مسؤولة التغير المناخي في المعهد الكوري للبيئة: الكويت قد تستفيد من تقنياتنا المتطورة لإدارة النفايات

كشفت مسؤولة قسم التغير المناخي في المعهد الكوري للبيئة البروفيسورة يورا تشي عن توافر تكنولوجيا متطورة في المعهد لادارة النفايات الضارة بالبيئة قد تستفيد منها الكويت حيث تتضمن أحدث الأجهزة التي تمنح قراءات حقيقية لنسبة انبعاث الدخان من المصانع، لافتة إلى أنه «بناء على نتائج قراءات هذه الأجهزة يمكن وضع الاستراتيجية وطرق الحل المناسبة لتقليص الانبعاثات من أجل بيئة أفضل».وذكرت يورا تشي في لقاء مع «الراي» ان لدى المعهد أيضا أحدث النظم في مراقبة الصرف الصحي، مبينة أن الكثير من العلماء يقصدون كوريا من أجل الاستفادة من تلك الأبحاث.وأشارت إلى أن الوعي البيئي الكبير لدى الشعب الكوري يعود إلى تنظيم المحاضرات التي تتعلق بالبيئة في المدارس الابتدائية والجامعات، كما يقوم طلبة الجامعات بدورهم بعمل محاضرات للمدارس الابتدائية عن طريق الرسوم الكارتونية علاوة على تنظيم المعهد لدورات للموظفين الحكوميين، في هذا الشأن، مزيد من التفاصيل عن التكنولوجيا البيئية في كوريا في سياق اللقاء التالي:• ما مهمة المعهد الكوري للبيئة؟- نحن مختصون في كل ما يتعلق بالبيئة، ونبذل قصارى جهدنا لحماية بيئتنا، وعمل الأبحاث اللازمة لخفض الانبعاثات الحرارية والحفاظ على الموارد المائية من التلوث، حيث يضم هذا المعهد نحو 300 عالم، والفريق المعني ببحوث السياسات البيئية يهدف إلى وضع سياسات بيئية مبتكرة من أجل تحسين نوعية الحياة للمواطنين، ويساهم في التنمية المستدامة على الصعيد الوطني وعلى الصعيد العالمي، كما تركز أنشطتنا البحثية في المجالات التقليدية للإدارة البيئية، بالاضافة الى مراقبة تلوث الهواء والمياه، والمحافظة على الطبيعة، وإعادة تدوير الموارد.• ما أحدث ما توصلتم إليه من تكنولوجيا قد تستفيد منها الكويت كونها بلدا منتجا للنفط؟- لدينا تكنولوجيا متطورة لادارة النفايات الضارة بالبيئة عن طريق أحدث الأجهزة الخاصة TMS والتي نضعها في المصانع لتعطينا القراءات الحقيقية لنسبة انبعاث الدخان وبناء على نتائج قراءات هذه الأجهزة نضع استراتيجيتنا وطرق الحل لتقليص الانبعاثات من أجل بيئة أفضل للجميع.وهدفنا الرئيسي دائما خفض انبعاث الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، كما ان لدينا أحدث النظم في مراقبة الصرف الصحي والكثير من العلماء يأتون لكوريا من أجل الاستفادة من أبحاثنا في هذا المجال.• ما أحدث النظم لتنظيم الانبعاث الكربوني من مصانعكم؟- لدينا نظام أسواق الكربون وهي المجال الذي يتم من خلاله مقايضة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو ما يعادلها من الغازات الدفيئة، حيث يمكن لبلد أو منطقة أو مدينة تنظيم التلوث الناجم عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من خلال إنشاء سوق مالي لمقايضة الكربون، يعمل على أساس ما يعرف بـ cap-and-trade أو «وضع حد أقصى للانبعاثات والمتاجرة بها».ووفقا لذلك، تُحدّد الجهات الرسمية المعنية الحد الأقصى المسموح به من انبعاثات الكربون أو مكافئها الناتج عن النشاطات الصناعية، ويمكن للمنشآت الصناعية التي تنتج كمية أقل من هذا الحد المسموح به من الانبعاثات أن تبيع الفرق من خلال ما يسمى بائتمانات الانبعاثات الكربونية (يعادل كل ائتمان طناً من الكربون أو مكافئه من الغازات الدفيئة)، بينما على المنشآت التي تنتج أكثر من هذا السقف المسموح به أن تشتري ائتمانات الانبعاثات الكربونية من أسواق الكربون حتى يُسمح لها بإنتاج الكميات الزائدة من الانبعاثات، وهذا يعني أنه يمكن للمنشآت التي تنتج انبعاثات كربون أقل من الحد المسموح به أن تكسب المال، بينما تضطر تلك التي تنتج أكثر من الحد المسموح به أن تدفع المال.• كيف تستطيعون مراقبة مصانعكم الكثيرة في كوريا؟- وصلنا حاليا إلى الجيل الرابع من التطور والتكنولوجيا وأصبحت لدينا قاعدة بيانات ضخمة وذكاء صناعي وعلى أساسها نستطيع مراقبة نسبة الانبعاثات من كل مصنع وحتى أيضا كمية الغبار الدقيق المنبعثة من المصانع، وبشكل عام على الرغم من ان قوانيننا صارمة تجاه المخالفين تبدي الشركات الكورية اهتماما كبيرا في الحفاظ على بيئتنا حتى لا تخسر سمعتها ما يؤثر عليها اقتصاديا حيث ان شعبنا واعٍ ومثقف بيئيا بشكل كبير ففي حالة عدم التزام اي شركة او مصنع بالشروط البيئية يقومون بحملات لوقف التعامل مع منتجات الشركات المخالفة، ولدينا نظام متميز في تقييم التأثيرات البيئية من تلوث وضجيج قبل اقامة اي مشروع أو مبنى وبناء على النتائج يتم السماح لهم بالبدء في مشروعهم ام وقفه.• كيف أصبح الشعب الكوري بهذه الدرجة من الوعي بيئيا؟- لدينا العديد من البرامج التي نقوم بها في هذا المعهد لرفع مستوى الوعي البيئي لدى الشعب الكوري والشركات أيضا ونقيم الكثير من الندوات العلمية بهذا الشأن بالاضافة إلى ذهابنا المستمر للمدارس الابتدائية لتعريفهم بقضية التغير المناخي وأسبابها وأضرارها على البشرية، كما نجتمع مع طلبة الجامعات ونعطيهم دورات تعريفية مكثفة حول القضايا البيئية وهم بدورهم يزورون المدارس أيضا لعمل محاضرات توعوية بيئية تشمل مشاريعهم عن طريق الرسوم الكارتونية عن البيئة بالاضافة لمحاضرات أخرى للموظفين الحكوميين.• كيف رأيتم الاتفاق الناتج عن مؤتمر التغير المناخي COP21؟ وماذا عن بعض المعارضات للشركات الخاصة الكورية لهذا الاتفاق؟- بصراحة لا أعلم عن المعارضة للاتفاق، وربما تكون من بعض الشركات التي ترى ان هذا الاتفاق قد يؤثر عليها اقتصاديا ولكن على مستوى الشعب الكوري بشكل عام والحكومة الكورية فنحن نؤيد جميع القرارات التي تم الاتفاق عليها في هذا المؤتمر العالمي، ونحن بانتظار اقرارها من المجلس الوطني لدينا خلال نوفمبر الحالي لتدخل حيز التنفيذ.