عواصم - وكالات - لا يزال منفذ اعتداء اسطنبول ليلة رأس السنة فارا، رغم الحملات الواسعة القائمة للعثور عليه، الا ان السلطات التركية باتت تملك الكثير من المعلومات حوله، كما يبدو انه سبق وان قاتل في سورية في صفوف تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) الذي تبنى مسؤولية الهجوم.ونشرت السلطات التركية صورا ذكرت انها للقيرغيزي لاخي ماشرابوف (29 عاماً) منفذ الاعتداء الذي قتل 39 شخصا ليلة السبت - الاحد في ملهى ليلي مشهور بعد ان فتح عليهم النار في شكل عشوائي.وتبين للمحققين ان منفذ الاعتداء على ملهى «رينا» يتحدر من احدى دول آسيا الوسطى، مثل قيرغيزستان او اوزبكستان، حسب صحيفة «حرييت».واعتبرت وزارة الخارجية في قيرغيزستان، أمس، انه «من المستبعد» ان يكون منفذ الاعتداء من رعاياها، الا انها تقوم بكل التحقيقات اللازمة.وقال الناطق باسم لجنة الأمن القومي راخات سليمانوف: «فيما يتعلق باحتمال تورط مواطن من قيرغيزستان، يجري ممثلون عن لجنة الأمن القومي اتصالات مستمرة مع السلطات التركية». وتابع سليمانوف أنه «تم استجواب رجل واحد، ولكن لا يوجد دليل على تورطه في عمل إرهابي». أضاف أنه «تم إطلاق الرجل بعد الاستجواب، ولكن التحقيقات لا تزال جارية».ومساء، أفادت وسائل إعلام بأن ماشرابوف عاد إلى بلاده أمس، بعد استجوابه من قبل أفراد الأمن في تركيا.وأعلنت وكالة «أكي برس» القيرغيزية أن أفراد الأمن استجوبوا ماشرابوف قبل مغادرته اسطنبول، وهو نفى قطعيا ضلوعه في هجوم رأس السنة، موضحا أن زيارته إلى تركيا كانت متعلقة بالمسائل التجارية.وكان المعلق عبد القادر سلفي المعروف بقربه من السلطات التركية، كتب في صحيفة «حرييت»، ان «السلطات كشفت هوية الجاني وتبين انه سبق وان شارك في القتال في سورية الى جانب تنظيم داعش». وقال سلوي، إن المهاجم تدرب على حرب الشوارع في مناطق سكنية في سورية واستخدم التقنيات التي اكتسبها هناك في اعتدائه. اضاف ان التنظيم اختار المهاجم «خصيصا» لتنفيذ الاعتداء في «رينا».وتحدثت الحكومة التركية عن «تحقيق صعب»، واعلنت «التوصل الى معلومات اضافية تتعلق ببصمات المهاجم وشكله».واعتقل اجنبيان أمس، في مطار أتاتورك في اسطنبول، ما يرفع الى 16 عدد الاشخاص الذين اعتقلوا حتى الان في اطار التحقيقات في اعتداء اسطنبول.ونشرت وكالة «دوغان» التركية للانباء شريط فيديو يظهر فيه من اكدت انه «المهاجم»، وهو يلتقط صورا لنفسه، بينما كان يتسكّع في ساحة تقسيم الشهيرة السياحية في قلب اسطنبول.وحسب الكاتب في «حرييت»، فان «السلطات تريد القبض على المهاجم حيا للتمكن من تفكيك اي شبكة محتملة قد تكون وراء الاعتداء، او قد تكون في صدد الاعداد لاعتداءات جديدة».وحسب «حرييت» وصحيفة «هابرتورك»، استهدف المهاجم بسلاحه الرشاش النصف العلوي من اجساد ضحاياه.وذكرت «هابرتورك» ان المهاجم وصل إلى اسطنبول قادما من مدينة قونيا جنوبا في نوفمبر برفقة زوجته وطفليه، مرجحة ان تكون زوجته ضمن 12 شخصا تم ايقافهم قيد التحقيق.وبثت السلطات التركية صورا للمشتبه فيه التقطت في مناسبات عدة، احداها في مركز صرافة في احد احياء اسطنبول يعتقد انها اخذت قبل الهجوم ببضعة ايام، وأعلنت أن اسمه لاخي ماشرابوف وعمره 28 سنة، من قيرغزيستان.وكشفت التحريات وكاميرات المراقبة، كما شهود، بينهم سائقا تاكسي، أن القاتل وصل في الواحدة والربع فجر الأحد، فقتل شخصين كانا عند مدخل النادي، ثم اقتحمه صاعدا إلى طابقه العلوي، وبدأ بقتل الساهرين، ولما وجد عددا من الساهرين بطابقه الأرضي «يرمون أنفسهم إلى مضيق البوسفور»، نزل سريعا ليتعمد إطلاق الرصاص على رؤوس من وجدهم منبطحين أرضا في شكل خاص، كي لا يفوته أحد من مجزرة، غيّر أثناءها 6 مخازن ذخيرة، وأطلق أكثر من 180 رصاصة بتقتيل استمر 7 دقائق، وأصاب فيه 69 بجروح وتشوهات، لا يزال 46 منهم بسببها للمعالجة في المستشفيات. وأفاد شهود أنه كان يصيح «الله أكبر» أثناء تنفيذ جريمته.وبكل برودة أعصاب، مضى بعدها إلى المطبخ فبقي 12 دقيقة، غيّر خلالها زي «بابا نويل» الذي تنكر به ليصل إلى «رينا» كواحد من المحتفلين، ثم خلع فيه معطفاً عنه، وغادر المكان بسيارة تاكسي، أخبر سائقها أنه لا يملك ما يدفع له أجرته حين نزل منها في حي قريب، إلا أن المحققين عثروا على 500 ليرة تركية في جيب المعطف الذي تركه في المطبخ، لأنه كان يضع معطفين، وأسفل الثاني كان يرتدي زوج سراويل وقميصاً أخضر، وداخل كل هذه الثياب دس السفاح «عدة» المجزرة، وأهمها «كلاشنيكوف» رماه على أرض النادي المنتشرة فيه بقع الدماء وهو يغادره، مختفياً عن الأنظار في عتمة الفجر.الى ذلك، قال يونس ترك، المواطن الفرنسي من أصل تركي الذي نجا من الهجوم «بمجرد دخوله (الارهابي) الملهى بدأ يطلق النار ولم يتوقف. ظل يطلق النار بلا توقف لمدة 20 دقيقة على الأقل». أضاف: «اعتقدنا أنه أكثر من واحد لأنه لم يتوقف. وحدث شيء كالانفجار أيضا فقد ألقى بعض المتفجرات».وجاء في تقرير لخبراء الطب الشرعي نقلت بعضه صحيفة «ميليت» أن بعض الضحايا أصيبوا بالرصاص من مسافة قريبة جدا.وأعلن محمد إيلان (36 عاما) الذي يعمل نادلا في الملهى منذ 12 عاما إن المهاجم تعمد استهداف أكثر المناطق ازدحاما في الملهى الواقع على شاطئ البوسفور في حي أورتاكوي الذي تنتشر فيه المقاهي والمطاعم.وتابع إيلان: «اقتحم المكان واتجه على الفور إلى الناس في الناحية اليسرى الأكثر ازدحاما في العادة... هل يا ترى جاء إلى هنا من قبل؟ لأنه بدا وكأنه يعرف أين يتجه».هرب إيلان إلى غرفة خلفية مع خمسة من الزبائن واثنين من العاملين في البار ثم نزل إلى شرفة تطل على مياه البوسفور. ورغم البرودة الشديدة والطقس الثلجي قفز بعض الناس في الماء للهرب من نيران المسلح. وقال إيلان: «ظل يطلق النار بلا توقف. وناديت أنا على قاربنا الذي ينقل الزبائن لكنه ظل يطلق النار في اتجاه البحر أيضا. ولم يستطع الزورق الاقتراب».وقال محمد كوجرسلان، صاحب الملهى، إن الشرطة اتخذت إجراءات أمنية استثنائية قبل العام الجديد في المناطق المطلة على شاطئ البوسفور في حي أورتاكوي.وتابع: «حقيقي أنا لا أعرف كيف تمكن هذا العفريت - ولا استطيع حتى أن أصفه بالإرهابي - من الوصول إلى هنا رغم كل الاستخبارات والإجراءات الأمنية الاستثنائية».في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي، بنيلي يلدريم،أمس، في كلمة أمام أعضاء «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في البرلمان، «إن العالم ينام ويستيقظ على ذكر داعش، لكنهم لا يكافحونه في شكل فعلي، إنهم يقولون ما لا يفعلون، تركيا وحدها التي تكافح التنظيم».كما شدد على أن الولايات المتحدة لا تفعل شيئا حيال التنظيم الإرهابي، وأن الآخرين لا يفعلون شيئا كذلك.