أم تترك ابنها أمام دار للأيتام...
/>أم تلقي برضيعها عند باب كنيسة...
/>آخر نبأ لأم خليجية تترك ابنها أمام مسجد في صندوق ورقي...
/>أقامت الفتاة علاقة مع أحد عمال توصيل المطاعم، وكما جاء في الخبر فقد «أنجبت طفلا من ديلفري تركي الجنسية»، وعند المخاض وصلت المستشفى مع شقيقها الذي انتحل شخصية زوجها، وتمت الولادة... وعند خروجها سارعت لالقاء المولود أمام مسجد.
/>تلك ليست الحالة الأولى بل إحدى عشرات الحالات التي تلقي برضع أمام بوابات المساجد.
/>التحقيق الذي نشرته الزميلة إيمان القحطاني من مدينة الدمام يتعرض لمسألة نسب الابن من علاقة غير شرعية من منظور شرعي.
/>أن الابن لو كان لأم متزوجة فيتبع زوجها وان لم يكن من صلبه، أما الأب الحقيقي للابن غير الشرعي فله العقاب... بناء على الحديث (الولد للفراش وللعاهر الحجر).
/>أما ان كانت الأم غير متزوجة فلا يتبع المولود أبيه الحقيقي وإن اعترف به، حسب جمهور العلماء، بل يتبع أمه. أي يكون نسبه لأمه... وهذا النسب في الوضع الطبيعي يرفضه العرب ويثورون لاحتمالية حدوثه، وقد سبق وتم رفض الكاتبة نوال السعداوي لأنها طالبت به ورفض ابنتها التي أسمت نفسها (منى نوال حلمي) وحققت بذلك أمنيتها في اللحاق باسم أمها وأبيها معاً.
/>ليس مجالا الآن للخوض في النسب للأم على طريقة السعداوي أو ابنتها حلمي، لكن مناسبة الحديث تحتم أن أذكر إقرار مجلس الشورى المصري بصفة مبدئية قانونا يجيز للأم نسب الطفل إليها، وتسجيل ابنها بنفسها دون حاجة لوثيقة الزواج، وهي خطوة اعتبرها الأزهر غير متعارضة مع الإسلام. حيث أدلى عضو بارز بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بقوله «إن ذلك ينسجم مع دعوة أطلقتها الناشطة النسائية د. نوال السعداوي، عندما نسبت نفسها إلى أمها وطالبت بتعديل القوانين لإعطاء المرأة حقها في ذلك».
/>أي أن دعوة السعداوي صالحة شرعاً إنما في حدود، وهي وقوع ولادة طفل من علاقة غير شرعية وأم غير متزوجة.
/>باختصار يقر بالنسب للأم في حالة وقوع الحرام وتحرم منه في أوضاع الحلال الطبيعية.
/>ليست المسألة أيضاً في جدلية النسب للأم أو للأب، لكن إزاحة النسب غير الشرعي عن عاتق الأب، وإلحاق الخطيئة بالأم وعائلتها مدى الحياة فيه شيء كبير من التمييز وانتقاص من قدر المرأة وقدر المولود.
/>نحن في مجتمعات تتبع النسب للأب وتعتبر غير ذلك عاراً، إن من ضمن الشتائم التقليدية أن يقال للرجل: يا ابن فلانة... وفي ذلك انتقاص كبير من كرامته وهدر لكبريائه...
/>فكيف يعاقب رضيع ويحكم عليه أن يعيش الذل ويحيا باسم عائلة أمه مدى الحياة.
/>النسب بهذه الطريقة سيكون مخزياً على صاحبه، ولن يكون إنجازاً إنسانياً طالما حلمت به الداعيات للنسب للأم. معتبرات أن من حق الأم على مولودها إلحاقه باسمها كونها تتعب عليه أكثر من الأب، وكون الإنسان ينادى في الآخرة باسم أمه فأجدى أن ينادى باسمها في الدنيا، وتستشهد الداعيات لأحقية النسب للأم بالعرب قديما حيث كانوا كثيرا ما يلحقوا بأمهاتهم أمثال ابن ماجة، ابن أم مكتوم، بلال بن حمامة، ابن تيمية... ولو دققنا في كثير من أسماء القبائل في شبه جزيرة العرب لوجدناها تحمل أسماءً لإناث.
/>لكن حتى لو عُوقب الرضيع وحوكم بأن يتبع سلالة أمه فإن كثيرا من العائلات ستشعر بحرج، وستأبى منح اسمها لابن غير شرعي حملته ابنتهم... وقد تأبى إيواءه.
/>ماذا يكون البديل؟ اسم لرجل وهمي. أو زجه بملجأ الأيتام، في انتظار من يتبناه.
/>اللافت في الحادثة التي بدأت بها المقال أن ممرضة من نفس المستشفى قامت ببدء إجراءات تبني الطفل، وتؤكد أنها سترسله حين يكبر للدراسة في الخارج... لأنها لا تريده أن يعاني بسبب النظرة المحلية تجاه أولاد التبني!
/>هناك نسبة من اللقطاء بدأت تظهر في العالم العربي، نسبة ليست واحد إلى عشرين مليونا... بل لقد وصلت في دولة عربية واحدة إلى مئات اللقطاء أعدادهم تتزايد سنوياً... عدا الحالات التي لا تسجل ولا تصل.
/>مع الأسف فمستقبل هؤلاء المظلومين ومعنوياتهم وأوضاعهم الاجتماعية والأهم أسماؤهم في أيدي ثقافة متشددة لا يهمها سوى القشور والظواهر، لا يهمهما سوى الستر والستر، وإن كان الستر في حد ذاته ظلماً بعض الأحيان.
/>Albdairnad@yahoo.com
/>