كشفت مصادر مصرفية لـ «الراي» أن الطلب المصرفي على استقطاب ودائع جديدة وعلى رأسها، أموال الجهات والمؤسسات الحكومية، سجل تراجعاً في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، مقارنة بما كانت عليه خلال الفترة ذاتها من العام 2015، مشيرة إلى أن تراجع الزخم على الودائع أدى إلى تذبذب أسعار الفائدة المقدمة على ودائع العملا.ورغم أن بنك الكويت المركزي أقرّ منتصف الشهر الماضي، زيادة أسعار الخصم على القروض ربع نقطة، ليصل إلى 2.5 في المئة، تماشيا مع قرار «الفيديرالي الأميركي» برفع الفائدة الاميركية، إلا أن تأثير ذلك لم يظهر بمعدل مماثل في منحنى أسعار فائدة الودائع الجديدة، في حين ظلت أسعار الفائدة على الجزء الأكبر من ودائع العملاء خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي دون تغيير تقريبا.وبينت المصادر أن منسوب السيولة المرتفع لدى البنوك يعد أكثر من مناسب لدعم خططها في تقديم الائتمان بالوقت الراهن، مبينة أن هذه السيولة باتت المحرك الرئيس في تحديد أسعار الودائع.وإذا كان لا يمكن القول، إن أسعار الفائدة على الودائع سجلت تراجعا ملموساً في الأشهر الماضية، إلا أن نشاط سوق الودائع في الأشهر الماضية أظهر انكساراً لحدة التنافس بين البنوك على طلبات الودائع الحكومية الجديدة، إلى الحدود التي اختفى معها زخم السباق إلى الودائع ذات الأسعار الاستثنائية، مثل التي جرى تسجيلها على ودائع بعض الجهات الحكومية في شهر ديسمبر من العام 2015، وفي مقدمتها على سبيل الاستدلال وديعة الهيئة العامة للصناعة، التي استدرجت عروضا مصرفية استثنائية على وديعة بقيمة 30 مليون دينار لأجل 6 أشهر من خلال أظرف مغلقة، تم تقديمها من قبل جميع البنوك بأسعار وصلت حينها إلى نحو 2.5 في المئة، علما بأن متوسط أسعار الفائدة المتداولة حالياً على الودائع ذات الآجال نفسها تصل إلى 17 في المئة، فيما تقارب أسعار ودائع الأشهر الثلاثة نحو 1.5 في المئة.وفيما يظهر تقرير للبنك الوطني تراجع الودائع الحكومية في شهر أكتوبر الماضي بواقع 95 مليون دينار، محافظة رغم ذلك على قوة نموها عند 20 في المئة على أساس سنوي، ذكرت المصادر أن تراجع الطلب على الودائع الجديدة أدى إلى تراجع تكلفة البنوك لجذب الأموال الجديدة دون حاجة قياسا بالمسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي، حيث لوحظ تفادي جميع البنوك لأي رفع غير مستحق على تكلفة الاقتراض، والضغط على هامش الفائدة (NIM) في القطاع، وبالتالي على ربحية القطاع في فترة حرجة.وأوضحت المصادر أنه لا يوجد أي ضغوطات في الوقت الحالي على أسعار الودائع، بفضل وضع السيولة المطمئن في البنوك، منوهة إلى أنه رغم تخلي أسعار الفائدة الحالية للودائع عن مستوياتها المسجلة بنهاية 2015، إلا أنها تعد معقولة قياساً بحجم الطلب المتراجع.وأشارت المصادر إلى عدم وجود رغبة مصرفية قوية لدى العديد من البنوك في الاستحواذ على ودائع حكومية بأسعار استثنائية مثل السابق، بفضل تراجع الضغوطات التي كانت تواجهها على السيولة الموجودة لديها، في الأعوام الماضية، باستثناء بعض الطلبات، خصوصا ذات الآجال قصيرة، التي تنافس عليها بعض البنوك ضمن نطاق ضيق بغرض ترتيب سلم استحقاقاتها.وأرجعت مصادر مصرفية انخفاض شهية البنوك على الودائع لعوامل عدة أبرزها الآتي:
اقتصاد
منسوب السيولة المرتفع كسر حدة المنافسة والأسعار
البنوك لا ترغب بالودائع الحكومية... كالسابق!
فائض سيولة كبير لدى المصارف
12:32 م