نكتب عن الذين فرحوا بمقتل السفير الروسي في تركيا وتباكوا على حلب فينبري لنا من يسأل: ولماذا لا نكتب عن الذين فرحوا بمجزرة حلب، وحزنوا على السفير وكأن الطرفين يتنافسان في استحقاق الكتابة مثل تنافسهما في الفرح بالموت وواقع الأمر أن كليهما لا يستحقان أن نهدر عليهما عشرة أسطر، والدم يُهدر حولنا بدم بارد.أما وقد انتهينا من الطرفين قبل انتهاء السطور العشرة ولأن المنافسة تجر المنافسة فالمنافسة مستمرة أيضاً بين نائب طالب في إزالة شجرة الكريسماس ونائب يطالب بزرع شجرة.فبعد استجابة وزارة الشؤون لطلب النائب أسامة مناور إزالة شجرة الكريسماس من مدخل جمعية الدسمة طالب النائب أحمد نبيل الفضل بإقامة نصب شجرة ميلاد كبيرة جداً في ساحة الصفاة، وكأن الوضع بالضبط: حط الشجرة شيل الشجرة...في البدء كانت السدرة وتحديداً سدرة العشاق التي جمعتنا حولها لنغنيها طرباً، واليوم تفرقنا شجرة بين من يريد إزالتها ومن يريد إقامتها، وكأن الشعب اختار النائبين الفاضلين للتباحث في أمر الشجرة لأننا أنهينا كل قضايا الإصلاح ولم يبقَ لنا منها سوى الشجرة أو أن قضايا الإصلاح تبدأ بشجرة.ولأن الحملات الانتخابية التي رفعها النائبان لم تأتِ على سيرة الشجرة لا من قريب ولا من بعيد وركزت كثيراً على سيرة الهدر بأنواعه وحصره في الحكومة لدغدغة شعور المواطن، واليوم يهدران وقت الحكومة والمواطن ووقتي وأنا أكتب مقالاً عن شجرة.وبعد غدٍ يحين موعد احتفالات إخواننا المسيحيين بأعياد الميلاد، ومن باب أولى أن نرد تحيتهم لنا في المولد النبوي ورمضان، وعيدونا وحتى الذين لم يعايدونا لا مانع أن نبادر ونقول لهم: «ميري كريسمس» بدلاً من الانشغال بالأشجار وحتى لا تتحول إلى شجار أرادت الحكومة التخلص منه فاستجابت.والاستجابة بالاستجابة تذكر، فلِمَ لا تستجيب الحكومة لاقتراح العطلة أيضاً؟فلا شيء يوحد بين أبناء هذا الشعب باختلاف مذاهبهم وعقائدهم وتوجهاتهم وآرائهم مثل العطلة... عطلة سعيدة.reemalmee@
مقالات
رواق
سدرة الكريسماس
02:22 م