بما أنك قد دخلت للمقال فأهلاً وسهلاً بك والمقال مقالك والعامود عمودك... ده إحنا زارنا النبي! خطوة عزيزة.تشرب شاي؟أرجوك لا أريد منك أن تغضب لأنك خلال السطور القادمة لن تجد شيئاً يتعلق بعنوان المقال والذي كان الطعم من أجل أن تدخل برجلك اليمنى وتسمي وتبسمل وتحوقل لعلك تجد كلمة طيبة أو يداً تحنو على أي جرح سببه لك أحد العنصريين من خلال تعليق في وسائل التواصل أو غيرها.كل ما ستجده هنا عبارة عن قائمة بالمشاريب التي سيشربها غيرك لتدفع أنت ثمنها... وإذا موعاجبك روح ديرتك!!تشرب قهوة؟لقد أصبحت أيها الوافد نجماً في سماء الصحف ومواقع الأخبار الإلكترونية من خلال قوانين وتشريعات يا إما تتعلق بنفخك... أو ترحيلك، أما نحن كمواطنين فيتم نفخنا فقط!كما قلت لك لن تجد هنا شيئاً، فأنا أيضاً وضعتك في عنوان لأني أعلم أنك ستهرول على المقال لعلك تجد كلمة طيبة أو يداً تحنو على جراحك التي سببها لك تاجر الإقامات الذي يخرج سالماً بعد كل حملة ترحيل، لن تجد هنا حلولاً أو بدائل ولن تجد سوى المشاريب...تشرب قرفة؟هناك هجمة عالمية على الوافدين في العالم، أخذت صورة نجاح ترامب في أميركا وخطابه العنصري، وظهور الأحزاب اليمينية في أوروبا ضد الوافدين المسلمين، وازدياد الجرائم ضد الأجانب في بريطانيا وخروجها من الاتحاد... تتعدد صور الوافدين ويتفق العالم على معاملة واحدة (أكزونوفوبيا) والتي تعد أحد أهم مظاهر انهيار عصر الحداثة ودخلونا عصر ما بعد الحداثة الذي اتسم خطابه السياسي بالعودة إلى العزلة والبحث عن مفاهيم الهوية، للدرجة التي جعلت موقعDictionary.com يختار كلمة (أكزونوفوبيا) كلمة العام 2016م.فالمهم من كل ذلك هو أن نعي أن للآخرين مشاعر قد نسيء إليها عبر تعليق في النت أو تصريح في الصحافة أو كلمة تقال من برلماني بقصد أو بغير قصد تجعل أي وافد شارك يوما في نهضة الوطن يشعر أنه مهدور... فبلد الخير والاحترام ستظل بلدا للخير والاحترام رغم هبوط سعر البرميل.تشرب زنجبيل؟ولنفترض جدلاً أننا خففنا البلد من العمالة الهامشية والعمالة الرئيسية أيضاً إذا احببت، فهل سيخفف هذا زحمة المرور فعلاً؟ إن على جنبات الشارع الممتد من سلوى إلى جنوب السرة هناك مناطق لا يسكنها إلا المواطنون، ورغم ذلك فأنت تحتاج إلى ساعة كاملة من أجل أن تصل مقر عملك الذي لايبعد عنك سوى عشرة كيلو مترات! فهل تكمن المشكلة في الوافدين أم في وزارة الإسكان التي جعلتنا نتكدس في مناطق أصبح حالها كحال حولي والفروانية وخيطان حيث أزمة (المصفط) تضيق على المواطن حياته أكثر من ضيق الشقق التي يسكنها.فالمواطنون الذين تم الانتهاء من بيوتهم أقل بكثير ممن ينتظرون... وها قد انتهت الولاية الثانية لباراك أوباما الذي أشعل فيها الشرق الأوسط على امتداد 14 مليون كلم وقامت فيه ثورات وثورات مضادة واختفت دول من الخريطة ونحن ما زلنا ننتظر أن يقوم لنا بيت على 400 متر.وحتى لا يتهمني أحد من القراء بأني أدغدغ مشاعر الوافدين لكي يقولوا عني بأني كاتب منصف بمقال من هذا النوع، فأنا أعلن أنني لا أمانع من أن تسفر وزارة الداخلية كل العمالة التي لا يحتاجها السوق، بل وأضرب على يد الداخلية (ضرب الحبيب طبعاً) لكي تطبق القانون بحزم عليهم. ولكن ذلك لن يمنع من أن أضرب أنا شخصياً كمواطن(على قفاي) من خلال تصاريح تقنعني أن المشكلة فعلاً هي مشكلة الوافدين!إن نقاشاً من هذا النوع أشبه ما يكون (بالمايوه البيكيني) الذي يعري من الجسد أكثر مما يغطيه، لأنه يقول لنا إننا قد أخفقنا كدولة في توفير ما يحتاجه المواطن الذي يسكن الأرض وما يحتاجه الوافد الذي سمحت له الحكومة أن يعمل لديها، وأن المواطن عندما ينتظر ساعة ونصف الساعة في مستشفى مبارك أو العدان من أجل أن يدخل الطوارئ فإن المشكلة ليست بسبب أزمة الوافدين بقدر ما هي بسبب أزمة التخطيط والتنفيذ والتنمية التي يحتاجها سوق العمل ليتحول إلى مركز مالي وليس إلى دولة مالي! وبالتالي نحن نطبق المثل القائل (أبوي ما يقدر إلا على أمي).تشرب شاي بالياسمين؟المهم...لا أريد للتعليقات أسفل المقال أن تتحول لحلبة مصارعة، لنكن عقلانيين وباحثين عن صيغة خطاب تعايشي مشترك لأنه في النهاية الجميع سيدفع ثمن المشاريب التي قدمتها لك أثناء القراءة؟كاتب كويتي@moh1alatwan
مقالات
خواطر صعلوك
الوافدون... الوافدون كمان مرة!
01:47 ص