هنيئاً للعالم عامه الجديد وهنيئاً لنا قضيتنا الجديدة بعد تقادم قضيتنا القديمة التي تحرم الاحتفالات، أياً كانت المناسبة، صرنا نذهب في التحريم إلى أبعد من ذلك إلى تحريم الترحم.والحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء لأنها لو كانت بيد عباده لرحموا وحرموا في الوقت نفسه.أتحدث هنا عن خلاف العرب المصيري والمبدئي: مطعم أم ملهى؟ فإن كانوا في مطعم تجوز الرحمة وإن كانوا في ملهى لا تجوز؟ أي جواز لحق لا تملكه فالرحمة بيد الرحمن كيف تحتكرها لنفسك وأنت ببساطة لا تملكها.والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الفرق والموت واحد؟ والجريمة واحدة فهل يبررها زمانها ومكانها؟يذكرني الخلاف العربي - العربي بالخلاف العربي - الإسرائيلي فالذي يفجر نفسه في فلسطين يسميه الفلسطينيون فدائياً ويسميه الإسرائيليون إرهابياً وكان ضمن بنود الاتفاقات الموقعة أن يتم الاكتفاء بتسميته مسلحاً في الإعلامين.اتفق المسلمون مع اليهود ولم يتفق المسلمون بينهم بين يجوز ولا يجوز في تحليل وتحريم، والذين حرموا الترحم هم أنفسهم الذين حرموا الاحتفال وهم الذين حرموا الفرح لأنهم باختصار نكديون.فعندما قال الدكتور عجيل النشمي إن حادثة ملهى اسطنبول جريمة فالدين يحرم سفك دم إنسان بريء دون نظر لدينه أو جنسه أو مكان قتله ولو كان في ملهى أو خمارة ويجب قتل القاتل، رد الذين يبحثون عن جنازة «ليشبعوا فيها لطما»، والذين ماتوا في العراق وكأن العين بالعين سكتوا عن قتلانا فلتسكت عن قتلانا أيضا فالضحايا كانوا يمكن أن يكونوا نحن أو أنتم أو أقرباءكم في أي مكان أو أي زمان لأن القتلة لا يميزون بين المساجد التي تقيم صلاة الجمعة أو المطاعم التي تقيم احتفالات رأس السنة، ولا يحابون دعاة النكد على دعاة الفرح لكنهم يتفننون في تحويل كل فرح إلى جنازة وكل أمن إلى دمار قاتلهم الرحمن ورحم موتانا.لذلك ارحمونا يرحمكم الله وابحثوا عن قضية جديدة بعيداً عن الموت نختلف بها فلنبدأ بقضية إيجاد الفروق السبعة بين المطعم والملهى الليلي وكل قضية وأنتم بخير.reemalmee@