• س: هل صحيح أن هناك نوعا من الأنيميا يحمل اسم «فقر الدم الوبيل»؟ ج: نعم. وهو يعرف أيضا باسم فقر الدم الوخيم، وهو نوع من الأنيميا التي يتم تصنيفها طبيا ضمن فئة «فقر الدم الضخم الأرومات»، وهو ينجم عادة عن النقص الحاد في فيتامين B12.• س: وكيف ينشأ المرض؟- ج: ليس ممكنا تكوين فيتامين B12 في داخل الجسم لذا لا بد من الحصول عليه من خارج الجسم عن طريق الأغذية. والمصدر الرئيسي لهذا الفيتامين هو المنتجات الحيوانية كاللحوم والألبان ويُمتص هذا الفيتامين بشكل طبيعي في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة. وبعد تناول الطعام الذي يحوي فيتامين B12، يرتبط الفيتامين ببروتين معين يفرز مع اللعاب ويعرف باسم R-binder ويكونان معا مركبا يحمل اسم R-B12. وفي الاثنا عشري والأمعاء - وتحت تأثير العصارة البنكرياسية - يتم تحرير المركب R-B12ويرتبط في هذه المرحلة مع العامل الداخلي الذي تفرز خلايا جدار المعدة. ويستمر هذا الارتباط حتى يصل المركب R-B12والعامل الداخلي إلى نهاية الأمعاء الدقيقة وهنا يرتبط العامل الداخلي مع مستقبلاته ليؤدي ذلك إلى امتصاص فيتامين B12.وفي حال الاصابة بمرض فقر الدم الوبيل، يحدث ضمور لخلايا جدار المعدة التي تفرز ذلك العامل الداخلي، وهو ما يؤدي بدوره إلى التقليل من افرازه أو توقفه نهائياً فتكون النتيجة حدوث خلل في امتصاص فيتامين B12.• س: هل لهذا الاختلال أسباب معينة؟- ج: في معظم الحالات يكون المسبب لفقر الدم الوبيل هو أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يتم افراز الأضداد الذاتية باتجاه خلايا جدار المعدة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى ضمورها وأيضاً افراز أجسام مضادة للعامل الداخلي. وقد يحدث فقر الدم الوبيل نتيجة للإصابة بأمراض أخرى مثل مرض أديسون (مرض اضطراب الغدة الكظرية) والسكري من النوع الأول ومرض هاشيموتو، أو كنتيجة للاستئصال الجزئي أو الكامل للمعدة، أو بسبب نشوء أجسام مضادة في دم المريض ضد العامل الداخلي الذي يساعد على امتصاص B12 فيتامين، أو أسباب وراثية أخرى.• س: وما أبرز أعراض هذا المرض؟- ج: تتمثل أعراضه الأكثر شيوعا في التالي:* ضعف عام مع أعراض فقر الدم.* ألم في اللسان.* فقدان الشهية وتناوب بين الاسهال والامساك.* الشعور بخدار في الأطراف.* تضخم بسيط في الكبد والطحال.* تسارع ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم.• س: وكيف يكون العلاج؟- ج: تتم معالجة فقر الدم الوبيل بأن يصف الطبيب للمريض جرعات عالية نسبيا من فيتامين B12 سواء عن طريق الفم أو بالحقن، وذلك من أجل محاولة التغلب على مشكلة نقص امتصاص الجسم لذلك الفيتامين. لكن هذا المرض يكون مزمنا في معظم حالاته ويحتاج إلى المعالجة مدى الحياة.