| القاهرة - من المعتصم بالله حمدي |
التلفزيونية المصرية الشابة مي الشربيني واحدة من أبرز الوجوه الاعلامية التي فرضت نفسها على الشاشات الفضائية في السنوات الأخيرة واستطاعت ببرنامجها «90 دقيقة» - على شاشة المحور الفضائية المصرية الخاصة، أن تحرك المياه الراكدة وتستحوذ على اهتمام الجمهور المصري بطرح قضاياه والتفاعل مع مشاكله اليومية.واستفادت من نشأتها في قناة النيل للأخبار وتجربتها مع قناة «العربية» الاخبارية الفضائية في تغيير صورة المذيعة المصرية التي استقرت لعقود طويلة وظلت تعتمد على الشكل من دون اهتمام بالمضمون، وقدمت نموذجا للمذيعة المحاورة بعمق المهتمة بقضايا الواقع المحيط بها الملمة بكل ما يدور من حولها.«الراي» التقتها في القاهرة، وكان هذا الحوار:• كيف كانت بداية مشوارك الاعلامي؟- بدأت العام 1993 من خلال قناة الـ «nile.tv»، وعملت في قناة «النيل للأخبار» وكان ذلك العام 1997، وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 قررت انشاء مجلة سياحية في مدينة شرم الشيخ التي أعشقها وذلك من أجل النهوض بالسياحة التي عانت في هذا التوقيت من كساد سياحي واضح، فكانت التجربة التي استمرت «9» أشهر ذات صدى وتأثير كبير في تكوين شخصيتي الاعلامية.• ماذا عن تجربتك مع قناة «العربية»؟- مع نهاية العام 2002 سافرت الى الامارات بعد أن تحدث معي المسؤولون في قناة العربية بشأن الانتقال اليها، وهناك قدمت نشرة الأخبار لأنني أمتلك خبرة سابقة في هذا المجال من خلال الـ «nile.tv» كما أخذت دورات تدريبية مع أحد الاعلاميين الكبار في الـ «CNN» وهو ريس خان.• رغم كل هذه المحطات الا أن انتشارك الاعلامي جاء عن طريق قناة المحور؟- هذا صحيح ففي العام 2006 انتقلت الى قناة «المحور» بعد أن تحدث معي مدير القناة وقتها الاعلامي محمد عبد المتعال الذي ساهم بجهده في تطوير شاشة المحور ولأنني أثق برأيه كثيرا لسابق عملي معه في الـ «nile.tv» فقد وافقت على خوض هذه التجربة خاصة وأنني وجدتها فرصة مناسبة لأعيش بشكل مباشر وعميق مع مشاكل المجتمع المصري.واستفدت من السنوات التي ظللت فيها أقدم نشرات الأخبار والتي أعطتني خبرات كثيرة في الشأنين العربي والدولي لكنني لم أكن أمتلك معلومات وافية عن حياة الشارع المصري والمشاكل التي تؤرقه.• برامج الـ «talk show» أصبحت هي الشغل الشاغل للفضائيات العربية، فكيف استطاع برنامج «90 دقيقة» أن يحقق نسبة مشاهدة عالية؟- البرنامج يتميز بالبحث وبشخصية المذيع، واذا نظرنا الى اهتمامات الشارعين المصري والعربي سنجدها متشابهة، ويمكن أن تتناولها عشرات البرامج ولكن التميز يكون عن طريق اختيار طريقة تناول تحقق أكبر فائدة للمشاهدين. كما أن البرامج اليومية تبحث عن السبق واختيار الموضوعات التي تتميز بالعمق والشمولية، وأعتبر أن اختيار الضيوف مسألة في غاية الأهمية، لأنهم لابد أن يعرضوا الرأي والرأي الآخر من أجل اثراء القضية المطروحة وأرى أن رئيس تحرير برنامج «90 دقيقة» الصحافي بشير حسن يمتلك رؤية ثاقبة وله دور بارز في نجاح البرنامج. • هل ترين أن هذه البرامج قد تؤثر في اتخاذ القرار وخلق حالة من التغيير؟- بالتأكيد وهذا يحدث كثيرا في برنامجنا الذي اختير ضمن ستة برامج تلفزيونية مؤثرة في مصر، وفقا لبيانات مركز المعلومات واتخاذ القرار المصري.• البعض يقول ان هالة سرحان كانت سبب شهرة برنامج «90 دقيقة» فهل توافقينهم هذا الرأي؟- لاشك أن قضية فتيات الليل اللواتي استضافتهن هالة سرحان قد ساهمت في رفع نسبة المشاهدة نظرا لشغف الناس واهتمامهم بالموضوع، الا أن «90 دقيقة» حقق قبل وبعد قضية فتيات الليل انطلاقات وانفرادات عديدة. وليس منطقيا أن يكون نجاح البرنامج مرتبطا بقضية واحدة، فالمشاهد أعطانا ثقته بعد مرور عام واحد على انطلاق البرنامج ولابد من تدعيم هذه الثقة عن طريق عرض كل القضايا والأزمات التي تعترض مجتمعنا.• هل تابعت برنامج هالة سرحان الجديد «قناة خمس نجوم» على روتانا موسيقى؟- بصراحة لم تتح لي فرصة متابعة البرامج الرمضانية لأنني أستعد طوال اليوم لحلقات برنامجي وأذاكر جيدا موضوعات الحلقة وهذا يأخذ مني وقتا ومجهودا كبيرين.وعموما أنا أعرف جيدا قدرات الاعلامية هالة سرحان ولا توجد مشكلة معها، وتركيزي على قضية فتيات الليل لم يكن الهدف منه النيل من شخصها ولكن من واجب الاعلامي أن يفتح كل الملفات ويصل الى الحقيقة أيا كان مكانها.• أحيانا يشعر المشاهد بوجود صراع من نوع خاص مع زميلك المذيع معتز الدمرداش أثناء سير الحوار مع الضيوف، فما انطباعك عن هذا الكلام؟- لا يوجد أي صراع مع معتز الدمرداش، فنحن نتنافس على الهواء مباشرة من أجل التكامل في ادارة الحوار ولا مجال للخلافات بيننا، وأرى أنني ومعتز نمتلك نفس الثقافة والخلفية، خاصة اننا من مدرسة اعلامية واحدة هي «mbc» وأنا سعيدة بالعمل معه وأعتقد أن كلا منا يأمل في النجاح من أجل تعزيز مكانتنا الاعلامية.• الهدوء يميز شخصيتك على الشاشة، فلماذا لا تسلكين نهج المدرسة الانفعالية في ادارة الحوار خاصة أن هذه الطريقة يتخذها معظم المذيعين الآن؟- أرى أن المدرسة الانفعالية انتهت بعد نكسة يونيه 1967 والمجتمع العربي تغير كثيرا ولم يعد يصدق من يلعب بعواطفه، فأنا يمكن أن أصيح بصوت عال وأهتف ولكن في النهاية لن أصل لأي حلول، ولذلك أقول إنه لا يصح أن يعتمد المذيع على اللعب بعواطف المشاهد.• من الاعلاميون الذين أثروا في شخصيتك كمذيعة؟- في الأخبار تأثرت بمحمد كريشان مذيع قناة الجزيرة والذي أخذت منه «العقلانية في الحوار»، أما ريس خان مذيع الـ «cnn» فهو نموذج للبساطة في التخاطب مع المشاهد، وقد استفدت كثيرا من المتألقة أوبرا ويفري وأخذت عنها كيفية التعمق في مهمة طبيعة واحتياجات المجتمع الذي نعيش فيه.وتعلمت من عماد الدين أديب كيفية البحث الدقيق والهدوء وكاريزما المذيع الذكي، أما الاحساس بالقوة فيتملكني عندما أخوض في تجربة تيم بسستيان من الـ «bbc» فهو يشعرك بأن الاعلامي هو أقوى انسان في العالم.• وهل ترين نفسك اعلامية قوية؟- ما دمت قد خدمت الناس وتواصلت مع قضاياهم فأنا قوية، أما اذا خذلتهم وانزلقت الى التفاهات فلا أستحق أن أصنف اعلامية؛ فالناس أعطونا ثقتهم وواجب علينا أن نعكس آلامهم واحباطاتهم، وحتى هذه اللحظة أنا راضية تماما عن نفسي لأنني لم أقدم ما أندم عليه.• بعيدا عن استوديو «90 دقيقة»، ما أهم ملامح شخصيتك الانسانية؟- أنا انسانة بسيطة عاشقة للسفر والترحال خاصة الى الأماكن الطبيعية التي يوجد بها جبال وبحار وأحب اكتساب خبرات عديدة من بيئات مختلفة. وأتميز بالهدوء الشديد، ولكن عملا بفكرة «اتق شر الحليم اذا غضب» فانني اعترف بأن غضبي وانفعالي يكونان شديدين، وأنا من مواليد برج القوس وعاشقة للرومانسية وحب الآخرين يملأ قلبي ولا أكن بداخلي كراهية لأحد.• النجاحات المتتالية لبرنامج «90 دقيقة» جعلتك محط أنظار المشاهدين وأصبحت مشهورة فما الذي تغير في حياتك الآن؟- الشهرة لم تغيرني، فأنا أحب الناس وأحلم دائما باسعادهم، فالناس البسطاء بحاجة الى من يرسم الابتسامة على وجوههم، وأنا لا أبحث عن النجومية بقدر ما أحرص على تحقيق العدالة والمساواة وابعاد الظلم عن الناس.• هل تتمنين أن تنتمي ابنتك «جنان» الى الحقل الاعلامي؟- هي الآن عمرها 7 سنوات ونصف السنة وبالتأكيد أحلم لها بالنجاح والتوفيق، وسأترك لها حرية اختيار المجال الذي ترى أنه سيبرز قدراتها.