوقت ذاته خلال حلقة نقاشية ضمن اعمال الدورة ال47 للمنتدى على ان «وضع سياسات صحيحة وواثقة هو السبيل لمواجهة المخاوف من التيارات اليمينية الشعوبية في الدول المتقدمة».فمن جانبها قالت المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في الحلقة «ان الفرصة الآن سانحة لوضع سياسات تساعد الدول تضمن عدالة اكثر في التوزيع وتلافي مشكلات عدم المساواة المفرط الذي يعرقل النمو المستدام».وحثت لاغارد ايضا على «ضرورة تشكيل شبكات اقوى للضمان الاجتماعي والخوض في الاصلاحات المالية والهيكلية وتطوير سياسات التعليم لمساعدة كل من الشباب والعمال على الاستعداد للتغيير التقني الذي اقتحم الكثير من مجالات العمل».من جهته اشار الاستاذ بجامعة هارفارد الأميركية لورانس سامرز في النقاش الى ان عدم المساواة ليس سوى احد اسباب ارتفاع الشعبوية في الدول المتقدمة موضحا ان وجود شعور جارف من الطبقة الوسطى في الدول المتقدمة بأن الحكومات لم تعد تلبي تطلعاتها ساهم في زيادة هذا المنحى أيضا.وحث سامرز على ضخ استثمارات في البنى التحتية والتعليم لدعم الطبقة المتوسطة وعدم السماح للشركات الكبرى واصحاب رؤوس الاموال بالتعامل مع نظم ضرائبية مختلفة عن تلك السارية للعامة.كما اشار ايضا الى ان العولمة اليوم تقلل من عمليات واستيراد وتصدير البضائع مع اعتمادها بشكل أكبر على سلاسل التوريد العالمية المتكاملة.واتفق راي داليو وهو مؤسس احدى شركات الاستثمارات الأميركية مع هذا الرأي مؤكدا ان العالم يشهد الآن «اكبر فجوة في الثراء بين الاغنياء والفقراء منذ ثلاثينيات القرن الماضي» فضلا عن تنامي شعور الطبقة الوسطى بأن النخب الحاكمة لا تمثل تطلعاتهم.في المقابل دافع وزير مالية البرازيل هنريك ميريليس عن العولمة موكدا انها «سمحت بخروج اعداد هائلة من الناس من الفقر وحققت نتائج ايجابية في مجملها».وقال ان غضب الطبقة الوسطى «ليس عاما في كل الدول بل في بعض الدول المتقدمة» مشيرا في هذا السياق الى ان «الطبقة المتوسطة في العديد من الدول الناشئة مثل البرازيل قد شهدت نموا قويا خلال العشرين عاما الماضية».بدوره اوضح وزير الاقتصاد والمالية الايطالي بيير كارلو بادون في مداخلته ان «العولمة على اعتاب مرحلة جديدة الآن» مطالبا صانعي السياسة الاوروبيين بالاصغاء الى المخاوف الصادرة من الطبقة المتوسطة والمعنية بمستقبلهم ومستقبل الاجيال القادمة.ورأى ان الحلول يجب ان تتضمن «استجابات صحيحة واستراتيجيات متماسكة» لمواجهة تحديات مثل محاولات الهجرة المتواصلة الى اوروبا وتوليد الثقة في قطاع الاعمال.يذكر ان الدورة ال47 للمنتدى الاقتصادي العالمي تنعقد تحت شعار (القيادة استجابة ومسؤولية) بحضور ثلاثة آلاف من كبار صناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم ونخبة من الاكاديميين ورؤساء منظمات اممية ودولية وممثلين عن المجتمع المدني.
اقتصاد
قلق دولي من غضب الطبقة الوسطى: العالم يشهد أكبر فجوة بين الأغنياء والفقراء منذ الثلاثينيات
04:14 م