إقرار المجلس لجنة للظواهر السلبية هو إقرار منه بوجود ظواهر سلبية حوله، وفيه أيضاً كونه من المجتمع وإليه، وهذا أمر لا نختلف عليه فمن الطبيعي في كل مكان وزمان وجود ظواهر سلبية تستحق النقد والتقويم.ولكن ماذا عن الظواهر الإيجابية؟ هل ننكر وجودها؟ هي كذلك تستحق أن تنال حقها من الثناء والاقتداء بها كنموذج ومثال ولكن أين؟يتوجب على المجلس سيد قراراته أن يقرر تشكيل لجنة للظواهر الإيجابية بالتوازي ويترك الأمور القابلة للتأجيل كالتشريع والرقابة على جنب ليتفرغ قليلاً لتصنيف ظواهر المجتمع: السلبي لإحالته إلى لجنة الظواهر السلبية والإيجابي إلى لجنة الظواهر الإيجابية.وبعدين؟في وسط تداخل السلبي بالإيجابي والإيجابي بالمحايد وانشغال المجلس بهما ينشغل المجتمع بظواهر محايدة تقف في حالها لا هي سلبية ولا إيجابية فيضطر المجلس أن بواكب المجتمع ويشكل لجنة ثالثة يسميها لجنة الظواهر المحايدة.ويبدأ في الفرز: سلبي.. إيجابي.. محايد.والفرز بالتأكيد ليس هدفاً بل وسيلة للعلاج.لذلك فبعد الفرز وتحديد هوية الظواهر من المؤكد أن المجلس سيدخل في مهمة تطوير الظواهر بمعني: يأخذ الظاهرة السلبية ويطورها لترتقي وتصبح ظاهرة محايدة وشيئاً فشيئا يهذبها ويشذبها لتتحول إلى ظاهرة إيجابية.وهكذا كل ظاهرة إيجابية كانت سلبية فلا تبحث عن أصلها وفصلها لأنك ليس أمام قضية نسب لكن التصنيف نسبي، يمكن بسهولة أن تقفز ظاهرة إيجابية إلى فئة السلبية إذا زادت عن حدها وانقلبت ضدها من دون مرور بلجنة الحياد فنظرية حرق المراحل أحرقت الأخضر واليابس ومن الممكن كذلك التصويت على كل ظاهرة لتقرير تبعيتها في اللجان.دخلنا في العام 2017 وما زلنا نجهل تعزيز الإيجابي وتقويم السلبي في مجتمعنا بمجتمعنا فاضطررنا إلى فرض أوصياء علينا اخترناهم بأنفسنا لنا لكنهم سيعجزون عن إنجاز ما عجزنا عنه قبلهم في وجود من يرى وجودهم برمته ظاهرة سلبية.وعندما تختلط اللجان وتتشابك في المجلس الظواهري الذي أمامه الكثير من الطموح والتحديات والقضايا المصيرية المعلقة التي تنتظر تفرغه من فرز ظواهره قد يضطرالمجلس إلى الاستعانة بصديق نرجو أن لا يكون الظواهري.reemalmee@