عندما تتوكل على الله وتحسن النية فلا تخف... لأن الخوف منهج يحاول خلقه أعداء النجاح من أصحاب المصالح الدنيوية ،ومن يعملون خلف الكواليس ويمررون من تحت الطاولة أوراقاً أشبه بالـ «طلاسم» لسحر سينقلب على الساحر ،متى ما تسلح الفرد المؤمن بالعُرى الوثقى للثقافة الصالحة أخلاقياً.يقول الله عزّ شأنه عن قصة الغار «لا تحزن إن الله معنا» والحزن هنا يعني الخوف عندما لجأ الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع أبي بكر الصديق إلى غار ثور بعد أن أخرجه الكافرون.. والشجاعة تبدأ متى ما انتزعت الخوف من ذاتك.. فما دمت على حق فإن الله معك.هو كذلك الحال في وقتنا الحالي ،بعد أن أبعدنا رموز الفساد عن الإصلاح المبتغى وأصبحت الأغلبية في خوف من البوح صراحة بطبيعة شرعنة الفساد التي أقصت الكفاءات من دفة القيادة تحت قبة البرلمان وأعلى الهرم في مؤسساتنا العام منها والخاص.إذا كنت تملك رؤية سليمة ،وصاحب فكر وثقافة صالحة تحيطها خيوط الأخلاق والنزاهة? فلم الخوف؟هذا هو شعوري وأنا أتبادل الحديث في ملتقى أحبة لنا ساءهم ما آلت إليه الأمور.. وهو حق مطلق كفله لهم الدستور والأعراف ،مادام السياق متماشياً مع النظم ،وبعيداً عن الخوض في كل ما هو محظور.أمر اجتماعي بحت يقصد منه فهم الحاجة للإصلاح... ويبقى البحث في كيفية بلوغ غاياته.أولاً يجب أن يكون كل فرد يطالب بالإصلاح أن يكون مجرداً من أي انتماء قبلي كان أو أي طابع يخالف قواعد الإصلاح.في العالم المعاصر قال وينستون تشرشل «إذا أردت أن تعرف أي شعب في العالم? انظر إلى برلمانه ومن يمثله فيه? وبعدها سوف تعرف أي الشعوب يستحق رمي الورود عليه وأيها يستحق الضرب بالأحذية» (أجلكم الله).وقبل تشرتشل? جاء في الحديث الشريف عن آخر الزمان الذي ينطق فيه الرويبضة.. والرويبضة هو الرجل التافه الذي يتحدث في شوون العامة... سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين... ونحن بلا شك نعيش فصول هذا الزمن.نعلم ذلك جيداً لكن الخوف من قول الحقيقة وتمسك البعض بالعادات السيئة عند الاختيار يجعل من الخوف أثراً تربع في قلوب الكثير.لذلك? أرى إن بداية الإصلاح تكون عبر العودة لمفاهيم الإسلام الطيبة من صدق وأمانة وقوة في أداء الأمانة ليس فقط في اختيارنا لنواب مجلس الأمة بل في كل مجالات العمل القيادي. وأكثر ما يثير استغرابي في بلادي? أنه عندما نعلم بأن «فلاناً» شخصية أخلاقية تمتلك الكفاءة والجدارة ومفوه لكن ما يعيبه ان «جماعته أو فخذه» قليل العدد فلا يجد من ينصفه ويجعله يتقدم الصفوف.هذا هو الخوف الذي يحجب عنا السبل الإصلاحية وإن كنت قد لمست في بعض اللقاءات مع أحبتنا إن هناك توجها لتغيير هذه الثقافة البالية التي أرى فيها شجاعة يشكرون عليها ،مادامت وفق الأطر المباحة وهو حق أصيل لا يختلف عليه اثنان.فهل يتحقق حلم تلك المجاميع الشبابية ونجد إصلاحاً عاجلاً يضع الحجر الأساس للشجاعة الأدبية التي تهدم جدار الخوف التي توارثناها من كتل تصل إلى مبتغاها عبر حبة خشم أو لأنها تمتلك الأغلبية العددية أو لأنها تجيد أصناف الكذب والتكتيكات الباطلة؟... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi