في أعقاب عملية «خلط الأوراق» السياسية وما آلت إليه من تطورات انطلق معها عهد جديد في لبنان تواكبه حكومة ستنال قريباً الثقة، لم يعد لـ «المستحيل» مكان في لبنان ولا بات الخارج عن المألوف يثير الدهشة.قناة «الجديد» هذه المرّة هي التي خرجتْ عن المألوف لتدخل إلى «بيت الوسط». أطفأت «جبهة» الأخبار بمقدمةٍ سلسة هادنتْ رئيس الحكومة سعد الحريري لتدخل بعدها إلى منزله، تفتح الباب تلو الباب لتكتشف «من هوَ» سعد الحريري، مقدِّمةً بالصورة الأجمل «حقيقة» الحريري «الإنسان» الذي لطالما هاجمتْه كـ «سياسيّ» حتى انقطعتْ غالبية جمهور التيار «الأزرق» عن مشاهدتها إلى أن كشفتْ المحطة عن حلقة من برنامج «الأسبوع في ساعة»، حاور فيها الإعلامي جورج صليبي الرئيس الحريري ليس من منزله والمكتب فحسب، بل أيضاً من المطبخ وغرفة الجلوس وحتى النادي الرياضي.ففي الحلقة المنتظَرة تحت عنوان «قلب الوسط»، وُضعت السياسة جانباً وصِيغت الأسئلة الموجّهة إلى رئيس الحكومة حول «القلب» نفسه بما فيه من مشاعر وأحاسيس. فجاءت الإجابات من الحريري بالكلمة والموقف والتفاعل وخصوصاً في «دردشته» مع الأطفال «الشجعان» الذين حضروا من جمعية «Brave Heart» ليخبروه عن معاناتهم من أمراض القلب، ظروفهم الحياتية، وطموحاتهم المستقبلية. فبادَلهم هو إزاء كل حلمٍ بتشجيعٍ، وكل ألمٍ بأملٍ يملأه الصبر على المُصاب.ختام الحلقة، التي أفصح الحريري خلالها عن بعض هواياته مثل اصطيادِ أسماك القروش وركوب الدراجات النارية (Harley Davidson) والرياضة، كان بعشاءٍ ميلادي (حضّر الحريري شخصياً الباستا التي تَضمّنها) اجتمعتْ فيه عائلة جمعية «قلب شجاع» وصليبي على مائدة زعيم «المستقبل» في حضورِ الفنان عاصي الحلاني.ولم يُقصِّر الحريري خلال العشاء في «واجب» الأطفال، ولم تغب عنه طباعه كأب في اهتمامه بالجميع وخصوصاً «زهراء» أصغر الحاضرين سناً والتي لم تفارق حضنه، لينتهي البرنامج بعد توزيع الهدايا قرب الشجرة المزدانة بالأضواء، بالـ selfie الشهيرة التي صارت بمنزلة «توقيعٍ» للحريري، ولطالما شكّلت موْضع انتقاد من «الجديد».عن الحلقة «الحدَث» التي واكبها اللبنانيون على الشاشة كما على وسائل التواصل الاجتماعي، وعن سبب إطلالة الحريري اللافتة على «الجديد»، يقول صليبي لـ «الراي»: «كنتُ أتمنى دائماً أن يحلّ الرئيس الحريري ضيفاً في برنامجي، وكانت الدعوة مفتوحةً له على مدى 11 عاماً ولا سيما أن إدارة المحطة كانت تطلب مني استضافته باعتبار أن برنامجي لا بد أن يكون منبراً لكل الناس والآراء، لكنه كان يرفض الإطلالة على (الجديد) بسبب الاختلاف في المواقف السياسية، إلى أن انطلق العهد الجديد الذي نأمل أن يحمل معه الإصلاح وكل ما هو جيّد للشعب اللبناني، حيث عُقد لقاء تعارف جمعني ومديرة الأخبار في الجديد مريم البسام مع الحريري بدعوةٍ من صديق مشترك هو النائب عقاب صقر. وتمّ خلال اللقاء الحديث عن إطلالة للحريري على شاشة (الجديد)، لكنه لم يعطِنا حينها رداً حيث لم يكن متحمّساً كثيراً. وأخيراً خطرتْ لي فكرة تنفيذ حلقة خاصة بعيد الميلاد ذات طابع إنساني بعيداً من السياسة تجمع الرئيس الحريري بأطفال الجمعية، وقد وافق عليها بعد أن وُجهت الدعوة رسمياً إليه من نائبة رئيس مجلس الإدارة في (الجديد) كرمى تحسين خياط وشقيقها كريم خياط رئيس مجموعة تحسين خياط خلال زيارة له».صليبي الذي حاور الحريري في الحلقة وتنقّل معه بين أرجاء المنزل الداخلية والخارجية، مقدّماً له تارةً أطفال الجمعيّة ومتدخّلاً تارةً أخرى عند الحاجة ليبلور أسئلة الضيوف الصغار أو الاستطراد نحو سؤال آخر، يشير إلى أن «الحريري كان عفوياً وحقيقياً جداً في تَعامُله مع الأولاد»، مضيفاً: «انطباعي الذي خرجتُ به عنه أنه إنسان مهضوم و(بينحبّ كتير). لقد لمستُ أنه شخص صادق وعفوي وقريب من القلب. وهو بالمناسبة لم يعترض على أي شيء يتعلّق بنظام الحلقة، فيما من المعروف أن قلّة من الزعماء في لبنان توافق على دخول الكاميرا إلى أماكن في منازلها وإلى جزء من حياتها الخاصة».بين الحلقة الإنسانية الخاصة التي استضاف فيها الحريري «الجديد» في منزله، وبين حلقاتِ برنامجه السياسية من الاستوديو، يشير صليبي إلى أن حلقةً كالتي عُرضت أول من أمس يستمتع بها أكثر «لأنها جديدة»، فيما الحوار السياسي العادي «جزء من عملي الدائم والمستمرّ وحتى اليومي»، مؤكداً أن نجاح حلقة «قلب الوسط» سيشجّعه على تصوير حلقاتٍ أخرى مع زعماء آخرين «إذا كان لديهم قبولٌ للتجاوب مع الفكرة».وهل ما زال صليبي مستعداً لأن يذيع مقدمة نشرة أخبار شبيهة بتلك التي قال الحريري خلال الحلقة إنه «يشاهدها عندما ينوي سمّ بدنه» لما تشنّه من هجوم عليه؟ يجيب مقدم «الأسبوع في ساعة»: «لا علاقة بين الحلقة ومقدّمة نشرات الأخبار. فدائماً هناك أحداث وظروف ومعطيات سياسية تحتّم اتخاذ موقف معيّن ليس بالضرورة أن يُرضي كل الناس. فهذه المقدّمة سترضي أناساً و (تسمّ بدن) أناسٍ آخرين، وهذا الأمر مألوف ويُعدّ جزءاً من الحياة السياسية التي على الكلّ تقبُّلها، الرئيس الحريري وغيره من السياسيين».
فنون - مشاهير
«الجديد» كسرتْ عداءها له وجورج صليبي لـ «الراي»: كان عفوياً وحقيقياً جداً
الحريري «صيّاد القرش»... فتَح قلبه لـ «الأطفال الشجعان»
الحريري والطفلة زهراء في حضنه
03:57 م